المدى/ أيَّوب سعد
تحولت دور السينما التقليدية العراقية إلى أماكن مهجورة أو مخازن للبضائع، نتيجة الإهمال الحكومي الواضح، تلك الدور التي احتضنت نجوم الفن العراقي والعربي، وعرضت أهم النتاجات الفنية، باتت اليوم تعاني من خطر الاندثار.
إهمال "عجيب"
يقول نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي في حديث لـ(المدى)، إن "دور السينما أهُملِت بطريقةٍ عجيبة وأغلبها تحول إلى مخازن، وهذا ليس في العراق وحده بل هناك الكثير من الدول تعرضت فيها دور السينما للإهمال".
ويضيف أن "الحصار الاقتصادي والوضع السياسي بعد 2003، أدى الى تعرض السينما العراقية لانتكاسة كبيرة وحادة اسهمت بشكلٍ كبير في التردي الذي وصلت إليه الآن".
وعن البديل للسينما التقليدية، يوضح جودي عبر (المدى) أنه "ظهرت ثقافة جديدة وهي السينما في المول، فأغلب المولات الآن فيها دور سينمائية مرتبطة بالسينما العالمية وشباك التذاكر العالمي".
ويسرد أن "العالم غادر ثقافة السينمات الكبيرة ذات الـ1000 كرسي, إلا ما ندر فثقافات الشعوب تختلف من شعب إلى آخر، ودليل ذلك يوجد الآن الكثير من دور السينما داخل المولات التجارية، وللأسف يبدو أن السينمات التقليدية لن تعاود الظهور مرة أخرى".
أماكن "مهجورة"
ويقول الفنان التشكيلي وعضو نقابة الفنانين يوسف الكبيسي خلال حديث لـ( المدى) إن "سبب الاندثار لدور السينما التقليدية هو الاهمال من الجهات الحكومية والنقابات المتخصصة بتأهيل وتطوير دور العرض، مما جعلها اماكن مهجورة وآيلة للسقوط والبعض منها مدمر بالكامل".
ويضيف أن "السينما عالم مهم في الاقتصاد والاستثمار لذلك بعض المستثمرين وفروا دور العرض في المجمعات التجارية، التي أصبحت حلاً بديلاً لدور العرض المهجورة والمهدمة، وبالتأكيد أن هناك اختلاف بالدقة والمعدات وطريقة العرض بين السينما التقليدية والحديثة، من ناحية جودة الألوان وحتى نظارة العالم الافتراضي التي تمثل عصر السينما الجديد".
ويتابع الكبيسي: "للسينما دور مهم بالمجتمع في طرح وتحريك القضايا، فالافلام هي مصدر للترفيه والوعي ونقل ثقافات المجتمعات الأخرى والاحداث التاريخية، وتعتبر من المؤثرات الرئيسية المباشرة على الشباب بشكل إيجابي أو حتى سلبي".
تاريخ السينما
يذكر أن العام 1909 شهد أول عرض سينمائي في بغداد في دار الشفاء بالكرخ، وعام 1920 تم تشييد سينما سنترال في شارع الرشيد ببغداد، تبعتهما داران هما العراق والوطني عام 1927 ثم سينما رويال عند نفق الرصافي حاليا، فيما شهد عقد الثلاثينيات من القرن الماضي إنشاء سينما الزوراء في منطقة المربعة، والرشيد الشتوي والصيفي في شارع الرشيد أيضا، ثم سينما الحمراء.
يشار إلى أن الحركة السينمائية عادت خلال الأعوام الماضية، عبر مخرجين شباب، وجرى إنتاج عشرات الأفلام المستقلة، وأغلبها شاركت بمهرجانات عربية ودولية، ونالت العديد من الجوائز، لكن عرضها بقي محصورا بقاعات محددة ولم تتحول إلى عروض تجارية، ومن أبرز الأماكن التي عرضت فيها هي المسرح الوطني أو شاركت في المهرجانات المحلية.