طالب عبد العزيز
أعترف بأنني أطالعُ صور النساء الجميلات، التي تظهرُ على صفحتي الزرقاء، أثناء عمليات البحث، أو خلال تصفحي التقليدي. هناك شيء اسمه(ريلز) فيه نساء جميلات جداً، يستعرضن وبمهارات ذكية مفاتنهن، بحركات مثيرة.
نساء مصورات بدقة عالية، يعملن في شركات، ويجنين أمولاً، وهناك من يقف وراء ذلك، بكل تأكيد، وهو أمرٍ نصفه معلوم عندي، وأجهل نصفه الآخر.. أعرف ذلك كله، لكنه يستهويني، وربما شغلتُ بأمره عن كتابة مادة، ضايقني الوقت في تنفيذها، ثم أنني اكتشفت صفحة بعنوان(بتتجازف)تجذبني أحيانا، فأجازف خائفاً، مدفوعاً، بقوة الفضول، فأتصفحها، لكنني أحجم عن مراسلة أيِّ واحدة منهن، فهنَّ غالباً ما، يطلبن الدخول الى عالمهن، وهذا أمرٌ مريب، يخيفني بحق، لذا، اكتفي بالمعاينة، والاستمتاع ثم انصرف.
حتى وقت قريب لم أرَ نساءً عراقياتٍ يقمن بمثل الحركات هذه، على صفحات التواصل الاجتماعي، هناك لبنانيات ومصريات واجنبيات .. لكنني، فوجئت مؤخراً باسماء عراقيات مثل(ألينا أنجل وميرنا النوري وكثيرات غيرهن) وهن يعلن بأنهن ممثلات اباحيات، ولسن بغايا، وهذه مهنة للعيش، مصرات على أنَّ ما يقمن به(شغل)لا أكثر من ذلك. كنتُ أسمع عن نساء الليل في ملاهي بغداد، وبعض نواديها وباراتها، وفي اماكن خاصة، وفي صالات المساج والحلاقة، وأبرر ذلك بما لا يخرج عن تأمين لقمة العيش، ألم يكن البغاء أقدم مهنة في التاريخ؟..
شخصياً، لم يحدث أنْ دخلتُ أمكنة كهذه، وأعتقدُ بأنَّ رجلاً شاعراً مثلي حريٌّ به الذهاب الى هناك، فمتعة الاكتشاف لا تعادلها متعة، والنفس مطبعة على عناصر الجمال، والمرأةُ في كل زمان ومكان هي التي تؤمن الوجود وتجعل من الحياة ممكنة، لكنَّ البغاء شيءٌ مقرف، ولا إنساني، فيه انحدار لقيم نبيلة عليا، ولا أقبح من أن يتحول الجسد الانثوي، مفرط الجمال الى سلعة، لذا سأظلُّ محتفظاً بما شاهدته، قبل أربعين سنة، في ملاهي شارع الوطني بالبصرة، تاريخاً مجيداً، وحصانة أبديةً ضد المتع الرخيصة هذه، مع يقيني بأنِّ اكتشاف الجسد الانثى مغامرةٌ وثراءٌ لا يعادَل إلا بمغامرة وثراء جغرافيي ومسكتشفي القرن الخامس عشر.
كنتُ، وحتى وقت قريب أقطع بعدم وجود عراقيٍّ خائن، مثلما أقطع اليوم بعد وجود امرأة عاهر في قريتي الصغيرة، حيث اسكن منذ سبعين عاماً، لكنَّ السياسة العراقية أطلعتنا على العشرات من الخونة والعملاء، مثلما أطلعني أولادي على ما يشيب الرأس منه في القرية الصغيرة تلك،إذْ، هناك أكثر من خائنة لزوجها وعاهر، وأكثر من مخنث ولوطي، وأكثر من متعاط للكريستال، وتاجر للحشيش، وهناك العميل، والقاتل والنغل والنذل، واللص ووو. ياه، كم أنا مغفلٌ إذن، قلت!
أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لنا، نحن العراقيين بخاصة فرصة اكتشاف ذواتنا عن قرب، مثلما اتاحت لنا معرفة حقيقة سلوك البعض منا، بل، وحجم النفاق في مجتمعنا، وبيقيني بأنَّ شعباً تجاوز تعداده الاربعين مليوناً، سيكون متنوعاً ومختلفاً، وفيه من التطرف في كل شيء، وقد انتهى حديث النبوات والمصلحين، وهنا لا يعنيني هنا الافصاح عن رأيي وحقيقة ما أفعله وأذهب اليه، في التصفح والتمتع، بقدر ما يعنيني صمت البعض عن الحقيقة المرعبة هذه، عن ما ينقاد اليه الناس، وعن الاهمال الذي تواجه به هذه السلوكيات، ولا أعرف أجهزة حكومية أو أهلية ، سياسيةً أو دينيةً، أخذت على عاتقها التصدي للظواهر هذه. في غياب التخطيط والمنهجية سيكون البلد قد ذهب الى كل القبائح.
جميع التعليقات 1
عدي باش
رثاثة المنظومة السلطوية الفاسدة ، أفرزت ظواهر إجتماعية دخيلة ، لن يجرؤ أحداً المجاهرة بها سابقاً ، بينما أصبحت اليوم مصدر للتفاخر