بغداد/ علي عبد السادةكشفت وزارة البيئة العراقية أن نحو ألف وسبعمائة وثلاثين كيلومترا مربعا من مساحة العراق"ملوث بالألغام القريبة من المجتمعات"، فيما أكدت الوزيرة نرمين عثمان انه"من الصعب تحديد عدد الألغام الموجودة في تلك المساحات".
وزارة البيئة أعلنت أمس الاثنين عن المساحات الملوثة وجاء ذلك على خلفية"مسح تأثيري"قامت به منظمات متخصصة في هذا المجال. وقالت عثمان في اتصال هاتفي أجرته (المدى) أمس الاثنين أن الوزارة تعمل على مواجهة مشكلة الألغام عبر منح تراخيص إزالتها إلى شركات أجنبية متخصصة.وأشارت أيضا إلى حملة توعية تقوم بها الوزارة بالتعاون مع الأمم المتحدة للحد من التعرض للأخطار الناجمة عن تلك الألغام.بيد أن الوزيرة  أكدت أن حجم المشكلة كبير ما يستدعي بذل جهود كبيرة من قبل جميع الوزارات العراقية.عثمان أوضحت انه بامكان أي وزارة عراقية التعاقد مع الشركات الأجنبية بعد أن يتم اخذ التصاريح المطلوبة من وزارة البيئة.وبينت أن طرق الإزالة قد تعتمد على وزارة الدفاع العراقية، ويبقى أن تقوم كوادر البيئة بتقييم عملياتها، أو أن يتم اللجوء إلى الشركات الأجنبية في حال تعذر على الدفاع القيام بذلك.يشار إلى أن وزارة البيئة تعد تقارير ومسوحا دورية وتقدمها الى منظمة (اوتاوا) للوقوف على حجم المخاطر التي تخلفها تلك الكميات الكبيرة.على صعيد آخر، أكدت عثمان أن من الصعب بمكان الوقوف على العدد الحقيقي للألغام في العراق، بيد أنها توقعت أن يقلل المسح الجديد"العدد التوقعي"، على حد وصفها.وكانت عثمان كشفت في وقت سابق أن العدد التوقعي للألغام في العراق يصل إلى 25 مليون لغم أرضي.الأرقام المعلنة أمس تمثل المساحات الملوثة القريبة من المجتمعات، غير أن المسح يتوقع أن أضعاف هذه المساحات تكون على الشريط الحدودي مع إيران والكويت والسعودية، فضلاً عن المناطق غير المأهولة. المسح شمل المحافظات الجنوبية، فيما تستعد الوزارة لإكمال المرحلة الثانية من المسح الذي سيشمل المحافظات الخمس المتبقية في الوسط وشمال الوسط. وصنف العراق على أنه من أكثر الدول تأثراً بالألغام بفعل ما مر به من حروب على مدى تاريخه المعاصر، ولا توجد إحصائية دقيقة لمدى تأثير هذا التلوث.وكانت وزارة البيئة أكدت في وقت سابق حاجتها إلى مليارات الدولارات وأعداد كبيرة من الكوادر المتخصصة لتطهير العراق من الألغام والقنابل غير المنفجرة.