اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم (صوت الحرية). . انتقاد صريح لشبكات الاتجار العالمي بالأطفال

فيلم (صوت الحرية). . انتقاد صريح لشبكات الاتجار العالمي بالأطفال

نشر في: 22 نوفمبر, 2023: 11:37 م

ترجمة: عدوية الهلالي

أثار فيلم "صوت الحرية" للمخرج أليخاندرو مونتيفردي جدلاً في الولايات المتحدة. والفيلم مقتبس من رواية (أضواء كاشفة) لتوم مكارثي،التي صدرت في عام 2015، وسلط فيها مكارثي الضوء ببراعة على عمل الصحفيين من بوسطن غلوب للتنديد بآفة الاستغلال الجنسي للأطفال في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية.

ومع فيلم "صوت الحرية" الذي صدر في فرنسا في منتصف شهر تشرين الثاني،يتناول المخرج المكسيكي أليخاندرو مونتيفيردي البعد الدولي وتأثير المافيا.

ويقال أن الفيلم عبارة عن إعادة سرد لقصة حقيقية. ولكن صحة هذه القضية المتعلقة بالاتجار العالمي بالأطفال أصبحت موضع تساؤل في الولايات المتحدة، ذلك إن نظرية المؤامرة التي نقلتها حركة (QAnon) ستكون بمثابة الأساس للسيناريو: إنها قضية الأدرينوكروم الشهيرة، وهو دواء مشتق من دماء الأطفال.

وتشعر العديد من وسائل الإعلام الأمريكية بالقلق بشأن علاقة الممثل الرئيسي بحركة (QAnon). ويعتبر المنتج إدواردو فيراستيغي من أشد الناشطين في مجال قوانين مكافحة الإجهاض. وبعيدًا عن الإثارة، فإن رسالة صوت الحرية هي التي تثير التساؤلات.

وتدور قصة الفيلم حول العميل الفيدرالي الأمريكي السابق، تيم بالارد، الذي يقوم بعملية إنقاذ معرضًا حياته للخطر، لتحرير مئات الأطفال المسجونين من قبل تجار الجنس حول العالم. وبهذه الطريقة، يصور أليخاندرو مونتيفردي فيلمًا تشويقيًا باستخدام رموز أفلام الحركة لمعالجة موضوع جدي.

وفي فيلمه الثالث، يتناول أليخاندرو مونتيفردي هذا النوع من الأفلام، بعد اخراج فيلم رومانسي وفيلم عائلي. ويُظهر فيلم (صوت الحرية)، الذي يتم اعتباره كفيلم تشويق، لقطات مزعجة تصور استغلال الأطفال جنسيا أو المتاجرة باعضائهم. ويلعب الممثل جيم كافيزيل دورا يعتمد على الحركة أكثر منه على الصراعات النفسية والعقلية.

وكان الفيلم قد اثار جدلا كبيرا بعد عرضه وتساءل الجمهور ان كان (صوت الحرية) مجرد فيلم أم فيلم مؤامرة؟

ولكن، وبعد مشاهدة النقاد للفيلم، اعلنوا بأنه ليس فيلماً تآمريًا فهو مستوحى من قصة حقيقية، كما هو واضح من البداية. ويتناول قصة تيموثي بالارد، وهو من المورمون وأب لتسعة أطفال، وعميل خاص سابق لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، والذي أنشأ منظمة غير حكومية في عام 2013، لإنقاذ الأطفال المختطفين من قبل شبكات الاتجار الجنسي والسماح للجناة ليتم القبض عليه. ويقول أليخاندرو مونتيفيردي إنه أراد رفع مستوى الوعي حول هذا الموضوع، وهو مندهش من أن فيلمه متهم بالمؤامرة.فهويحكي عن إنقاذ لم يحدث في الواقع، لكن العديد من القصص الخيالية المستوحاة من قصص حقيقية تأخذ مثل هذه السمات أيضًا. وفي النهاية، تبث صورًا حقيقية مأخوذة من عمليات حدثت على الأرض. ويعتقد خبراء في مكافحة الاتجار بالأطفال، أن الفيلم يعطي فكرة سيئة عن هذا الاتجار، حيث أن الأمر لا يتعلق في معظم الأحيان بشبكات واسعة تقوم باختطاف الأطفال. والحقيقة هي أن الضحايا يعرفون المتاجرين بهم ويثقون بهم. لكن هذه الانتقادات لا تجعل الفيلم قصة مؤامرة مثيرة.

ويقدم (صوت الحرية) أيضًا بعض الأرقام حول الاتجار بالجنس للأطفال والعبودية الحديثة كما يشير إلى أن مليوني طفل يقعون ضحايا للاتجار بالجنس، وهو الرقم الذي ذكره مجلس أوروبا وصحيفة لوموند في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ومع ذلك، تشير اليونيسيف إلى أنه من الصعب تقييم الظاهرة بدقة.

فهل يدر الاتجار بالبشر عائدات بقيمة 150 مليار دولار كما ذكر جان كلود برونيه، السفير المسؤول عن مكافحة التهديدات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية؟وهل ستكون الولايات المتحدة من بين الدول الأكثر استهلاكًا للمواد الإباحية المتعلقة بالأطفال؟ إنها في الواقع الدولة الثانية التي تستضيف أكبر عدد من المحتوى الإباحي للأطفال وفقا للاحصائيات. ووفقا لتقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، كان هناك 50 مليون شخص يعيشون في العبودية الحديثة في عام 2022.

وفي الواقع، فإن ما يزعج منتقدي الفيلم ليس الفيلم نفسه بقدر ما تزعجهم الضجة المحيطة به. وقد تم استيعاب النظرية في الفيلم عند الترويج له من قبل الممثل الرئيسي، جيم كافيزيل، وهو شخصية مثيرة للجدل للغاية فقد تحدث عن الأدرينوكروم عدة مرات في مقابلاته في السنوات الأخيرة.كما ان (تيم بالارد)، الذي يروي الفيلم قصته، أدلى أيضًا بتصريحات مثيرة للجدل، حيث ربط دون دليل بين هوية الأطفال والولع الجنسي بالأطفال أثناء الترويج للفيلم. ومن خلال مواقفهما الشخصية، أعطى الرجلان صدى معينًا لفيلم (صوت الحرية). وفي نهاية المطاف، اغتنم مؤيدو هذه النظرية الفيلم، نظرا لقرب موضوعه من آرائهم، حتى لو لم يذكر قط مؤامرة الأدرينوكروم. كما أشارت احدى المنظمات الى أن الفيلم كان مدعومًا بشكل أساسي من قبل الأشخاص الذين يروجون لنظريات المؤامرة، أثناء إصداره في الولايات المتحدة.

وقد فسر بعض أصحاب نظريات المؤامرة هذه الصعوبات على أنها دليل على أن النخب كانت تحاول منع عرض هذا الفيلم الذي يندد بالاتجار بالجنس مع الأطفال. ويعتقد مايك بوروفسكي، وهو مستخدم للإنترنت يتابعه عشرات الآلاف من الأشخاص، أن "الفيلم تعرض للانتقاد باعتباره فيلم مؤامرة لأن هذه النخب لا تريد إنقاذ الأطفال من الشبكات والقبض على من يديرها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

النجم غالب جواد لـ (المدى) : الست وهيبة جعلتني حذراً باختياراتي

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

معاهد متخصصة فـي بغداد تستقبل عشرات الطامحين لتعلم اللغة

متى تخاف المرأة من الرجل؟

مقالات ذات صلة

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!
سينما

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!

يوسف أبو الفوزصدر للكاتب الروائي السوري، المبدع حنا مينا (1924- 2018)، الذي يعتبر كاتب الكفاح والتفاؤل الانسانيين، في بيروت، عن دار الآداب للنشر والتوزيع، عام 1978، كتاب بعنوان (ناظم حكمت: السجن… المرأة.. الحياة)، يورد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram