علاء المفرجي
استيراد المواهب الجديدة من اوروبا على وجه الخصوص في العشرينيات والتي كان لها الدور المهم في ان تتجه انظار رجال السينما وهواتها والمشاهدين نحو هوليوود، واصبح الرهان الاول هو ارضاء رغبة الجمهور، فما ان ظهر اعجاب الجمهور بنجمة العشرينات الالمانية بولا ينجري في فيلم (العاطفة) اسرعت هوليوود باحضارها،
وعندما استحوذت الافلام السويدية على اهتمام الجمهور استقدمت هوليوود المخرج السويدي سيتلر وهذه المرة مع المع نجمات السينما على الاطلاق جريتا جاربو.. وعدد اخر من النجوم الذين منحوا هوليوود في ما بعد تألقها.
ويبدو انه وبعد مرور ما يقرب مئة عام على صناعة الفيلم وعلى يد هوليوود ما زالت الاخيرة ووفقا لمنطق السوق وانعاش الشباك تعمل بهذا المنهج، فنظرة فاحصة على ترشيحات الاوسكار.. تشير الى ان نسبة كبيرة لصناع الافلام من غير الامريكيين.
وبالتسليم ان الافلام المرشحة لهذه الجائزة هي صفوة الانتاج الهوليوودي الذي يتم الرهان عليه نرى مدى تمكن هوليوود على نجوم وافدين لادامة مجدها.. ففيلم (عقل جميل) يجسد بطولته ممثل استرالي هو راسل كرو، و(حديقة نمو سفورد) لمخرج انكليزي هو روبرت التمان، وفيلم (الطاحونة الحمراء) لمخرج فرنسي بوب مارشال ونجمة استرالية هي نيكول كيدمان.. وهكذا مع (ملك الخواتم) الذي صنعه كادر نيوزلندي، والامر ينطبق على جميع فروع الجائزة.
ابتداء من منتصف الخمسينيات (غزا) الايطاليون السينما الامريكية وطغوا بشكل كامل على اقرانهم من الاوربيين، بنجوم مثل صوفيا لورين وجينيا لولو بريجيدا ومارشيلو ماسترياني ودانيال دي دفيتو وغيرهم... ولم يكتفوا بنجومية البعض منهم، بل نقلوا ثقافتهم وانشغالاتهم وسلوكهم الى تفاصيل العمل في السينما وكانت الذروة مع فيلم المافيا الكبير بداية سبعينيات القرن المنصرم (العراب) باجزائه الثلاثة..
العقدان الأخيران شهدا منافسة حامية للاتينيين في معقل السينما هوليوود استطاعو ان يفرضوا وجودهم كنجوم بارزين.. والمفارقة ان هذه النجومية بدأت اول مرة على اكتاف الايطاليين فاندي غارسيا الكوبي قدم اول واهم ادواره في فيلم العراب الذي يتحدث عن مافيات العوائل الايطالية في نيويورك، وكذا الحال مع آرماندو اسانتي بابرز افلامه " غوتي " (1996) الذي مثل فيه دور زعيم مافيا ايطالي، كما فعل غارسيا... ونجوم آخرون مثل جنيفر لوبيز، وبينلوبي كروز، بينيشيو دل تورو، و لويس غوزمان، و يساي موراليس.. والقائمة تطول.
ويمكن بدء الحديث مع فلم " سكارفيس "، وكيف شد الإنتباه الى الشخصية اللاتينية (الهيسبانيك، كما يدعونهم في أمريكا) ودورها في الحياة الامريكية، وبالأخص في العالم السفلي، عالم الجريمة
قيل عن دور باتشينو في فلمي " سكارفيس " (دور مهاجر كوبي) و" كارليتوس وي " دور بورتوريكي، انه قتل الممثل اللاتيني في السينما الامريكية، من خلال تقمصه الروح اللاتينية في أدائه المعجز
وكان أهم عاملين في بروز الشخصية اللاتينية في السينما الامريكية: إستفحال الهجرة غير المشروعة، ثم الحرب على المخدرات التي أعلنها جورج بوش الأب في نهاية الثمانينات
ــ والحديث عن استهلاك موضوعة المافيا الايطالية التي لم تعد تتفق مع واقع الحياة، بعد التحول الاقتصادي في نهاية السبعينات، وكيف تحولت الى مجرد خيال أدبي، مقارنة مع المافيات الحقيقية على أرض الواقع: الصينية والروسية واللاتينية. والأهم، بزوغ نجم بابلو اسكوبار، في الثمانينات، وهو لورد المخدرات والزعيم الاسطوري للمافيا الكولومبية وأحد من أبطال " خبر إختطاف " لماركيز.