اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد تفكر بـ هدنة على غرار غزة بعد قصف أمريكي في جرف الصخر وأبو غريب

بغداد تفكر بـ هدنة على غرار غزة بعد قصف أمريكي في جرف الصخر وأبو غريب

نشر في: 22 نوفمبر, 2023: 11:58 م

ضحايا الغارة في تصاعد بسبب توقعات بوجود آخرين تحت الركام

بغداد/ تميم الحسن

تفكر بغداد الان باعلان "هدنة" على غرار ما حدث مع حركة حماس عقب انتقال الرد الامريكي ضد الفصائل الى داخل الحدود.

وبحسب قيادات في الاطار التنسيقي، فان الحكومة "لا تعلم بتلك الضربات" التي وجهت فجر الاربعاء الى فصيل بالحشد جنوبي بغداد.

ووصف هادي العامري، زعيم منظمة بدر، الهجمات بـ"خرق للسيادة"، فيما كرر طلبه بطرد القوات الأمريكية من البلاد.

ويتوقع بحسب مراقبين، بان الاهداف الأمريكية المقبلة ستشمل "تدمير سلاح الفصائل"، لكن "الاطار" يرى بانه سيذهب الى "الحوار".

وتتضارب ارقام ضحايا القصف الامريكي في منطقة جرف الصخر، بين 5 الى 8 قتلى تابعين لكتائب حزب الله، وفق تقديرات جهات مقربة من الحشد، وهي ارقام قابلة للزيادة بسبب وجود ضحايا تحت الركام.

واعلن الجيش الأمريكي أنه نفذ الأربعاء "ضربات دقيقة" على موقعين في العراق، ردا على هجمات شنتها ضد قواته وقوات التحالف "إيران وجماعات مدعومة من إيران".

ويقول قيادي في الاطار الشيعي في مقابلة مع (المدى) ان "الحكومة لم تبلغ بتلك الهجمات ولن تقبل لانها خرق للسيادة، كما انها اعلنت عن ملاحقة تلك الفصائل".

وبعد ذلك وصف بيان عن المتحدث بإسم الحكومة باسم العوادي القصف بـ"تصعيد خطير" وقال بانه "تجاوز مرفوض على السيادة العراقية".

واضاف البيان "ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية".

وتابع أنّ "وجود التحالف الدولي في العراق، هو وجود داعم لعمل قواتنا المسلحة عبر مسارات التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارة، وأنّ ماجرى يعد تجاوزاً واضحاً للمهمة".

بالمقابل اكد أنّ "أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون".

وكانت الهجمات الاخيرة، قد جرت عقب ساعات من تعهد محمد السوداني رئيس الوزراء بحماية "التحالف الدولي"، خلال لقائه مع الينا رومانوسكي السفيرة الامريكية في بغداد.

واضاف القيادي الشيعي الذي طلب عدم نشر اسمه: "حتى الان يجري تقييم هذه الهجمات بانها رسائل تحذيرية قد لا تتوسع، لكن اذا توسعت ستكون كل الجهات المتورطة في ضرب القوات الامريكية مستهدفة، وحينها لن نسكت".

وتابع: "سنقوم بإلغاء اتفاقية الاطار الستراتيجي مع الولايات المتحدة وحينها بغداد سترفع يدها عن اي مجموعة تريد استهداف المصالح الامريكية".

لكن هذا السيناريو مؤجل حتى الان بحسب مايقوله القيادي، والذي يؤكد "الحاجة الان الى هدنة بين الفصائل وامريكا التي صعدت ردها عقب هدنة في غزة لتعطي رسائل الى كل الاطراف. في النهاية الجميع سيذهب الى الحوار".

بالمقابل اعتبر هادي العامري زعيم منظمة بدر في بيان الحادث الاخير بانه "دليلاً مضافاً واضحاً لايقبل الشك على كذب الإدعاءات الأمريكية بحصر تواجدهم في العراق (بالمستشارين والمدربين)".

وقال "هو دليل قطعي على أن تواجدهم هذا، هو قتالي صرف سواء في قاعدتي عين الاسد وحرير، أو في باقي القواعد الاخرى".

وتابع: "نؤكد اليوم كما أكدنا ذلك مراراً وتكراراً، ضرورة إخراج القوات الأمريكية وكل قوات التحالف الدولي من العراق فوراً".

وقالت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى "سنتكوم" في منشور على موقع إكس إن هذه الضربات الجديدة هي "رد مباشر على هجمات شنتها على القوات الأمريكية وقوات التحالف (إيران وجماعات مدعومة من إيران)".

وكان البنتاغون أعلن الثلاثاء تنفيذ ضربة في العراق ردا على هجوم استهدف عسكريين أمريكيين في المنطقة، مشيرا إلى أن ضربته أسفرت عن مقتل العديد من المقاتلين في ميليشيات موالية لإيران.

وشيعت كتائب حزب الله مساء الثلاثاء، عطية المكصوصي وهو احد قادة تشكيلات الفصيل الذي قتل في ابو غريب، فيما ظهر بين المشيعين افراد يرتدون زي الحوثيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بات رايدر في بيان، إنه بعد تعرض قاعدة عين الأسد العراقية التي تضم جنودا أمريكيين لهجوم بـ"صاروخ بالستي قصير المدى" من دون أن يسفر عن قتلى، شن الجيش الأمريكي ضربة "على آلية لميليشيا تدعمها ايران وعدد من المقاتلين المدعومين منها والضالعين في هذا الهجوم".

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أكد مسؤول عسكري أمريكي أن القوات الأمريكية في العراق "ردت دفاعا عن النفس" بعد تعرضها لهجوم في قاعدة عين الأسد الواقعة في غربي البلاد، أسفر عن "إصابات طفيفة" بين الجنود.

وفجر الثلاثاء، استهدف قصف بطائرة دون طيار مركبة تابعة لكتائب حزب الله كانت ضمن رتل مكون من أربع سيارات، يعتقد بانها كانت تحمل الصواريخ التي قصفت عين الاسد.

وبعد ساعات من غارة جرف الصخر، اعلنت ماتطلق على نفسها "المقاومة الاسلامية" قصف قاعدة الحرير التي تضم قوات التحالف في كردستان، بواسطة طائرة مسيرة.

وفي واشنطن، أفادت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، بأن القوات الأمريكية تعرضت لنحو 66 هجوما منذ 17 تشرين الأول (32 هجوما في العراق و34 في سوريا).

وقالت إن الهجمات أوقعت على نحو تقريبي 62 جريحا في صفوف عناصر أمريكيين، إلا أن هذا العدد لا يشمل الجرحى الثمانية الذين أشار إليهم رايدر في قصف عين الاسد الاخير.

وشددت سينغ على أن المقاتلين استهدفوا القاعدة الاخيرة، لكن طائرة إيه سي-130 تمكنت من تحديد النقطة التي أطلق منها الصاروخ البالستي قصير المدى... على القاعدة"، ومن ثم تعقبت المقاتلين في سيارتهم.

وأوضحت أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الذخيرة ضد قوات أمريكية منذ أن بدأت موجة الهجمات في 17 تشرين الأول.

وكانت مصادر مطلعة كشفت لـ(المدى) قبل 24 ساعة من الهجوم الاخير، عن قرب توجيه ضربات امريكية في الداخل ضد الفصائل، رغم وجود تعاون بين بغداد وواشنطن في صد تلك الهجمات.

وهذه المرة الثانية في السنوات الاربعة الاخيرة، التي تعترف فيها الولايات المتحدة بقصف فصائل بسبب مهاجمة قواتها في العراق.

وفي نهاية 2020 كانت واشنطن قد اعلنت قصف كتائب حزب الله في القائم، غربي البلاد، واوقعت حينها اكثر من 50 بين قتيل وجريح.

وعلى اثر ذلك اقتحم انصار الفصائل السفارة الامريكية في بغداد قبل ان يتم قتل نائب رئيس الحشد ابو مهدي المهندس والجنرال الايراني قاسم سليماني في غارة قرب مطار بغداد.

ويتوقع غازي فيصل رئيس المركز العراقي للدراسات الستراتيجية، سيناريو مشابه بعد التصعيد الاخير.

ويقول فيصل في مقابلة مع (المدى) ان "الهجمات ستتوسع وتستهدف في الايام المقبلة مخازن السلاح، واماكن تصنيع الصواريخ والمسيرات للفصائل".

وكانت معلومات متداولة عن ان القصف الاخير على جرف الصخر تلاه سلسلة من التفجيرات مما يعتقد بانه استهداف لاحد مواقع تخزين العتاد في المنطقة الخاضعة منذ 7 سنوات لسيطرة الكتائب.

واضاف رئيس المركز العراقي "يبدو ان الولايات المتحدة انتقلت الان من حالة الدفاع الى الهجوم على الفصائل المرتبطة بإيران والتي تستهدف القواعد العسكرية".

واعتبر فيصل ان هذا الانتقال "تحذير للحكومة في بغداد التي فشلت في ضمان امن القواعد والمصالح الامريكية وفق اتفاقية الاطار الستراتيجي بين البلدين".

وقال ان "الحكومة سكتت على تلك الهجمات وربما كانت خائفة او انها عاجزة عن الوقوف بوجه تلك الجماعات".

واشار فيصل الى ان هذه الحرب مستمرة وهناك اشارات من البنتاغون (وزارة الدفاع الامريكية) على "استهداف قيادات للفصائل مصنفين على قائمة الارهاب الدولي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

من يصدق؟.. أزمة بديل الحلبوسي يشعلها
سياسية

من يصدق؟.. أزمة بديل الحلبوسي يشعلها "لوبي إطاري" ضد السوداني!

بغداد/ تميم الحسنكشفت مصادر سياسية متقاطعة عن أزمة مركبة في قضية اختيار رئيس البرلمان، جزء منها يتعلق برئيس الحكومة محمد السوداني، لابطاء حركته.وفي اليومين الاخيرين جرت مباحثات مكثفة شيعية، وسّنية، منفردة ومجتمعة، حول هذا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram