 بغداد/ نورا خالدتصوير/ احمد عبد اللهعاد شارع  ابو نواس ليحتضن العوائل من جديد  بعد ان تحولت شواطئه الىمطاعم تقدم الاكلة العراقية الشهيرة (السمك المسكوف)، لتعود الذكريات والطقوس الجميلة التي اندثرت زمنا تحت رماد الدماروالحروب، والسمك المسكوف ليس مجرد اكلة تحمل عبق الذكريات، انما هي تقليد له نكهته التي ارتبطت بشواطئ دجلة وبشارع ابي نواس حيث يجتمع الاهل والاحبة والاصدقاء على مائدة اصبحت بمرور الزمن  هوية للعراقيين في كل بقاع العالم
اليوم حين ندخل شارع ابي نواس، تثير فضولنا  اعمدة دخانها،ومشاهد السمك الحي في احواض كبيرة مرفقة بالمطعم، فما ان تقع عيناك على سمكة ويشير اصبعك  باتجاهها  حتى يقوم العامل بتنظيف  السمكة ووضعها على أوتاد خشبية على شكل شبه دائري حوله نار الحطب المتأججة لتقدم  بعد الشوي مع ألذ المخللات والخضراوات، وهي الطريقة التي اشتهر  بها العراقيون عن سواهم بشهادة جميع من تذوقوا هذه الاكلة من زوار هذا الشارع واغلبهم من جنسيات مختلفة الذين كانوا يرتادون هذه المطاعم والكازينوهات حيث  تقدم اطباق السمك المسقوف الشهية لزبائنها. في هذا الشارع التقينا  أحمد هادي صاحب محل للسمك   ليحدثنا عن مهنته قائلا: انتعشت مطاعم  ابي نواس بعد إعادة فتح الشارع وأصبح  هناك العديد من الزبائن لتناول وجبات السمك المسكوف. ويتناول  مرتادو هذه المطاعم  وجباتهم بداخل مسقفات ملحقة بالمطاعم مصنوعة من القصب ويفضل آخرون شراء الوجبة جاهزة وتناولها في البيت ويزداد الاقبال على السمك المسكوف خلال أيام الخميس والعطل، اما عن طريقة عمله فقال: بعد اصطياد السمكة نقوم بأخراج أحشائها ويتم تنظيف ما بداخلها بواسطة الماء والملح وتشق في جلد السمكة فتحتان او ثلاث لمكان تعليق الاوتاد. ونعتمد في شواء السمك على نوعية الحطب المستخدم فالبعض يفضل الفحم لغرض الشواء والبعض الاخر يفضل الحطب، وعن  افضل انواع الخشب المستخدم قال:  الحطب المتكون من خشب التوث او  الصندل او الصفصاف كونه يضيف نكهة خاصة بعكس الفحم المصنع.  في محل آخر حدثنا صاحبه وهو واحد من اقدم اصحاب المطاعم في الشارع قائلا: الأسماك النهرية مثل الكطان والبني والشبوط هي الانواع المهيمنة على باقي الاصناف فضلا عن اسماك الكارب،اما عن الاسعار فقال: اسعاره مرتفعة بعض الشيء بسبب ارتفاع اسعار الحطب المستخدم لغرض الشواء وكذلك الأسماك التي نبتاعها مكلفة وأيضاً عامل الوقت اذ يستغرق الشواء مدة ساعة الى ساعتين كلها اسباب جعلت من السمك المسكوف مكلفا قليلا.  ولكن على الرغم من ذلك نرى العديد من العوائل تتدفق على الشارع يوميا لقضاء أوقات هادئة تستمر حتى الساعة العاشرة مساء في حدائق مزودة بألعاب للأطفال فضلا عن الاستمتاع بوجبة عشاء فاخرة من السمك المسكوف الذي يشتهر به الشارع.من لم يتذوق السمك المسكوف فكانه لم ير بغداد، هكذا كان يردد زوار بغداد، واليوم تعود مطاعم السمك المسكوف على طول شارع ابي نواس لتعلن عودة الحياة الى هذا الشارع العريق.