متابعة المدى
ضيفت قاعة الجواهري في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق جلسة للروائي (خضير فليح الزيدي) للحديث عن روايته الجديدة (بنات غائب طعمة فرمان)، أسهم فيها نخبة من النقاد والدارسين. أدار الجلسة: الكاتب جمال الهاشمي.
في البداية تحدث مقدم الجلسة عن يعض من سيرة الروائي قائلا: خضير فليح الزيدي قاص وروائي وباحث عراقي، من مواليد بغداد 1958، مهتم بالكتابة السردية منذ 25 سنة بين الرواية، وكتابة القصة، وسرد غير مجنس. بدأ الكتابة منذ سنة 1981 تقريبا وما يزال مستمرا في النهج الروائي والقصصي. يعمل في التدريس في مجال الفنون المسرحية، ومتواصل في الحضور الثقافي العام. في البداية تأثر بألبرتو مورافيا ثم بنظريات سيجموند فرويد وتلامذته، كما جعلته أطاريح الدكتور علي الوردي في فترة مبكرة يميل إلى الكتابة النثرية أكثر من الشعر وحسب مقولة الدكتور الوردي أن الشعر صيغة غير متحضرة لمواكبة العالم التقني أو العالم الغارق في هوس التطور اللحظي. نال عددا من الجوائز منها: جائزة البغدادية للقصص عام 2008. وجائزة الدولة الابداعية عام 2010 عن رواية «خريطة كاسترو».
وجائزة ناجي الساعاتي للرحلات عن كتاب «الباب الشرقي».
اصدر عدد من الروايات منها: “فندق كويستيان” و”الباب الشرقي” و”أطلس عزران البغدادي” و”عمتي زهاوي” و”الملك في بجامته”، وطلس عزران البغدادي. ثم دعا الكاتب الزيدي للحديث عن رويته فقال: هذه الرواية أكثر الروايات التي وضعتها صعوبة، حيث استغرق عملي فيها أكثر من أربعة أعوام. واضاف: أستطيع القول أننّي مغرم شخصياً بالروائي العراقي غائب طعمة فرمان، فهو يُعد رائد “الرواية العراقية الفنّية” في العراق، وهو من أرسى فنونها الريادية باقتدار وحنكة، لكنني بالمقابل أرى عدم اعتراف بهذا الكاتب كثيراً من الأجيال اللاحقة، ولو تفحصنا هذا الرأي أستطيع القول إنه بمصاف الروائي المصري نجيب محفوظ، لكن الأخير يحظى بسمعة عالمية عظيمة، وقد حصل على جائزة نوبل وأصبح الروائي الأول للناطقين بالعربية، فيما فرمان لا يعرفه إلا نخبة المهتمين بشأن الرواية العراقية وفرمان لا يقل إبداعاً عن محفوظ.
جاء هذا العنوان بعد مناقشة فكرية لمرجعياتي الثقافية ودراسة فاحصة لتاريخ الثقافة العراقية ومؤامراته، لهذا كلّه غدت كتابتي لرواية “بنات غائب طعمة فرمان” لتكون محاولة إحياء الأثر الثقافي، فيما الرواية بُنيت على فكرة استحضار فرمان إلى أمكنته الأولى في رصافة بغداد، كما هو استحضار السحرة لـ”شخصية غائبة” عن الوجود.
هذه الفكرة جاءت بعد أن وصلت “مكتشفاً/ باحثاً/ شغوفاً” إلى هيكل بيته الأول في منطقة المربعة وقد أصبتُ بخذلان كبير على هذا الأسى الثقافي والإهمال، فرمان كان مغرماً بالمناطق الشعبية وبشخصيات القاع العراقي فقلت: (فرمان بلا نخلة ولا جيران)، كان حتى في غربته، والتي أخذت نصف عمره، لم يتخلّص من هيمنة الأماكن البغدادية عليه، فماذا لو عاد فرمان إلى بغداد من جديد؟ تلك هي الفكرة الإسقاطية التي بُني عليها العنوان، والحق أن فرمان لا بنات له، وتلك هي مفارقة الرواية. وأسهم عدد من الادباء في مداخلات، منهم فاضل ثامر، ومنذر عبد الحر، وجاسم محمد حسين.. وآخرون.