TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى ومعهد غوته يقدمان محادثة مع سفراء الماضي .. العود ووريثته آلة اللوت ينعشان صباح المتنبي بالموسيقى

بيت المدى ومعهد غوته يقدمان محادثة مع سفراء الماضي .. العود ووريثته آلة اللوت ينعشان صباح المتنبي بالموسيقى

نشر في: 25 نوفمبر, 2023: 10:54 م

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، بالتعاون مع معهد "غوته" الالماني، أول أمس الجمعة، اصبوحة موسيقية استثنائية بعنوان "محادثة مع سفراء الماضي"، ضيّف فيها الثنائي الفني، العراقي سعد محمد جواد والالمانية صوفي فاندن اندن، وهما يجمعان آلتين موسيقيتين عريقتين "العود واللوت" وينجزان مشاريعهما الموسيقية الخاصة في اوروبا، والتي حطت الرحال اخيرا في مدينة الموسيقى والجمال بغداد.

مقدم الجلسة الباحث رفعت عبد الرزاق، تحدث في معرض تقديمه عن اللقاء الذي جمع سعد وصوفي عام 2018 وكيف استطاعا تقديم البومات موسيقية رائعة، مشيرا الى ان الفنان سعد مقيم حاليا في دولة البحرين ويقدم عروضه الموسيقية في اوروبا صحبة صوفي.

وشاركت في تقديم الجلسة وترجمة حديث الفنانة الالمانية صوفي فاندن اندن، المترجمة العراقية بسمة الطيار.

وقال الفنان سعد محمد جواد، في حديثه عن تواجده في العراق، انه مضى 22 عاما على وجودي في بغداد، وكان لقائي بصوفي في اوروبا وكنا نتحدث بعد ان اقمنا حفلات كثيرة في اوروبا واتفقنا على ان نقيم هذا العمل في دولة عربية، وكان من المفترض ان نقيم اول عمل في البحرين لكنه لم يحصل بسبب التحضيرات، وهذا الامر اشعرنا بالحزن، لكنني سعيد الان لكونه اول عمل يتم تقديمه في العراق.

واضاف، ان "مشروعنا ولد عام 2018 من خلال لقاء عفوي في المانيا واردنا ان نعيد الآلتين الموسيقيتين الى نفس العائلة (العود واللوت) وانتجنا عملا نال الكثير من الاعجاب وبدأت الفكرة تكبر لدينا، وحظينا بدعوة من مهتمين لانطلاق هذا المشروع واقمنا حفلات في بلجيكا وروسيا واليوم نحن في العراق، وهذا اشبه بالحلم، وصوفي دائما ما تحثني بالذهاب الى العراق".

واوضح، ان "المشروع موسيقيا، جاء لكون ثقافة آلاتنا الموسيقية عريقة جدا وهي قديمة وايضا ثقافة الة اللوت تنتمي لثقافة الموسيقى القديمة، لكن هناك اختلاف بين الآلتين (العود واللوت) وهناك اختلاف جذري في طريقة الاداء، واقمنا عند مجيئنا الى العراق ورشة للطلبة في موضوع الاداء"، مشيرا الى ان "من يستخدم الداينمك وهم قلة في عموم الموسيقى يكونون مميزين جدا في العزف، والداينمك هو الحياة".

وبين جواد، انه "لو اردنا ان نفسر الاداء والعزف ونشاهد التموجات سنراها (بلوكة) واحدة لاننا لا نستخدم داينمك، وكان صعبا ان التزم مع صوفي في هذا الامر، كون الاسلوب في (اللوت) يهتم كثيرا في الداينمك ويتم تطوير المهارة الحركية والداينمك في الدراسة باوروبا"، لافتا الى انه "تفاجأت الامس من ردود افعال المختصين، وابلغونا اننا قدمنا شيئا جديدا، وهو ليس بجديد لكننا مجرد قدمنا المقطوعات كما نتكلم واصبحنا طبيعيين".

ولفت الى ان "صوفي احبت دخول عالم الموسيقى الشرقية مع اختلاف المقامات والنغمات، وعملنا مزيجا ما بين الثقافتين وكسرنا الحدود بين الثقافتين، والتي جمعتنا لغة لا تعرف الحدود، وقد حظينا باهتمام من المعنيين في تنظيم الحفلات في اوروبا وهذا شجعنا على تقديم مشروعنا الثاني وتم تسجيله على البوم، ونعمل على مشروعنا الثالث ونأمل ان ينجز قريبا".

بدورها قالت الفنانة الالمانية صوفي فاندن اندن، انه "ليست هناك فروق في نوع الآلات وفي نوع الموسيقى. آلة اللوت تشبه كثيرا آلة العود العربية، ولقد تطورت من العود حين كان العرب في اسبانيا وجلبوا آلاتهم الموسيقية ونحن طورنا آلتنا وموسيقانا الخاصة"، مشيرة الى ان "العود يتم العزف عليه مع الريشة لكن انا اعزف على اصابعي، والفرق الاول ان العود يعزف النغمات لكن انا اعزف الاصوات عن طريق آلة اللوت".

واوضحت انه "مع آلة اللوت ولان تركيزها على الاصوات كانت تعتبر هي ملكة الآلات جميعا في القرن الـ16 لأنها خلقت هذا النوع من التناسق وجلبت هذه الاصوات، وطبعا هذه الآلة من القرن الـ16 وتطورت لاحقا بإضافة الاوتار اليها واستمر العزف عليها حتى القرن الـ18 وبعد ذلك لم تستخدم بهذه الطريقة، ولان هذه الآلة اصبحت قديمة خرجت عن الاستخدام ومع تطور الفرق الموسيقية وزيادة اعداد العازفين لم تستطع آلة اللوت التنافس لان الصوت بدأ يطغى عليها".

ونوهت الى انه "ابتدأت الحركة في القرن الـ20 لإعادة هذه الآلات الموسيقية وان يتم العزف عليها مرة اخرى، وكان هذا الاهتمام من قبل الموسيقيين الكلاسيكيين في اوروبا، وبدأت الناس تفكر حتى مع عزف آلة الكمان، اذ كان من الضروري ان ترتقي آلة اللوت مرة اخرى، واستمرت المحاولات في اعادة احيائها وعدنا الى تاريخ الآلة وكيفية العزف عليها وكيفية بناء هذه الآلات قبل اكثر من 300 سنة".

واوضحت صوفي، انه "انا لا اؤمن بانه ستكون اعادة الاحياء لهذه الآلة كما في السابق وهذا غير ممكن ويجب الابتكار من خلال طرق عزف تتناسب مع ما نعيشه حاليا، وكانت خبرة غنية لي ان اجرب الطرق المختلفة للعزف وهي تعني لي ان اعيش بطريقة مختلفة"، مبينة انه "كان علينا انا واستاذ سعد ان نجد هذا التناغم ما بين العود واللوت كون الآلات الموسيقية بطبيعتها تتطور، ويصبح الصوت يخرج من الاوتار اعلى أما آلة اللوت فقد بقيت على نسختها من القرن الـ16 لأجل خلق توازن وصهر هذه الاصوات معا".

وقدم الفنانان مقطوعات موسيقية متميزة من خلال نماذج من موسيقى العصور الوسطى وتحديدا من القرن الـ16، فضلا عن تقديم موسيقى من التراث الجغرافي للمنطقة العربية وتم اهداء احدى المقطوعات للفنانة الكبيرة فيروز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

 واسط / جبار بچاي تنطلق في محافظة واسط، خلال القليلة المقبلة فعاليات مهرجان واسط السينمائي الدولي العاشر للأفلام القصيرة بمشاركة 18 فيلماً من تسع دول عربية إضافة الى إيران التي تشارك بفيلمين، الأول...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram