اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أحلام ضائعة بين أكداس النفايات!

أحلام ضائعة بين أكداس النفايات!

نشر في: 24 أغسطس, 2010: 06:11 م

تحقيق وتصوير إيناس طارقساعات الفجر الأولى في بغداد تشهد عادة  انطلاق عشرات الأطفال والمراهقين بحثا في النفايات  وهم بعيدون عن كتبهم وحقائبهم ومقاعد الدراسة  والرقيب، فضلا عن امتهان هذا " العمل" مئات النساء اللواتي تكلفن بمسؤولية عيش أولادهن بعد أن فقدن أزواجهن بسبب الحروب التي خاضها النظام السابق  والعمليات الإرهابية التي تلت سقوطه في التاسع من نيسان 2003.
 أكرم البالغ من العمر  13سنة يخرج فجر كل يوم (بحثاً عن الرزق) على حد تعبيره، فهو المعيل الوحيد لإخوته الصغار وأمه بعد أن فقد أباه في انفجار سيارة مفخخة العام الفائت، يقول أكرم:العمل على تجميع مخلفات القناني الغازية وقطع النايلون شاق جداً، وليس بالعمل السهل كما يتصوره البعض، فتجميع كل كيلو من القناني الفارغة مقابل 1250 ديناراً فقط، وهو أيضاً لا يخلو من الخطورة فقد تعرض الكثير من أصدقائي إلى الإصابة بسبب انفجار العبوات الناسفة المخبأة في أكوام النفايات او التي يضعها المسلحون في الصباح الباكر على الجزرات الوسطية او زرعها بين القناني الفارغة حتى لا يكتشف أمرها،ويتابع أكرم طريقه وهو يربط بكفيه المليئة بالتشققات (رأس الكيس)المخصص لحمل القناني الفارغة ليرفعه فيما بعد ويضعه على كتفه ليجوب الشوارع والأزقة بحثا عن غيرها.المنافسة العالية خلال جولتنا في منطقة ألعبيدي والفضيلية وسبع قصور ومدينة الصدر التي ينتشر فيها عدد لا باس به من المعامل الخاصة بضغط  سدادات القناني الغازية التقينا  صاحب احد تلك المعامل "سرمد" الذي حدثنا عن عمله قائلا: اشتري عبوات المشروبات الغازية الفارغة بسعر 1250 ديناراً للكيلو الواحد،ويصل إعداد الباعة إلى خمسين بائعاً باليوم الواحد  الذين يزودون معملي بهذه القناني تتراوح أعمارهم بين (6و17سنة) من الجنسين،وأعرب سرمد عن قلقه من جراء مضايقات بعض المفتشين في  وزارة الصحة وتهديده بشكل مستمر باغلاق معمله الذي قد يحرم عشرات الأطفال والشباب من كسب قوتهم اليومي.rnمزايدات النفايات وتلاقي مهنة جمع القناني وقطع البلاستك من النفايات  منافسة عالية بين ممتهنيها فيقول حبيب 17 سنة: بسبب كثرة الممتهنين وتزايدهم اصبح هنالك تنافس كبير،فنقوم بالتسابق إلى اماكن كثرة هذه النفايات بغية الحصول على اوزان اكثر من التي يحصل عليها اقراننا لنبيعها بالسوق مما يشكل لنا دخلاً بسيطاً،وقد تظهر في بعض الاحيان مزايدات على بعض أكوام القمامة التي تنقلها السيارات وتتم المزايدات بين المشرفين على رفعها وأصحاب المعامل او المستفيدين من هذه النفايات، حيث تباع حمولة السيارة لليوم الواحد بمبلغ 50 الف دينار.يقول احد سائقي سيارات نقل النفايات  من الحاويات إلى المكابس الخاصة:هذه المهنة الطارئة على المجتمع أختص بها  الاطفال والنساء من الشرائح الفقيرة بل والمعدمة من  الذين يسعون لتغطية نفقات عائلاتهم ومعظمهم يعيش في مناطق تعاني الاهمال مثل سبع قصور، والعبيدي والكثير من المناطق الفقيرة الاخرى،ويعتبرون من العوائل المسحوقة اقتصادياً وقد جعلتهم هذه المهنة يمارسون عملهم بعيدأً عن مناطق سكناهم ويعملون احياناً بشكل سري ولا يحاول العاملون في هذه المهنة الكشف او اظهار انفسهم محاولة منهم لعدم تعريف انفسهم.rnوللنساء نصيبمنار (12سنة) كانت تتلقف القناني الفارغة من السيارات التي يستقلها الركاب حيث تقبع منار جالسة على احد الأرصفة مفترشة بسطية لبيع قناني الماء والمشروبات الغازية والعائدة إلى أخيها الأكبر منها بعام واحد،تقول منار:تركت المدرسة بعد أن تعرض أبي إلى مرض عضال اقعده عن الحركة وبدأت العمل بتجميع القناني الفارغة بالقرب من بسطية أخي فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة جداً وتساءلت منار:ما فائدة الدراسة امام جوع عائلتي؟! اما قصة بيداء ذات الأربعة عشر ربيعاَ فقصتها لا تختلف كثيراَ عن قصة منار فهي ابنة لأبوين مطلقين تعيش مع امها في دار مهجورة وسط خرابة في معسكر الرشيد جنوب شرقي بغداد، تقول بيداء ادور على محال الاسواق لجمع القناني وانا خائفة من المجهول على الرغم من  ملازمة جارتنا ام محمد التي تجمع القناني معي أيضاً،ام محمد علقت على كلام بيداء قائلة: الفقر أولا وأخيرا هو الذي يجعلنا نعمل بهذا العمل الذي يسبب لنا العديد من الأمراض.rnالرأي الطبييقول الدكتور عبد الله طبيب في المركز الصحي في منطقة الشالجية: أن الفقراء يبحثون في القمامة على كل ما يمكن اعادة تدويره او بيعه غير مدركين لما يمكن أن يصيبهم من جراء ذلك.فالأمراض البكتيرية والفيروسية تنتقل بسهولة من مخلفات المستشفيات والعيادات والمصانع وقمامات البيوت إلى أجسامهم،مشيراً إلى أن المشكلة حقيقية ويجب البحث عن حلول لها  وان اعراض الاصابات بامراض التلوث والفايروسات اصبحت تملأ المستشفيات والعيادات الطبية.rnتحذيرات دولية لكل ظاهرة مقومات ترتكز عليها ولكل مقومات اسباب،الظاهرة اصلها الفقر والفقر ليس محلياً او اقليمياً بل هو دولي حيث تشير المصادرالى  أن 102 من دول العالم يعاني سكانهاالفقر بنسب متفاوتة بين دولة واخرى وتشير المصادر إلى أن ليس هناك سبب في أن يعمل هؤلاء الاطفال بهذا العمل غير الفقر ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram