اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > ليالٍ موصلية في رمضان:تعيد الرغبة في الحياة إلى المدينة

ليالٍ موصلية في رمضان:تعيد الرغبة في الحياة إلى المدينة

نشر في: 24 أغسطس, 2010: 06:22 م

الموصل/ نوزت شمدين  برغم درجات الحرارة المرتفعة، والظروف الأمنية غير المواتية، يمضي رمضان هذا العام في الموصل، وقد استعاد شيئاً من طقوس احتفالاته القديمة،  بعد ان تقلصت ساعات الحظر الليلي، لتتوسع مساحة التحرك في المدينة، وترتفع معدلات التزاور بين المواطنين في ساعات ما بعد الإفطار، وأكتظت بهم المقاهي، وكازينوهات شارع الغابات،
والاهم من كل ذلك، أن شوارع الموصل وللمرة الأولى منذ أعوام تشهد حركة مركبات ومشاة ليلية، بدأت تستجيب لها بعض الأسواق الناشئة حديثاً في كلا جانبي المدينة.مدرس اللغة العربية قيس عمر طالب، قال بان الامن هو مفتاح التمدن، واي مدينة في العالم لا تحظى بالأمن، تتحول الى مجرد غابة، والموصل عانت من ذلك خلال الفترة ما بين عامي 2005 و2008، وفي العامين الاخيرين لكن بدرجة اقل بسبب الانتشار الكثيف للجيش والشرطة في شوارع المدينة. ويضيف قيس، في هذا العام، وجد الناس وقتاً يخرجون فيه لمزاولة طبيعتهم الانسانية، في التزاور والترويح عن النفس، خصوصاً بعد الإفطار، وقد كان ذلك حلما صعب التحقيق في الأعوام الماضية. منطقة الغابات على الضفة اليسرى لدجلة، تظل هذه الايام وطوال ساعات النهار، مجرد شارع تسلكه المركبات عابرة السبيل، لكن ومع غروب الشمس، تدب الحياة فيها، وتعيش مهرجاناً حافلا بكل مطاعمها ومقاهيها ومتنزهاتها، قبل ان تدق الساعة الواحدة ليلاً وهو موعد الحظر الليلي الجديد، فتعود سندريلا الى سيرتها القديمة. (في هذا الشهر، هكذا هو العمل في الغابات، ساعات قليلة، لكنها حافلة وحاشدة)، بهذه الكلمات وصف ابو سلوان وهو عامل شواء ليالي رمضان في منطقة الغابات، وبعد أن غلف سمكة كبيرة بورقة معدنية، وخوزقها بسيخين في حوض النار، قال ابو سلوان: ( السمك المسكوف، طبق رمضاني مطلوب بشدة، وقلة هم من يقدمونه في الموصل هذه الايام، وقد لا تجده أبداً الا في الغابات).  وواصل بعد ان امسك بسمكة كبيرة وراح يدعكها بخليط من التوابل: ( رمضان هذا العام، أفضل بكثير من الاعوام السابقة، الناس يخرجون في الليل، وهذا مؤشر على تحسن الوضع الامني، وما نحتاجه الان، ان يستمر ذلك بعد شهر رمضان ايضاً).  المواطن، خزعل عباس 47 سنة، كان يقوم بجولة تسوق عيد مبكرة، في سوق الزهور شمالي الموصل، اخبرنا بان اسواق الزهور والمجموعة والمثنى، تفتح ابوابها ليلاً، وهذا امر جديد نسبياً، ويسهل الامر كثيرا على العائلات التي لا تستطيع الخروج نهاراً بسبب درجات الحرارة المرتفعة مع الصوم.  وقال ايضاً، بان الانتشار الكثيف  لقوات الامن  في الشوارع والطرقات، رفع من مستوى الاطمئنان لدى المواطنين، ولذا فمن الطبيعي ان يشهد هذا العام بالذات، حركة كبيرة في ليالي رمضان، وهو ما لم يكن يحدث في الأعوام الماضية، الا قبل ايام قليلة من العيد، ولساعات قليلة فقط كل يوم. وطالب زهير شامل، الموظف في البلدية، من الحكومة المحلية بوصفها ترأس اللجنة الامنية في نينوى، أن تقدم على رفع الحظر الليلي بشكل كامل، ليس في رمضان فقط، بل وحتى في باقي الأيام أسوة بباقي محافظات العراق، وأكد ان مقومات ذلك متوفرة، واولها رغبة المواطنين في العيش بشكل طبيعي دون قيود، وكذلك فان القوات الأمنية موجودة اصلاً في كل مكان، ليست هناك اية مشكلة في ذلك، فالحظر المفروض حالياً يبدأ من الساعة الواحدة ليلاً وينتهي عند الرابعة فجراً اي ثلاث ساعات فقط، ويبدو انها لن تكون مؤثرة لو الغيت (حسب رأيه). ام شامل وابنتاها، تقطنان بالقرب من سوق المثنى ، قالت وهي تشير الى صف طويل من المحال التجارية المزدهية بالاضواء: ( في النهار لانكون قادرين على الخروج من المنزل بسبب الحر الشديد هذا العام، وكذلك الالتزامات البيتية ، والصيام بدرجة اكبر، لذا فمعظم ربات البيوت، يخرجن  ليلاً للتسوق استعداداً للعيد، خصوصاً بالنسبة للاتي توجد أسواق أو محال تجارية قريبة من منازلهن). البطالة، والوضع الامني، وازمات الكهرباء، والمشتقات النفطية، وأضيفت اليها مؤخرا وفي عدد من مناطق الموصل أزمة المياه، مشاكل يحاول الشباب الهرب منها في البحث عن وسائل ترفيه، لاتوفرها سوى (كافتريات )شارع المجموعة الثقافية، و(كازينوهات) الغابات السياحية، علق الشاب محمد تحسين على ذلك  بالقول: ( نحن عالقون)، ثم قال وهو يلف خرطوم (النركيلة)،: ( نحن نأتي كل يوم الى شارع الغابات، نقتل الوقت بالدخان والثرثرة)، وبدا متأثراً كثيراً بانهاء عقده مع احدى الدوائر الحكومية، : ( انا من بين احد عشر الف شاب، ارجعتنا الحكومة المحلية الى احضان البطالة، بعد ان جمدت عقودنا)، ثم تساءل: ( هل عقود الاسناد، تسببت بالفعل في اجهاد ميزانية مجلس المحافظة كما يقولون، واين هي الميزانية اصلاً)؟؟. وبعد ان عاد محمد لدخان النركيلة، قال صديق له يجلس قربه: ( حتى حلم الهجرة الى خارج العراق صار مستحيلاً، نفكر في ذلك باستمرار، لكن نخاف ان يلحق بنا المسؤولون هناك، ليعيدونا الى الملل والخوف وحظر التجوال وحكومة لاتعرف راسها من رجلها). كانت تلك واحدة من احاديث ليالي رمضان المنتعشة في الموصل، البعض هناك يقول بأن رمضان مجرد هدنة لثلاثين يوم مع العزلة، وسرعان ما يرخي الحظر الليلي سدوله، لتعيش الموصل مجدداً في ظلام دا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram