 المدى/ خاص

بعد دخول الخطة الحكومية حيز التنفيذ في توسعة الطرق وفك الاختناقات المرورية، يبدو الحزن واضحاً على وجه (حسين) بسبب اقتلاع الكثير من الأشجار المعمرة في مختلف مناطق بغداد.

ويقول حسين علي (47 عاماً) في حديث لـ(المدى)، إن "الكثير من الأشجار تم اقتلاعها من أماكنها بطريقة عبثية وغير مدروسة من قبل أمانة بغداد جراء عمليات توسعة وإعادة تأهيل الشوارع".

أشجار معمرة

ويضيف علي، أن "الأعمال التي تنفذها الجهات المختصة بلا تخطيط مسبق، ويفترض أن تكون هناك طريق بديلة عن قطع الأشجار، مثلاً يتم زحف الشجرة إلى الرصيف أو نقلها إلى مكان آخر بدلاً من اقتلاعها".

ويتابع، أن "أغلب الأشجار التي قطعت هي أشجار معمرة، كان من المفترض أن ترافق عمليات التأهيل خطة مدروسة للمحافظة عليها"، مشيراً إلى أن "قطع الأشجار يؤدي الى نتائج سلبية تتعلق بالتغيرات المناخية".

حلول بديلة

من جانبه، يقول الخبير البيئي، صميم سلام، في حديث لـ(المدى) إن "التغيرات المناخية التي تأثر بها العراق في الفترات الأخيرة بشكلٍ كبير جاءت نتيجة انحسار المساحات الخضراء" موضحاً أن "العراق يتعرض لنقص في الإيرادات المائية مما لا يساعده على زراعة المزيد من الأشجار".

ويطالب الخبير البيئي، بـ"تعديل سياسة وقوانين عمر حماية الأشجار من 30 إلى 10 سنوات، وحمايتها من القطع كون العراق يفتقر للأشجار المعمرة".

ويضيف، أن "مراكز المدن اصبحت تعاني من تعدٍ سافرٍ على المساحات الخضراء وتغير جنسها إلى مناطق سكنية أو تجارية". وفيما يتعلق بالحلول البديلة عن قطع الأشجار يوضح، صميم سلام، في حديثه عبر (المدى) أنه "يتم عبر آليات خاصة لقنص الأشجار من تربتها وتحويلها إلى أماكن أخرى تكون مناسبة لحين إكمال تأهيل الطرق".ويدعو سلام إلى، "تفعيل القوانين الخاصة بتخطيط المدن وقوانين البلدية التي تلزم المؤسسات الحكومية والمنازل بغرس وزراعة الأشجار وتخصيص منطقة محددة للمساحة الخضراء".

مبادرات

وبحسب وزارة الزراعة يحتاج العراق إلى أكثر من 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني التصحر، وكان رئيس مجلس الوزراء قد أعلن في آذار/مارس الماضي عن مبادرة لزراعة خمسة ملايين شجرة في عموم محافظات العراق.

كما اعتبر خبراء أن خمسة ملايين شجرة عدد غير كافٍ، لأن العراق بحاجة إلى مساحات أكبر، ويفترض التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في الزراعة والسقي لزراعة أشجار تسهم في انخفاض درجات الحرارة.

يذكر أن جمعية الهلال الأحمر العراقي وفي سعيها لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية، بادرت بحملة واسعة للتشجير تستهدف مناطق مختلفة لإعادة الغطاء النباتي لها. يشار إلى أن أمانة بغداد أوضحت في بيان سابق، انها ألزمت الشركات المنفذة للحزمة الأولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية بتقديم تعهدات لإعادة زراعة أشجار أخرى معمرة بدل المقطوعة في عمليات التطوير والاعمار.