المدى/ أيَّوب سعد
يضطر (جبران) للسفر نهاية كل أسبوع إلى العاصمة بغداد، لشراء أحدث الكتب الصادرة عن دور النشر العربية في شارع المتنبي، وذلك لصعوبة توفرها في مكتبات الأنبار ـ الرمادي لأسباب مختلفة.
يقول الطالب في جامعة الأنبار، جبران فاضل، في حديث لـ(المدى)، إن "المكتبات في الأنبار قليلة جداً وتكاد تختفي في الفترة المقبلة، إضافة إلى عدم توفيرها الكتب الحديثة"، مشيراً إلى أن "أغلب المكتبات متخصصة بالكتب الدينية".
ويضيف فاضل، أن "محافظة الأنبار تنقصها مؤسسة ثقافية، تسهم في إعادة تنشيط حركة القراءة والفعاليات الفنية والادبية كافة".
ويتابع، أن "هناك نشاطات أدبية مثل معارض الكتب لكنها تكون داخل الحرم الجامعي، ولن تصل إلى جميع المهتمين في الأنبار".
"إفتقار" ثقافي
من جانبه، يقول الأكاديمي مجيد الآلوسي، في حديث لـ(المدى)، إن "الجهات في حكومة الأنبار المحلية المعنية بالثقافة لا دور لها في تفعيل النشاطات الأدبية التي تشمل مسابقات القراءة والكتابة".
ويضيف، أن "قلة وجود المكتبات أدى إلى تراجع كبير في نسبة القراء، فضلاً عن التطور التكنولوجي والكتاب الرقمي الذي أسهم في الاستغناء عن الكتاب الورقي".
ويتابع، أن "الكثير من المواد ضمن المناهج الدراسية تم تهميشها بشكلٍ غير مدروس وعبثي، فقد كانت هناك مواد تدفع وتخلق في روح الطالب ملكة القراءة والمطالعة، إضافة إلى افتقار محافظة الأنبار للنشاطات الأدبية والفعاليات التي تشجع على المنافسة والإبداع".
ويوضح الآلوسي، أن "مركز مدينة الرمادي كان يضم في السابق ما يقارب الـ8 مكتبات لبيع الكتب بمختلف المجالات، ولكن بسبب غلاء الإيجارات، وضعف المبيعات أغلقت جميعها ولم تتبق إلا مكتبتين فقط".
فعاليات "خجولة"
إلى ذلك، يقول غسان حسن (صاحب مكتبة) في الرمادي، خلال حديث لـ(المدى)، إن " قلة وجود المكتبات أدى إلى إنخفاض نسبة القراء، وأغلقت الكثير من المكتبات نتيجة الخسارة في المبيعات وضعف الإقبال عليها"، مشيراً إلى أن "الفعاليات الثقافية داخل المدينة خجولة".
ويضيف، أن "إيجار المكتبات مكلف جداً، ولكن لضرورة وأهمية وجود مكتبة في الرمادي ما زلت مستمراً في بيع الكتب".
ويردف، أن "هناك كتبا تاريخية أو مصادر بحثية نادرة لا تتوفر في كل مكان، اسعى بجهد من أجل توفيرها من داخل أو خارج العراق"، مبيناً أنه "في الوقت الحالي هناك توجه نحو كتب التنمية البشرية والروايات".
ويتابع، أن "الأسرة هي المسؤول الأول عن حث وزرع بذرة القراءة في الأطفال، بعدها تأتي المدرسة، وحين يتفعل هذا الدور بصورة صحيحة سوف نشهد نسبة قراء كبيرة ومكتبات أكثر".
المكتبة المركزية
يشار إلى أن المكتبة المركزية في الأنبار، تعرضت إلى التدمير من جراء العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة إبان سيطرة الارهاب عليها، وتجري في الوقت الحالي عمليات إعادة بنائها وفق أطر هندسية ومعمارية متطورة، وتتألف من خمسة طوابق مجهزة باحدث التقنيات الحديثة.
وبحسب تصريحات سابقة لمحافظ الأنبار علي فرحان الدليمي، فأن مكتبة الرمادي المركزية ستكون أبرز الصروح العلمية والثقافية في المحافظة.