المدى/ إلهام أركان
رغم التحديات والظروف الصعبة التي تواجه الكثير من النساء والشباب، ألا أن هناك قصص نجاح تتغلب على جميع عقبات الحياة، من ضمن تلك القصص قصة "إبتهال العبودي" التي أفتتحت مشروعاً مختلطاً لتوظيف من هم بحاجةٍ إلى عمل في محافظة الكوت.
تقول إبتهال العبودي (40 عاماً) خلال حديث لـ(المدى)، إن "القيود التي فرضتها جائحة كورونا خلال العامين الماضيين من إغلاق وتعطيل للأعمال، دفعتني لإنشاء مشروع يخدم النساء والرجال العاطلين عن العمل من مواليد 2000 فصاعداً لتنمية قدراتهم وتطويرها، وسعياً إلى إيجاد الفرص في خضم الأزمات".
وتضيف، أنها "بدأت بإنشاء مطعم تراثي بميزانية صغيرة، وأطلقت عليه اسم مطعم "خالاتي"، مشيرةً إلى أن "سكان المنطقة ينادونني بالاسم نفسه".
وتردف، أن "المطعم يقدم مختلف الأكلات الشعبية من (الكبب والدولمة والتاجينة والباجة ومطبك السمك) الشهيرة في أغلب المدن العراقية".
وتتابع، أن "توظيف الشباب والنساء كان باعمار مختلفة، إضافة إلى أن 15 امرأة تعمل من المنزل، و40 امرأة أخرى من داخل المطعم".وتكمل إبتهال العبودي، حديثها عبر (المدى)، أن "بداية التوظيف في المطعم تشمل تدريب وتأهيل قبل العمل"، لافتةً إلى "توفير خدمة التوصيل لتشغيل أكبر عدد ممكن". وفيما يتعلق بالعقبات التي تواجهها، تقول العبودي، إن "هناك من يحاربني بالقول والفعل، فقد تم قرصنة صفحتي على فيسبوك مرتين، وتعرضت لخسائر مادية بسبب توقف عمل الصفحة لثلاثة أشهر".
وتدعو العبودي النساء إلى "ضرورة العمل، كونهن قادرات على إثبات أنفسهن والنجاح في سوق الأعمال الحرة".
يشار إلى أن غالبية النساء العراقيات خارج سوق العمل، بينها ما يرتبط بالتقاليد الاجتماعية وبينها ما يرجع الى سوء التخطيط وفشل السياسات الحكومية، والنتيجة تعطل الاستفادة من طاقات بشرية قادرة على زيادة فرص التنمية المتعثرة داخل البلاد.
كما تشكل نسبة النساء العراقيات العاملات في القطاع الخاص، نحو 29% من المجموع الكلي للعاملين في هذا القطاع، بحسب ورقة بحثية لمركز النهرين للدراسات والأبحاث الستراتيجية.
وبحسب وزارة التخطيط العراقية، فإنّ 7% من النساء المستعدات للعمل ينجحن في الحصول على عمل فعلاً.
يذكر أن أهمية المشاركة الاقتصادية للنساء ودخولهن الفعال في سوق العمل لا يسهم في تحسين ظروف حياتهن الخاصة أو ظروف عوائلهن فحسب، بل في تحسين الاقتصاد العراقي بشكلٍ مباشر.