هذان التاريخان المهمان هما فرصة بالنسبة لنا جميعاً للتفكير بأهمية حماية حقوق المرأة في العراق وفي المنطقة ككل.
سواء في العراق أو الولايات المتحدة أو أي مكان آخر، العنف القائم على نوع الجنس ليس مجرد إهانة لحقوق الإنسان وكرامته فحسب، بل يشكل ضرراً كبيراً على مجتمعاتنا و أمتنا ككل. لا يمكن للمرأة المعنفة والمعرضة للإساءة والمستغلة أن تعمل بشكل فعال ومثمر، وهذا بالتأكيد له تأثير خطير على دخل العائلة واستقرارها. الأطفال الذين ينشأون في أسر تعاني من الإساءة، ومجتمعات بها عنف ضد المرأة، لا يمكن أن ينجحوا في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية. وعلى العكس، عندما تحصل المرأة والفتاة على حقوق وفرص متساوية في التعليم والرعاية الصحية والتوظيف والانخراط في العمل السياسي، فإنها تساهم بشكل كبير برفع مستوى عائلتها ومجتمعها ودولتها، وتكون بمثابة عامل للتغيير. تعليم المرأة يساهم بزيادة الدخل القومي وتحسين الرعاية الصحية. وكما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخراً " الاستثمار في إمكانات النساء والفتيات في العالم، هي واحدة من أضمن السبل لتحقيق التقدم الاقتصادي العالمي، والاستقرار السياسي، والمزيد من الازدهار والرخاء للنساء والرجال في كل أنحاء العالم" عندما تزدهر المرأة، تزدهر كل المجتمعات.
وفي وقت سابق من هذا العام اتخذ العراق خطوات إيجابية للنهوض بوضع المرأة، وسلطت الحكومة العراقية الضوء على الأهمية الخاصة لليوم العالمي للمرأة، ومرر برلمان إقليم كردستان مشروع قانون العنف الأسري الذي يجرم ختان الإناث، والزواج القسري للأطفال، والاعتداء على المرأة والفتيات. هذه الخطوات بالتأكيد مهمة جداً، ويجب العمل معاً للقضاء على تهميش المرأة والفتيات والعنف القائم على نوع الجنس، وكذلك القيود المفروضة على الحريات، والتعليم، والحياة الاجتماعية. ويجب علينا حماية الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، والعمل ضد جرائم "الشرف" والعنف المنزلي. العنف ضد المرأة لا يمكن اعتباره ثقافة مجتمع أو موضوعا خاصا، لأنه لا يوجد ما يبرر هذا العنف ويجب محاكمة مرتكبيه.
ومع استمرار العراق بتطوره كبلد ديمقراطي يتسم بالانفتاح والتعددية، فإن المرأة العراقية مستعدة للمساعدة في تشكيل مستقبل بلادها، ولعب دور القدوة في المنطقة ككل. الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالمساعدة، وسوف نعمل مع شركائنا العراقيين في المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والإعلام، والمواطنين العاديين للمشاركة والاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة. والعمل معاً للقضاء على العنف ضد المرأة والفتيات حول العالم.
السفيرة الأمريكية للقضايا
العالمية للمرأة