TOP

جريدة المدى > سينما > الطفولة الضائعة فـي (كـلـمــنــي.. شــكـــراً)

الطفولة الضائعة فـي (كـلـمــنــي.. شــكـــراً)

نشر في: 25 أغسطس, 2010: 04:55 م

عبد الكريم يحيى الزيباري هل دخل خالد يوسف إلى مرحلة الأفلام التجارية من تاريخه السينمائي؟ هل انحرفَ آخر تلامذة يوسف شاهين إلى الإسفاف؟ أخرجَ لنا فيلماً لا قصة، ولا حبكة، ولا دراما، ولا صراع، ولا سيناريو، فقط نكت شعبية متفرقة هنا وهناك، وحوارات ومشاهد سريعة جدا،
وسيناريو ضعيف، وبطل الفيلم توشكا كان متكلِّفاً إلى حدٍّ كبير في طريقة كلامهِ، وكذلك رامي غيط الذي قام بدور زين كآبة، هل ابتعدَ عن الفن بسبب ضائقة مادية.؟هل بمقدور خالد يوسف أن يبتعد عن مشاهد الإغراء ولو لمرَّة واحدة في حياته؟ والتكرار يؤيد الفراغ الفني الذي سقطت في بئرهِ السينما العربية، حيث السينما العربية هي المصرية وحسب، والأم الحنون هالة فاخر في "هي فوضى"، هي "شويكار" في " كلمني شكرا". وبنت الحتة البنوتة عبلة، والأحداث عينها، والنهاية معروفة، يتصالح الأعداء المحليون في انتفاضة شعبية ضد الشيطان الأكبر، وتحيا مصر، ويا حبيبي يا عراق. وزواج فؤادة من عتريس باطل، وهلمَّ جرَّا من الشعارات والانفعالات التي تغذِّي الانفعالية والسذاجة في شباب اليوم. ألا يوجد في مصر أرض الكِنانة، غير الفساد الأخلاقي؟ لكن أعجبني مشهد يذمُّ فيه ضابط المباحث القنوات الفضائية التي تتناول الفساد الأخلاقي والإداري في مصر، ولا تتقرَّب إلى دولها إلا بالمدائح الزائفة، وتنهانا أمُّنا عن البغي وتغدو فيه، فلماذا لا يرتدع ابن البلد المخرج خالد يوسف عن إظهار فساد المجتمع المصري مع مبالغات كثيرة، ففي عزبة حليمة، لا يكاد يعرف أحدهم مَـن هو أبوه، فعلي يأكل بطريقة تشبه طريقة توشكا، فيشكُّ في أنَّهُ ابنهُ، بعد ان تلاحظ والدة توشكا ذلك، وفي النهاية كما يفعل دوماً خالد يوسف، يتحد هؤلاء الرعاع الغوغاء، ضد رمز للشر، سواء كان مفوض الشرطة حاتم في " هي فوضى" أو ضد صلاح معارك في " كلمني شكراً" أو ضدَّ عتريس أو غيره.القضايا خطيرة، وحسَّاسة، لكن الطرح سطحي، والدراما ضعيفة، والتمثيل كذلك، الفن فقط في بداية الفيلم الأسطورية، حيث الأطفال الذين يلعبون في داخل أنابيب المجاري الضخمة، والتي ظلوا يجتمعون بقربها حتى بعدما شاخوا، كدليل على مسيرة التنمية والتعمير المستمرة على قدمٍ وساق. هناك في قاع المجتمع المصري، حيث الفقر المُدْقَع، لا يحلم أحدهم بأكثر من فرخة، أو وجبة طعام دسمة، بسبب الجوع، تتفاقم حفنة مشكلات عويصة، كلُّ واحدة تحتاجُ فيلماً، من مثل: انتحار الشباب: محاولة انتحار زين خطيب أخت توشكا، وأزمة الخبز: ومشاجرة طابور الخبز، يسأل عرابي(متى ستنتهي أزمة الخبز؟ كيف تنتهي وأنت تبيع دقيق الوجبة؟ نعم أبيعهُ، لأنني إذا لم أبع، فلن آكل، لأنَّ الوقود غال، وأجرة العامل، كانت عشرة جنيه، لا يرضى اليوم بأربعين، عدا فاتورة المياه والكهرباء، وعمولات موظفي التموين، وصاحب الملك زاد الأجرة، ولكل هذا إذا لم أبع الدقيق، فلن آكل، ولن أربِّي أطفالي- إذن سوف أقوم بتبليغ الحكومة؟ الحكومة تعرف كل شيء، وتلتزم الصمت، فليس لديها حلٌّ آخر / الدقيقة: 20). بعد هذا الحديث مباشرةً، مشهد الأطفال المدمنين. الطفولة الضائعة. الأغنياء يضيعون أبناءَهم، فلا يمنحونهم 1% من الوقت الذي يقضونه خارج البيت أو داخله، تحت وابلِ أكبرِ كذبةٍ عرفتها الإنسانية، يقولون لأنفسهم(نحن نفعل ذلك من أجل أبنائنا)، وفي الحقيقة هم يفعلون ذلك(من أجل تدميرهم، فينشأون بلا أخلاق، مدمنين، مجرمين، لا يحترمون الآخر كآبائهم)، وكذلك الفقراء يشغلهم البحث الحثيث عن رغيف الخبز، عن أبنائهم الذين ينحرفون إلى الإدمان والعمل في الشوارع وترك الدراسة. الدقيقة 39 ضياع الفتيات المراهقات بسبب الجات. وتنتشر بسبب الفقر مهنٌ وَحِرَفٌ جديدة، وأخرى تقتربُ من النصب والاحتيال، كبيع الرصيد بالمفرد، يقوم توشكا، البطل الشعبي، كالنمس، وغيرهِ، محل أنظار منطقة عزبة حليمة، تارةً يمثِّل دور رجل متزوِّجِ يعاني عجزاً جنسيَّاً، ويغضب لأنَّ المخرج أخفى وجههُ، ثمَّ يلعب دور عريس في حفلة أرادتها القناة مزيَّفة، واستغلَّ توشكا حفلة حقيقية، وفي الدقيقة ثلاثين يعثر على مشروعهِ " كلمني شكراً: تلفون الفقراء: الدقيقة بخمسة عشر قرشاً" يعني أربع دقائق بسعر سنت واحد، تقريباً، وينتظر توشكا من مشروعهِ ستة آلاف جنيه مصري مهر خطيبتهِ، ما يعادل ألفاً ومائتي دولار تقريباً، يبدأ المشروع وينتهي في مشهد واحد، وفي الدقيقة 42 أشجان تحكي قصة زواجها من صلاح معارك، وتركها شقيقتها فجر لسنوات من دون دفع إيجار الشقة، ومن ثمَّ طلاقها بعد دخوله السجن، وخروجهِ، وعجزها عن دفع إيجار الأشهر الماضية، وابتزازها غير المقنع من صاحب الملك، بسبب وصولات أمان للإيجار المتأخِّر، ومشاهد أسطورية لخروج صلاح معارك من السجن، ومحاصرته لمحلة عزبة حليمة، من أجل أن يأخذ أشجان وابنها علي، تنتفضُ عزبة حليمة فجأةً، لتقف مع توشكا ضد صلاح معارك لاستعادة ابنه الذي أنكره في البداية. وبالنسبة للعلاقات الاجتماعية، ظهرت العلاقات الاستثنائية، على أنَّها علاقات عادية، الخيانة الزوجية والزنا، والاستثناء هو الزواج، سواء العرفي، أو العلني، وملابس النوم استثناء، ولكن أشجان لم ت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

مالية البرلمان تحدد أهداف تعديل قانون الموازنة

نائب عن قانون تعديل الموازنة: من المستبعد إقراره خلال جلسة الغد

مفاجأة مدوية.. نائب يكشف عن شبكات تتجسس على المرجع السيستاني

برلماني يصف الوضع السوري بـ"المعقد": العراق يسعى لحماية مصالحه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram