المدى/ جليل الغزي
يتحدث احمد عادل بائع الصحف الوحيد في الحلة بألم عن تراجع بيع الصحف في المدينة إلى أدنى مستوياته ما جعله يؤثر على مستوى دخله المالي الذي يعتمد في تأمينه على هذه المهنة التي يعمل بها منذ أكثر من 20 عاماً.
ويتواجد احمد، صباح كل يوم بالقرب من مجمع العيادات الطبية الخاصة يفترش أحد الأرصفة لبيع الصحف التي تصله من بغداد على ما تبقى من زبائنه، ويقول لـ(المدى) إن "بيع الصحف تراجع كثيراً وأغلب القراء اختفوا بعد أن كنا نعتمد على المتقاعدين من جيل الخمسينيات والستينيات وهذا الجيل أصبح جليس المنزل".
ويؤكد أن "استخدام الموبايل بما يحوي من تقنيات تسبب بعزوف الناس عن الصحف ، فكل ما ينشر في الصحيفة موجود في الموبايل".
ويضيف أن "الاعداد التي نبيعها قليلة جدا الدستور والصباح لا تتجاوز أعداد البيع فيها الـ50 نسخة لكل عدد"، لافتاً إلى أن "صحيفتي (المدى) وطريق الشعب هما الأكثر طلبا إذ تصل كميات البيع إلى 75 نسخة لكل عدد".
من جانبه، يقول المتقاعد محمد هادي في حديث لـ(المدى) إنه "كان من المواظبين جدا على متابعة الصحف الورقية مع زملائه في المقهى لكن الحال تغير الان وأصبح يتابعها من خلال الموبايل".
ويشير الى أن "طعم القراءة الورقية يختلف تماماً لكن الواقع يفرض نفسه هذا بالإضافة إلى أن تقدم العمر يمنعني من الخروج إلى المقهى وشراء الصحيفة ".
ويؤكد مختصون في كلية الاعلام بجامعة بابل أن عصر الصحافة الورقية بدأ يتلاشى كما هو الحال مع قرائها الذين تلاشوا أيضا بفعل تقدم العمر أو التعامل مع الواقع الذي فرضته التقنيات الحديثة.