TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يؤبن الدكتور الجليل جميل نصيف التكريتي

بيت المدى يؤبن الدكتور الجليل جميل نصيف التكريتي

نشر في: 10 ديسمبر, 2023: 10:16 م

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة تأبين للراحل الجليل د.جميل نصيف التكريتي، بحضور نخبة من الاكاديميين والمثقفين، الذين اسهموا بمداخلات كشفت عن منجز الراحل، فضلا عن الأثر الانساني الذي تركه فيهم، لاسيما ان جلّهم كانوا من طلبته وقتذاك.

الجلسة التي ادارها د.أحمد حميد قال في مستهلها ان "العراق فقد المفكر الدكتور جميل نصيف التكريتي، برحيله عن عمر ناهز الرابعة والتسعين ونيف، وهو من مواليد تكريت عام 1929 خريج قسم اللغة العربية بدار المعلمين العالية في جامعة بغداد وحاز على شهادة الدكتوراه من جامعة موسكو متخصصا بالأدب الروسي وكان من المولعين بدراسة المذاهب الادبية والنقد، لذلك برع في مجال تدريس الادب والنقد الحديثين".

واضاف، كما ان "الراحل اهتم بالمسرح والادب المقارن وكتب فيه بحوثا ومقالات عدة، ومما كتبه كتاب حول نظرية الادب والمسرح وقراءة وتأملات في المسرح الاغريقي وكتاب الادب المقارن صدر عام 1989 وكتاب المذاهب الادبية عام 1990 كما ترجم بعض الكتب، منها كتاب عن الروائي الروسي الكبير دوستويفسكي بعنوان "شعرية دوستويفسكي" لمؤلفه باختين، فضلا عن 11 مؤلفا اخر ومقالات عدة".

وانهى المقدمة بقراءة برقية قال فيها: "يعزي بيت المدى برحيل هذه القامة المعرفية الكبيرة ونؤبنه صبيحة هذا اليوم البغدادي رفقة عدد من الكتاب والباحثين ممن عاصروه وتتلمذوا على يديه".

من جانبه ذكر د.علي حداد انه "يوم من ايام الفقدانات العراقية المتلاحقة للقامات التي لا تعوض، هو هذا اليوم الذي فقدنا فيه استاذنا الكبير ومعلم الاجيال استاذنا جميل نصيف".

وتابع، انه "لا تكفيه كلمة دكتور كونه جملة معارف ومؤسسة معرفية، من جيل الاساتذة الذين تعلمنا على ايديهم، والمثقف العراقي الحقيقي هو ابن مرحلته ابن تأسيس اشتغلت عليه الدولة العراقية في مرحلة ما قبل قيام النظام الجمهوري بعد ان ارسلت مجموعة من طلبة الدراسات العليا الذين اكملوا في اختصاصات مختلفة وعادوا لينتجوا الكثير مما قدموه في المرحلة الجمهورية".

واشار الى ان "هذه المجموعة من الاكاديميين كلهم اصبحوا رموزا في كل الاختصاصات التي درسوها في خارج العراق، ومن يتابع هذه المجموعة الضخمة التي غيرت الواقع الثقافي العراقي سيجد ان أيا منهم لا يشبه الاخر باهتماماته وتوجهاته وشخصيته فيما يقدم لطلبته من بعده، فعناد غزوان لا يشبه جلال الخياط وجلال الخياط لا يشبه د.جميل نصيف، كل منهم مدرسة معرفية لها مجالاتها".

وبين ان "استاذنا الراحل عالم قائم بذاته، وكنت اشعر وهو يدرسنا ان وجوده اكبر من المكان الاكاديمي العراقي الذي هو فيه، واشعر بمرارة ما يعايشه كون ما يهتم به وما ينشغل به اكبر من احتياجات المحيط الثقافي من حوله".

د.عقيل مهدي اوضح في مداخلته ان "الراحل جميل نصيف حرص على معايير منهجية تربوية لتجارب تخص منظرين عالميين وكتب عن مبدعين اصلاء في المسرح في محاضراته، وكتب عن الشكلانيين الروس وجماعة براغ الذين يهتمون بشعرية الادب، وليس الشعر والنثر، وابتدأ منذ الاغريق حتى نقاد الادب الروسي والمرحلة السوفيتية وكتب ايضا عن العراقيين".

واضاف، ان "الراحل كان وفيا لما درسه في موسكو وكان حين يأتون الاساتذة الروس يتباهون به لوعيه وتراجمه وانسانيته العالية"، لافتا الى انه "شدنا الى مآثره الاكاديمية الرفيعة وفضله علينا كبير جدا وجعل الابعاد النظرية الشاسعة تقترن لدينا بعمليات التطبيق المتفردة والمختلفة".

من جانبه، قال الاستاذ هاتف الثلج انه "لا اظن ان الحديث عن الناقد الكبير جميل نصيف التكريتي يضيف شيئا جديدا للذين عرفوه عن قرب والذين تابعوه، ناقدا وكاتبا ومترجما واستاذا جامعيا يحتل موقعه بكل جدارة في الحقل الادبي والثقافي والاكاديمي، لقد ظل حضوره دائما في الوسط الثقافي متفاعلا معه ومؤثرا فيه وتمدنا قائمة الكتب والدراسات القيمة التي تحمل اسمه عن فترة خصبة لحياة كرسها بقناعة وحماس لقضية الادب والفكر".

ونوه الى ان "ما يميز الرجل تلك الجدية المتفتحة في متابعاته الواعية للحياة الفكرية والثقافية ومكرسا طاقاته للاسهام في عملية البناء الفكري والثقافي في وطنه"، مبينا ان "الحديث عنه فيه الكثير من المتعة والبهجة، ذلك لكوني قريبا منه لا نسبا فحسب، انما روحا وتوهجا ذهنيا، وانني متأثر بشخصيته وثقافته واطروحاته، وهو خالي وقد يكون هو من رباني فيما هيأه لي من قدوة حسنة في سيرته السياسية والادبية والثقافية والعائلية".

وأكمل، ان "الراحل نشأ وهو يحمل بذرة الانتماء للعروبة والاسلام بتأثير من عائلته، وكان من الصعب على الشيوعيين في تكريت ان يكسبوه للحزب وكان يناقشهم وهو متسلح بتلك الجذور، وفي محاولة من الشيوعيين لكسبه كانوا يزودونه بمناشيرهم وكتبهم وحرصوا اشد الحرص على ان يواصلوا اتصالهم به، وتجاذبه تياران؛ الشيوعيين من جهة والبعثيين من جهة اخرى، ويقول: "قد اطلعت على مؤلفات البعثيين وقرأتها في 3 ايام ولم اجد فيها شيئا، وحين ذهبت وقرأت كتاب رأس المال، بعدها حسمت امري وانحزت الى الشيوعيين". ولفت الى انه "في دار المعلمين العالية كان من جيله الشعراء سعدي يوسف وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم، وارتبط بعلاقات متينة مع ادباء وسياسيين ومثقفين، وكان اقرب السياسيين اليه الدكتور مكرم الطالباني والدكتور صفاء الحافظ، وحتى ابنه سمّاه صفاء على اسمه".

الفنان الدكتور حسين علي هارف استعرض في مداخلته انطباعاته عن الفترة التي عايشها مع الراحل، قائلا: ان "الراحل جميل نصيف التكريتي في خيالي صورته وهو يتمشى في اكاديمية الفنون الجميلة وننظر اليه بإعجاب ومحبة واحترام كبير، فقدناه استاذا باحثا ومعلما وناقدا مسرحيا وهذا كان مكسبا للمسرح العراقي، والذي كان معظم النقاد فيه ينحون نحو الانطباعية او النقد الادبي، ولم يكن هناك تماهيا حقيقيا مع خشبة المسرح وفنونه وتقنياته".

واضاف؛ "انا من المحظوظين جدا كوني تتلمذت على يد رعيل من الكبار ومن بينهم الراحل جميل نصيف التكريتي الذي درسنا الادب العربي والادب المسرحي، لكن ايضا تتلمذنا في منحى اخر من خلال كتبه وهي احدى البصمات التي سوف تخلد سيرته العطرة".

واستدرك، ان "كتاب (نظرية المسرح الملحمي) واحد من الكتب التي عمقت وعيي الشخصي كمسرحي ولاحقا كباحث واكاديمي، هذا الكتاب الممتلئ والوافي الذي جعلني اعي ان المنهج الاكثر صلاحية لنا نحن الشعوب الشرقية والعربية وهو منهج برشت لكونه يدعو الى التنوير والتحريض بمعناه الفكري وانك تحرض المتلقي ضد واقعه وضد نفسه".

الدكتور احمد حسن الظفيري، بدأ حديثه بالقول انها "مفارقة غريبة ان اتحدث عن اسم كبير ولم اكن اتخيله في يوم من الايام، انا الذي تتلمذت على يديه في فصل دراسي واحد لكن هذا الفصل غير كثيرا في حياتي الشخصية والادبية".

وتابع حديثه، انه "كنت ادرس في جامعة صدام للعلوم الاسلامية والمفارقة انه لم يتخيل احد ان الراحل سيكون احد الاساتذة في هذه الفصول الدراسية كونه لا علاقة له بالدراسة الاسلامية، ونحن كنا في كلية والآداب وكان لدينا عميد متنور واحضر لنا مجموعة من اهم اساتذة الادب، واتذكر انه دخل الينا وقال لنا انه سيأتيكم في هذا الفصل الدراسي جميل نصيف التكريتي وخالد علي مصطفى وعناد غزوان وعناد الكبيسي"، وقال ملاحظا "انا لم اذكر كلمة دكتور امام اي واحد فيهم لان هؤلاء اسماؤهم اكبر من اللقب العلمي"، "وهذه الجملة بقيت في ذاكرتي".

واشار الى انه "حين دخل لأول مرة الراحل جميل نصيف التكريتي، تفاجأ لكون لا يوجد بيننا معمم، وقال لنا انتم طلبة الماجستير، لا يوجد بينكم معمم؟ واخبرناه لا يوجد، فقال جيد واتضح انه كان قد هيأ محاضرة خاصة للمعممين، اخرج الورقة وتركها وبدأ يتحدث بصورة مفاجئة لنا عن الادب الكلاسيكي وكيفية بداية التراجم المقارنة وكانت صدمة لنا نحن الذين قضينا فترة البكالوريوس نتحدث عن البلاغة والادب العربي، وفجأة تأتي اسماء باختين وتشيخوف وتودروف".

اخر المتحدثين الدكتور الناقد قحطان الفرج الله حيث تحدث عن سعادته بانه تتلمذ على يد نخبة من الاساتذة الكبار كان على رأسهم الدكتور جميل نصيف؛ "الذي علمني درسا مهما حيث كان يقول لنا نحن طلبته عبارة اصبحت درسا كبيرا لي فيما بعد اثناء عملي في الجامعة وخلاصتها؛ (اريد من الطالب ان يأتي بوعاء فارغ ويد مفتوحة كي ازوده بأكبر قدر من المعرفة)، واضاف فرج الله: كان الراحل الكبير يريد بالا فارغا منتبها ويريد من الطالب ان يأخذ الخيط ويتتبعه حتى النهاية. واكد الدكتور قحطان ان جميل نصيف يحتاج الى دراسة عميقة في منهجه حيث تفوق على الناقد المصري محمد غنيمي هلال عندما اصر على انكار مصطلح الادب المقارن حيث كان يقول: (لا يوجد شيء اسمه الادب المقارن بل هناك دراسات مقارنة للادب). وكان يصر على انه (لا يوجد شيء اسمه الادب العالمي، فهناك ادب انساني، هناك قيم انسانية يستطيع الكاتب ان يرسلها رسالة تتخطى الحدود ولا تحتاج الى جواز سفر كي تصل الى الانسانية). "كانت هذه الطروحات بمثابة نظرية كبيرة في دراسة الادب ظل يعتمدها الراحل جميل نصيف في معظم كتاباته".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

واسط على موعد مع فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي العاشر بمشاركة 18 فيلماً قصيراً

 واسط / جبار بچاي تنطلق في محافظة واسط، خلال القليلة المقبلة فعاليات مهرجان واسط السينمائي الدولي العاشر للأفلام القصيرة بمشاركة 18 فيلماً من تسع دول عربية إضافة الى إيران التي تشارك بفيلمين، الأول...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram