كربلاء – 964
يحافظ مقهى "سيد مجيد" في مدينة كربلاء القديمة، على هويته التراثية منذ افتتاحه في خمسينيات القرن الماضي، ويتعاقب زبائنه على مدار اليوم لتناول الشاي الشهير بخلطته السرية، أو لتبادل النقاشات السياسية والاجتماعية في أجواء هادئة بلا "دومنة" ولا إنترنت.
التفاصيل:
يعد المقهى واحداً من أقدم المقاهي في كربلاء، وأشهر ملتقى للموظفين والسياسيين والمثقفين.
حاز المقهى شهادات تقدير وأوسمة من منظمات وملتقيات داخل كربلاء وخارجها، بوصفه أحد أهم المقاهي التراثية في العراق.
أحمد مجيد – صاحب المقهى لشبكة 964:
أسس والدي، سيد مجيد، المقهى سنة 1954، وكان على شكل (جرداغ) أي بسطة لبيع الشاي، بعد أن ترك العمل في أحد المقاهي آنذاك.
حقق أبي بهذا المقهى حلم تأسيس مشروع عمل قريب من المنزل، بمساعدة جدي لأمي الذي اشترى الأرض في منطقة الشوصة بمساحة 150 متراً مربعاً، وأهداها لوالدي، الذي بنى فيها بيتاً للعائلة والمقهى الحالي بمساحة 50 متراً.
كان سيد مجيد في البداية يبيع الشاي والحامض والمشروبات الغازية "الببسي والكولا والمشن" وأركيلة (التتن)، وبعد وفاته تسلمت إدارة المقهى.
كان المقهى يمثل ملتقى لسائقي الكراج والمسافرين، وبعد إزالة كراج النجف في فترة الثمانينات، أصبح الزبائن من الكوادر التربوية والمثقفين والمحامين والموظفين ومدراء دوائر وأصحاب مناصب عليا، وغيرهم.
بالإضافة إلى وظيفته الطبيعية، أصبح مقهى سيد مجيد مقراً للنقاشات السياسية والثقافية، ولعقد الصفقات التجارية ودار استراحة أيضاً، ويعد مكتبا للدوام اليومي للكثير من الرواد.
لا نقدم للزبائن سوى الشاي والحامض، بدون نركيلة وطاولي ودومينو، والمقهى "أوف لاين" أي بلا خدمة إنترنت أيضاً، وهو بهذا يتميز عن معظم المقاهي.
زبائننا من أجيال متعاقبة، تجد الآباء والأبناء والأحفاد، كما يمتاز المقهى بإقامة مجلس نعي لكل راحل من رواده الذين تربطهم صداقة متينة.
يعمل في المقهى 7 عمال بواقع وجبتين، الدوام الأول من 6 صباحاً لغاية 12 ظهراً، و4 ساعات استراحة، ثم الدوام المسائي من 4 عصراً لغاية منتصف الليل.
نستعمل خلطة سرية لعمل الشاي، ونقدمها للزبائن على مدار عقود.
لا يمكن حصر إجمالي أقداح الشاي ولا عدد الأباريق التي يستهلكها الزبائن يومياً، لكن المقهى يستهلك يومياً 5 كيلوغرامات من الشاي.