 خاص/ المدى

كشفت وزارة التربية، عن سبب التأخير في عملية توزيع المناهج الدراسية بوقت مبكر، مؤكدة ان تعويق الموازنة ووصول التخصيصات المالية هو ما يجعل الازمة تتكرر.

بينماأوضح مراقبون وتربويون ان مشكلة تأخر وصول الكتب للتلاميذ والطلبة تكررت خلال السنوات الماضية، حيث استمر تأخيرها إلى مدة شهرين وأكثر منذ بدء العام الدراسي، عازين هذا التأخر الى سوء التخطيط.

المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية قال في تصريح خص به (المدى)، إن "هذا العام واجهت وزارة التربية ضغطا في الوقت بسبب تأخير وصول التخصيصات المالية لها، اذ ان الموازنة قد اقرت في منتصف شهر حزيران الماضي، إضافة الى السقوف الدستورية الخاصة بها، وأيضا لحين وصول التعليمات من المالية الى الوزارات، سببت هذه الأمور التأخر بطباعة وتوزيع المناهج بشكل كامل".

يضيف السيد، أن "وزارة التربية تعاقدت في هذا العام مع القطاعين العام والخاص وهذا ما جعل الوقت يتراكم بشأن المناهج وطباعتها وتوزيعها"، مؤكدا ان، "الوزارة ستسعى في السنوات اللاحقة، لكي لا يكون هناك تأخير لكون أن الموازنة الثلاثية قد اقرت مسبقا، لذلك سيتم الاستعداد بوقت مبكر".

ويقتضي الامر على المواطن محمود الساعدي (43 عاما)، في كل بداية عام دراسي جديد بان يذهب الى شارع المتنبي باحثا عن المناهج الدراسية لابنته التلميذة في الصف الخامس الابتدائي، فهو متيقن بأن الكتب لن تأتي كاملة.

يقول الساعدي في حديث لـ(المدى)، إن "اغلب المدارس قد باشرت بامتحانات الشهر الأول من الفصل الدراسي الأول، وهذا ما يجعل اغلب أولياء الأمور ان يذهبوا لشراء المناهج التي تنقص أبناءهم من المحال والأسواق، فضلا عن قيام بعضهم باستنساخ الكتب لحين حل هذه الازمة مؤقتا، إضافة الى ان الكتب في الأسواق والمكتبات تنفد مع بدء السنة الدراسية وترتفع أسعارها"، مبينا، ان "وزارة التربية تتذكر ان لديها مسؤولية لطباعة الكتب بوقت متأخر، وهذا ما يجعلنا وابناءنا نعاني من هذه الازمة التي دامت لسنوات عديدة ولا اظن انها ستنتهي في قادم السنين".

يؤكد فاضل عادل رئيس مؤسسة تربويون للإصلاح والتنمية في حديث لـ(المدى)، ان "سبب تأخير توزيع المناهج بوقت مبكر هو سوء التخطيط، اذ لا يوجد تخطيط مسبق، فضلا عن عدم الالتزام بمواعيد بدء العام الدراسي". منوها على ان، "هذا التأخير يتعلق بموضوع العقود والضغوطات التي يستخدمها المتسلطون الذين يحاولون مسك عقود الطبع".

ويبين عادل، انه "التخطيط والجدية بالعمل سيكونان حلا لهذه الازمة المتكررة، اذ انه يجب تهيئة وتحضير للعام الدراسي القادم من الان بطبع الكتب، بحيث يبدأ توزيع المناهج الدراسية في اول يوم للعام الدراسي، او قبل بدء العام الدراسي، ليكون عاما دراسيا فعليا، وذلك لكي لا يكون هناك نقص في توزيع المناهج ليسبب توجه الطالب والتلميذ نحو الاستنساخات أو الكتب القديمة أو المدورة مما يجعل المشكلة تتكرر في كل عام، اذ يجب أن تكون هناك جدية من خلال تخصيص الأموال الكافية للطبع، فضلا عن انه يجب ان يكون الطبع داخل العراق وليس خارجه لكون البلد يسدد التكلفة لوصولها اليه، إضافة الى المتعهدين بالطبع، حيث يجب أن يكونوا من النزيهين والمعروفين، ولا تكون عليهم شبهات".

يشار الى ان وزارة التربية تعاني في بداية كل عام دراسي من أزمة في تجهيز الكتب المنهجية لجميع المراحل لأسباب عديدة، مما أثر سلباً في عملية الطباعة بمواعيدها المحددة.