المدى/ المثنى ـ أحمد ناصر
يبدو أن بعض المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات قد وضعوا نصب أعينهم المناصب التي سيحصلون عليها في حالة فوزهم في الانتخابات ووفقاً لمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) فأخذ المرشح يتنقل بين كتلة وأخرى وحزب وآخر بناءً على مصلحته الشخصية وبعيداً عن الثوابت التي طالما أعلن انه يؤمن بها وانه لا يمكن أن يحيد عنها (لأنه يعمل بروح المواطن الصالح الذي يرغب بخدمة وطنه ومحافظته بالذات)، (بحسب قولهم).
فتجد مرشحاً كان في كتلة ما تتعارض كلياً في منهجها وعملها مع حزب آخر يرشح نفسه مع الكتلة التي كان يعارضها.. وتجد حزباً كان يرى في مسؤول معين فاسدا وغير نزيه يضع هذا المسؤول في صدارة قائمته الانتخابية.
ويقول التدريسي شاكر حمزة في حديث لـ(المدى)، إن "موضوع دخول المرشحين في قوائم الخصوم لم يعد شيئاً محرجاً للطرفين على حد سواء، السبب ان الكتلة نفسها لم تكن تعني الاسم والعنوان الذي تحمله فلا الاسلامي يؤمن بإسلامية نهجه ولا الليبرالي يعلم ان الليبرالية تمنعه من الانخراط بقوائم اسلامية، فانت عندما ترى ان المرشح قادر على تغيير جلده بطرفة عين هذا يدل على ان حرية الاختيار لدى المتنقلين قد أسيء فهمها، ولأنه لا توجد لدى المرشحين اية برامج تتعارض مع برامج الاخرين كون الطرفين بلا برامج انتخابية".
ويضيف حمزة: "فما المانع من التنقل بين الاضداد؟، بالتأكيد الناخب دائما ما يكون صيدا سهلا للمتنقلين وفي كل مرة يكون هنالك تبرير مختلف لان أصل الموضوع المصلحة الشخصية ولان القانون الانتخابي يسمح بحرية الحركة بين القوائم فنحن لا نملك الرادع القانوني ولان الرادع الاخلاقي أصبح في خبر كان، اذن فلا رادع غير الاصبع البنفسجي وليت صاحب الاصبع يعلم ان اصبعه يتحكم بمستقبل البلد وانه عندما يصوت لهذا او ذاك من الانتهازيين والوصوليين انما يمنحهم فرصة اكبر في قتل المستقبل".
ويقول سعد الخفاجي (مدير دائرة)، لـ(المدى)، إنه "ما يحدث خلف الكواليس للقوائم والتكتلات لا يعلم بها الا الله والراسخون في العملية الانتخابية، حيتان الاصوات تبتلع الكثير من اصحاب التجارب الترشيحية الجديدة، مساومات واتفاقات يدخل فيها كل ما في وسعهم من تكتيك لمصالح حزبية او فئوية، اذن اين البرامج الانتخابية التي يقنع بها المرشح ناخبيه وجمهوره وهل مجرد تعليق صورة يكفي؟ أين يضع المواطن ثقته وباي مرشح؟".
ويوضح الخفاجي ان "اسعار شراء الاصوات الانتخابية في المناطق غير المخدومة أو القرى الريفية وحتى مراكز المدن وصلت إلى تجهيز سبيس أو محولة كهربائية ووعود بالتعيين".
