حازم مبيضين لم يكن مفاجئاً لنا أن تسعى حركة حماس بذرائع وحجج متعددة وغير مقنعة إلى سحب السلاح من الفصائل الفلسطينية الناشطة في قطاع غزة، الواقع تحت سيطرة الشيوخ الذين يعلنون غير ما يبطنون، والمضحك أن العذر الذي تسوقه،
هو أن سلاح المقاومة يستخدم بالشجارات، وهكذا أعلنت مليشيا حماس المسلحة، بدء حملة مكثفة لجمع السلاح (غير المرخص وغير القانوني)، وكأن سلاح الحماسيين كان مرخصاً وقانونياً يوم انقلبت على السلطة الشرعية، ونكلت بالمنتسبين لفتح، وكأن ذلك سيقرب تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، ويقيم فيها إمارة إسلاموية بقيادة شيوخ حماس وتحت عباءة ولي الفقيه.حماس تتبجح بأن بعض السلاح الذي يعود للفصائل يستخدم في المشكلات العائلية، وفي إحياء الحفلات، ولا يستخدم في المقاومة ضد الاحتلال، وكأن سلاح حماس يستخدم ضد الاحتلال، و عملياتها المسلحة تستنفر قوات العدو وتؤرق قياداته، أما المنفلتون كما تصفهم حماس والذين يتخذون غطاء التنظيمات لافتعال المشكلات، وارتكاب الجرائم في قطاع غزة، فإنهم في صفوف الحماسيين أكثر من أي تنظيم آخر، والمضحك أن داخلية حماس اعتادت قبل قرارها الأخير أن تعيد الأسلحة لمن احتجزته منهم، إكراما للتنظيمات التي ينتسبون اليها، والواضح هنا من دون أي التباس أو شكوك أن حماس تتخذ قرارها حفاظاً على هدنتها الطويلة مع ( العدو الصهيون) .ندرك أن من حق حماس منع السلاح المنفلت، لكن التبريرات التي تقدمها الحركة هي ما يدفع إلى الضحك، لان الواضح أن الامر يتم خدمة للتهدئة مع اسرائيل، لكن ترافق ذلك مع الاعلانات المتكررة، عن منع السلطة في الضفة الغربية للعمليات المسلحة ضد إسرائيل، باعتبار ذلك خيانة للقضية الوطنية، يؤكد ازدواجية الخطاب الحمساوي، فهي تخاطب الشارع الفلسطيني وخصوصاً رواد المساجد بشعارات المقاومة والتحرير، بينما تتخاطب مع اسرائيل بمنع غيرها من حمل السلاح، وباعتبار أن سلاحها شديد الانضباط، ولا يزعج الإسرائيليين خاصة إن تواجد في قطاع غزة. تتجاهل قيادة حماس، وقد أخذتها العزة بالإثم، أن منتسبي ميليشياتها هم من يحمل السلاح في الشوارع العامة، وأنهم وحدهم من يرتكب جرائم اطلاق النار، ومن يستخدم السلاح في الشجارات العائلية ويثير الفوضى في المجتمع، لان هؤلاء المسلحين فوق القانون، وفوق المجتمع، وإلا فكيف نفسر اعتقال الأجهزة الأمنية الحماسية للمنتسبين لما يسمى الجهادية السلفية، المتشاركة مع حماس بالدعوة إلى الجهاد المقدس لمحو دولة اسرائيل، وكيف نفسر قرار قيادتها السابق، منع أي فتحاوي من حمل السلاح في قطاع غزة حتى لو كان لمقاومة الاحتلال، مهما كان ثمن ذلك، وقرارها الضرب بيد من حديد أي فتحاوي يحاول حمل السلاح.تقمع حماس في غزة أي محاولة للاشتباك مع الجيش الاسرائيلي، وصولاً للقيام بدور حارس الحدود بين الجانبين، لكنها تواصل التحريض على القيام بعمليات انتحارية انطلاقاً من الضفة الغربية، وتتهم السلطة بقمع المتدينين في الضفة، متناسية قيامها بقمع المصلين الذين لا يؤمون المساجد التابعة لها في القطاع، وصولاً إلى تقسيمها كمساجد فتحاوية وأخرى حماسية، وتتناسى من دون إدراك بان الفلسطيني لن ينسى، ولن يغفر لميليشياتها ارتكاب الجرائم في غزة، بسلاح ادعت أنه للمقاومة، وهدمت البيوت على رؤوس سكانها بهدف الوصول إلى كرسي السلطة ونشرت حالة الفتنة التي يعاني منها حتى يومنا هذا .
خارج الحدود :ازدواجية المواقف
نشر في: 25 أغسطس, 2010: 06:07 م