اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > الفلسطينيون وتعاملهم مع الدول العربية

الفلسطينيون وتعاملهم مع الدول العربية

نشر في: 13 ديسمبر, 2023: 10:44 م

عبد الحليم الرهيمي

بمرارة وخيبة أمل شديدين كتب نبيل عمرو المستشار السياسي السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ‏والمستشار اللاحق للرئيس الحالي للسلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، مقالاً في صحيفة " ‏الشرق الاوسط " اللندنية بتاريخ السادس من كانون الاول – ديسمبر الحالي بعنوان (الفلسطينيون.. ‏والتحالفات مع موسكو وطهران)

تحدث فيه عن بدء العلاقة بين الثورة الفلسطينية ثم منظمة التحرير مع ‏الاتحاد السوفيتي عندما قدم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ياسر عرفات الى الرئيس السوفيتي ‏بدكورني وذلك عام 1969. وقد أقام ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير اول لقاء مع قائد الثورة الايرانية ‏السيد الخميني عام 1979. وأذْ عمدت الثورة الفلسطينية – منظمة التحرير الى وصف تلك العلاقات بينها ‏وبين كل من موسكو وطهران (بالتحالفات الاستراتيجية) مع العاصمتين اللتين لم يعتد منهما وصف تلك العلاقات ‏كما وصفها الفلسطينيون! ويخلص كاتب المقال المستشار الفلسطيني بعد عرضه لمبررات وأهمية تلك ‏العلاقات (الاستراتيجية) الى نهاياتها المحبطة والمخيبة للآمال في مرحلتين وخلال احداث تاريخية مهمة، ‏الحدث الاول محاصرة اسرائيل لبيروت ومنظمة التحرير ومقاتليها لمدة 88 يوماً عام 1982 وبعد ارغامهم ‏على مغادرة بيروت وكل لبنان الى دول شتات جديدة اهمها تونس. اما مرد هذا الاحباط وخيبة الامل المريرة ‏فهو خذلان السوفيت بعدم التدخل لحمايتهم، وان اقصى ما فعلوه تقديم اقتراح لياسر عرفات بتأمين مغادرته ‏لبنان الى اي مكان يقبل به مع ثلة من رفاقه واعضاء قيادته مع الاف المقاتلين الفلسطينيين (ومن العاملين ‏معهم من اللبنانيين والعرب)، أما ايران التي مثلت ثورتها الحدث المهم التالي يضيف الكاتب نبيل عمرو، ‏فقد وعدت عرفات (أبان حصار بيروت) بأرسال مائة الف مقاتل الى لبنان لمساعدتهم وحمايتهم، لكنها لم ‏تفعل ولم يصل أحد؟! لذلك يضيف كاتب المقال: لقد أيقظت حرب العام 1982 الفلسطينيين على حقيقة ‏بدت مرة في حينها أذْ خذل السوفيت، وتالياً طهران، توقعاتهم بتدخل فعال لحمايتهم. ‏

وبعد هذا الايقاظ (والصدمة) فان الدرس (البليغ) لمنظمة التحرير وحماس، الذي كان ينبغي وعيه منذ البداية ‏هو: (لا تحالف بين طرف صغير مع الطرف الاقوى والاكبر منه، بل صداقة وتعاطف غير ملزم. وفي ‏هذا السياق يقع اللوم على من أخطأ في فهم التحالف والتزاماته والباس الصداقة والتعاطف ثوباً لفظياً لا صله ‏له بالواقع. ‏

اما بعد 7 أكتوبر – تشرين الاول من هذا العام فقد دعت (حماس) " الحلفاء الاستراتيجيين" الى المسارعة ‏للمشاركة في النصر ليس بالتمني والتباهي والاحتفال، وانما بما هو ابعد من ذلك، اي المشاركة في مواجهة ‏رد الفعل الاسرائيلي، كما يرى الكاتب عمرو.‏

هذا المقال الصادم للكاتب في عرض التقديرات الخاطئة للقيادات الفلسطينية في أعتبار الصداقات والتعاطف ‏اللفظي بمثابة ستراتيجيات مهمة وفعالة يمكن الركون اليها، يحفز المرء أن يطرح، استطراداً لذلك، تساؤلاً ‏مهماً فيما اذا كانت وستستمر علاقات الفلسطينيين مع الدول التي طبعت علاقتها مع اسرائيل بما فيها تلك ‏التي تسعى لتطبيعها كالسعودية، او تلك الدول التي لم تطبع ولا تريد ان تطبع مستقبلاً.‏

من الواضح ان القيادات الفلسطينية ممثلة بالقيادة الشرعية لمنظمة التحرير وسلطتها الوطنية برئاسة محمود ‏عباس وخصومها من القيادات الاخرى كحماس، وغيرها تعاملت بايجابية وتنسيق مع جميع الدول العربية ‏المطّبعة وغير المطبّعة، بل ان تواصل هذه القيادات وتنسيقها مع الدول المطبعة وطلب مساندتها وحتى ‏توسطها لقضايا معينة مع اسرائيل وواشنطن مثل مصر والاردن وقطر والامارات وعمان والسعودية انطلاقاً من ‏نظره واقعية اذ ترى هذه القيادات ان لكل دولة مطبعة او غير مطبعة من حقها ان تتخذ السياسة والمواقف ‏التي تراها لمصلحة شعبها والشعب الفلسطيني في آن واحد لذلك حرصت على عدم توجيه اي انتقادات او ‏مواقف سلبية تجاهها وذلك خلافاً لمواقف بعض الدول غير المطبعة التي توجه اشد الانتقادات للدول المطبعة. ‏ولعل اعتماد منظمة التحرير وحماس و الفصائل الاخرى على الدول الرئيسية المطبعة كانت أكثر فائدة عملية ‏لها، حيث لا تستطيع الدول غير المطبّعة القيام ما تقوم به المطبّعة كمصر وقطر والاردن والامارات. غير ‏ان تعامل مختلف القيادات الفلسطينية سيكون حذراً في الحديث مستقلاً عن استراتيجيات وتحالفات مبالغ في ‏دورها واهميتها بدعم القضية الفلسطينية استناداً الى الوقائع العملية الراهنة التي نشهدها من الحرب الاجرامية ‏على غزة، وتجربة العام 1982 في احتلال لبنان وحصار بيروت. ‏

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram