اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم قبل أن تنطفئ النيران.. قضية عنف رجال الشرطة في اطار حميمي

فيلم قبل أن تنطفئ النيران.. قضية عنف رجال الشرطة في اطار حميمي

نشر في: 13 ديسمبر, 2023: 10:49 م

ترجمة: عدوية الهلالي

في فيلمه الأول (قبل ان تنطفيء النيران)، يروي الصحفي والمخرج مهدي فكري مأساة أولئك الذين يناضلون من أجل الاعتراف بهم وعدم استغلالهم كضحية لأخطاء الشرطة الفادحة.

بطلة الفيلم مليكة (كاميليا جوردانا) تبيع في الأسواق مع رفيقها عادل (سفيان خميس)، وعتدما تتلقى مكالمة هاتفية يخبرها فيها شقيقها إدريس (سفيان زرماني) أن الشرطة ألقت القبض على شقيقهما الاصغر كريم (لاري). تغلق المكالمة بسرعة، بسبب غضبها من مشاجرات الشاب الذي قطعت علاقتها معه. وبعد ساعات قليلة، تتلقى الشابة مكالمة أخرى. وهذه المرة يخبرها إدريس أن كريم في المستشفى. بالنسبة لمليكة، تكون هذه بداية معركة مع خصوم يتمتعون بالقوة الكاملة تقريبًا لأنهم ينتمون إلى الشرطة. الفيلم يمثل اذن قصة صراع شخصي وعائلي ويعرض حاليا في دور العرض الفرنسية.

تقوم الشرطة بابلاغ مليكة بوفاة كريم بعد نوبة تشجنات بسبب تعاطي المخدرات لكيلا يقع اللوم عليها. ولا يتطلب الأمر أكثر من ذلك لإشعال النار في مدينة ستراسبورغ، حيث تعيش عائلة مليكة، المنحدرة من أصل جزائري. بالنسبة لأصدقائه والشباب في الحي الذين يتظاهرون، ليس هناك شك في أن الشرطة (هي) التي قتلت كريم. وعندما يريد والده دفنه في أسرع وقت ممكن،يخبرهم ناشط سياسي محلي يلعب دوره سمير القاسمي انهم مخطئون في ذلك لأن جثة الشاب اصبحت دليلا..

وتهدف مشاهدة هذا الفيلم الطويل إلى التعمق في حالات القمع البوليسي التي سارت على نحو خاطئ والتي تصدرت عناوين الأخبار منذ أوائل التسعينيات في فرنسا، كما حدث عند وفاة أداما تراوري في عام 2016 بعد اعتقال عنيف، أو مؤخرًا، عند مقتل ناهل مرزوق برصاص ضابط شرطة، في نانتير، في حزيران عام 2023.

إن اكتشاف كيفية التنديد بسوء سلوك الشرطة، والعثور على محامٍ – اذ يجب على مليكة أن تلاحق مايتر هارشي (ماكيتا سامبا) حتى يقبل قضيتها - واتخاذ الإجراءات القانونية وتزويد نفسك بالموارد المالية والبشرية هي تحديات تواجهها العائلات البائسة هناك. ويقوم مهدي فكري بوصف تحول الابنة الكبرى في العائلة، مليكة، إلى أخصائية قانونية وملهمة إعلامية بدقة، وهو ما يعطي قوة حقيقية لرغبة الشابة في الحصول على العدالة لأخيها، الذي من الواضح أنه لم يكن قديساً، ولكن تم انتهاك أبسط حقوقه أثناء اعتقاله.

لقد تم ذكر ما قاله فكري في "قبل أن تنطفئ النيران" عدة مرات في وسائل الإعلام، لذا يمكن أن يشعر المشاهد بالإرهاق عند مشاهدة عمله. ومع ذلك، فإن الفيلم مؤلم لأنه يصور دراما كل هذه الأرواح التي فقدت بسبب جرائم الشرطة، كما يجعل فكري المشاهد شاهدًا مميزًا، ويتيح له الوصول إلى ما لا يمكن الوصول إليه، عبر مشاعر كل فرد من أفراد الأسرة الذين تلعب أدوارهم مجموعة من الممثلين الذين يبدو أدائهم حقيقيًا.

يقول فكري كاتب السيناريو الذي كان صحفيا وغطى عنف الشرطة في تحقيقاته الصحفية ثم حولها الى روايته وفيلمه الاول: "لقد كتبت عما أعرفه. والأفلام التي تدور حول المدن غالبًا ما تكون مآسي، بالمعنى القديم للكلمة: مع شخصيات عاجزة ينتهي بها الأمر إلى الانهيار بسبب بيئة أقوى منها.

من جهتها، وفضلا عن موهبتها كمغنية، تواصل كاميليا جوردانا رسم طريقها الفريد في السينما حيث تألقت بدور مليكة في فيلم (قبل أن تنطفئ النيران)، وتقول جوردانا عن الشخصية انها ذكرتها كثيرا بأنتيجون، لكن ما جذبها قبل كل شيء هو السيناريو الذي كتبه وأخرجه مهدي فكري، حيث اختار أن يتعامل مع مواضيع عالمية للغاية. فمن الواضح أن القضية الاساسية هي عنف الشرطة، ولكن الفيلم يتحدث عن الأسرة، والحداد، وعن الرفض والشعور بالذنب. انها أشياء عالمية، يمكن من خلالها التحدث أيضًا عن السياسة. والأمر المثير أيضًا، بلا شك، هو أن هذه الشخصية تتطور، وتكتسب العمق من خلال النضال من أجل الحقيقة فالنضال من أجل ذكرى وكرامة أخيها ستكون طريقتها الوحيدة للتغلب على هذا الحزن. كما ان الفرق بين هذا الفيلم والأفلام الأخرى التي أثارت موضوع عنف الشرطة هو أن الفيلم يعكس وجهة نظر أنثوية،وتكون الشخصية الأنثوية هي القوة الدافعة. ويمثل الفيلم أيضًا الحياة اليومية لعائلة من أصل عربي، ذات ملامح متنوعة، وهو أمر نادرًا ما نراه اليوم في الخيال الفرنسي...

وتشعر كاميليا جوردانا بالسعادة لأنها ترى اليوم أن أشخاصًا مثل مهدي تمكنوا من الحصول على ما يكفي من المال لصنع هذا الفيلم الرائع فقد كان هنالك أشخاص ليسوا بالضرورة من المهاجرين من شمال إفريقيا قادرين على إنتاج أفلام عن هذه العائلات، لكن الشيء الجديد هو أنه منذ عدة سنوات، كان ذلك ممكنًا أيضًا من خلال أشخاص من أصل عربي. وتقول: " من الرائع أن يتمكنوا من سرد قصص أسلافنا وعائلاتنا، مع الحد الأدنى من الدعم المالي من السينما الفرنسية حتى يتمكنوا من القيام بذلك. أجد أنه من الرائع أن يكون لدينا كل وجهات النظر هذه"..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

النجم غالب جواد لـ (المدى) : الست وهيبة جعلتني حذراً باختياراتي

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

معاهد متخصصة فـي بغداد تستقبل عشرات الطامحين لتعلم اللغة

متى تخاف المرأة من الرجل؟

مقالات ذات صلة

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!
سينما

حين تتستر الإيدلوجيا الثورية بقبعة راعي البقر!

يوسف أبو الفوزصدر للكاتب الروائي السوري، المبدع حنا مينا (1924- 2018)، الذي يعتبر كاتب الكفاح والتفاؤل الانسانيين، في بيروت، عن دار الآداب للنشر والتوزيع، عام 1978، كتاب بعنوان (ناظم حكمت: السجن… المرأة.. الحياة)، يورد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram