اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > ختام الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي..الجوائز الأهم للآسيوية والحضور العالمي يكرسه مهرجاناً كبيراً

ختام الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي..الجوائز الأهم للآسيوية والحضور العالمي يكرسه مهرجاناً كبيراً

نشر في: 13 ديسمبر, 2023: 10:53 م

قيس قاسم

انتهت الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وبات كل ما فيها قابلاً للمراجعة والتقييم، ومثل كل المهرجانات يحظى إعلان نتائج لجان تحكيم مسابقاته الرسمية بالاهتمام، بالرغم من الاتفاق العام على أنها لا تؤشر على تقييم حاسم لمستوى الأفلام الفائزة فيها، وتبقى في النهاية بحدود خيارات لجان مكونة من بضعة أشخاص،

لهم رؤيتهم وذائقتهم النقدية الخاصة، لكن ما يهم هنا هو السؤال عن أقسام المسابقات نفسها والأفلام المُختارة لها. تؤشر أفلام المسابقة الروائية الطويلة إلى غلبة العربية والآسيوية فيها، وبقدر ما يشي هذا برغبة في التميُّز عن بقية مهرجانات تضع الأفلام الغربية على وجه التحديد، ضمن أولويات خياراتها لما فيها من قوة وحضور لافتين في مهرجانات سينمائية دولية. فوز الهندي" عزيزتي جاسي" لتارسم سينج داندوار بجائزة اليُسر الفضي والباكستاني "في ألسنة اللّهب" لزارّار كان بالذهبي، يؤكدان هذا التوجه، ومعه يأتي سؤال الأفلام العربية التي لا يريد المهرجان تكريس مسابقة خاصة لها، وبالتالي وعند جدولتها ضمن المسابقة الدولية فأن احتمال حرمانها من الجوائز يكون أكبر. هذا حاصل وبشكل خاص مع الأفلام السعودية فبالرغم من برمجة بعضها ضمن مسابقة الأفلام الطويلة إلا أنها لم تحصل على أي من جوائزها. وكمحاولة لتشجيعها يخصص المهرجان جوائز لها مثل؛ جائزة أفضل فيلم سعودي الذي حصل عليها "نورة" لتوفيق الزايدي، وأخرى مقاربة مثل جائزة الشرق لأفضل فيلم وثائقي التي مُنحت هذا العام ل"بنات أُلفة" للمخرجة التونسية "كوثر بن هنية".

ثمة وجه نظر أخرى ترى في ضم الأفلام العربية إلى المسابقات الدولية تبريزاً لها وتحفيزاً لصناعها للتوافق مع اشتراطاتها والارتقاء بمستوى اشتغالاتهم السينمائية إلى المستوى الذي يؤهلهم للتنافس على جوائزها. هذا يبدو مقبولاً بخاصة حين تشارك أفلام بمستوى الجزائري "ما فوق الضريح" لكريم بن صالح الحاصل على جائزة السيناريو، لكن القياس عليه قد لا يناسب بقية أفلام عربية لا تقل عنه قوة في جوانب أخرى، وبالتالي فأن تخصيص "مسابقة عربية" سيوفر لها فرصة أكبر للتنافس على نيل جوائزها، ولا يحرم الكثير منها، كما حُرم فيلم "مندوب الليل" لعلي كلثمي، من تكريم مستحق. التخصص الإقليمي لا يلغي أبداً من قوة وأهمية الأفلام المتسابقة فيها. يحصل هذا في مهرجانات عالمية تكرس عادة مسابقات لأفلام منطقتها الجغرافية دون سواها.

في الأحوال كافة ثمة تباين حاد في مستوى أفلام المسابقة، ما يقلل من قوتها ويعاكس طموحات المهرجان في أن يكون من بين أهم مهرجانات المنطقة، وفيلم "إخفاء صدام حسين" للعراقي الكردي هالكوت مصطفى واحدة من الأمثلة عليها. يُخبر الجمهور الحاضر لمشاهدته أنه قضى ما يقرب ١٢ عاماً لإنجازه، جُل الوقت قضاه في البحث على من يدله على علاء نامق الشخص الذي أخفى صدام حسين في بيته خلال مطاردة الأمريكان وبحثهم عنه. المُشاهدة لا تشي بهذا الادعاء فالمنجز السينمائي المقدم لا يتعدى مقابلات مع "بطله" الذي يحكي خلالها تفاصيل تجربته الشخصية في إخفاء صدام حسين، مصحوبة بمَشاهد مُمثلة تعيد تجسيد ما يسرده شفاهاً باشتغال سينمائي رديء، يقارب رداءة الفكرة التي يريد بها "قراءة" شخصية صدام حسين تاريخياً، رغم ما يدعيه من أن هاجسه السينمائي الأول هو رسم بورتريه سينمائي ل"نامق" الذي غامر بحياته من أجل حماية رئيسه فترة من الزمن قبل أن يوشي به رجل مقرب منه ويسلمه للأمريكيين. فيلم هلكوت دعائي، ينشد تحسين صورة ديكتاتور، وتبرير كل جرائمه الشنيعة التي ارتكبها ضد العراقيين وغيرهم ومن بين أكثرها إيلاماً مجازر حلبجة والأنفال ضد الأكراد، التي يحاول النص السينمائي تجاوزها رغبة منه في التقارب مع مزاج شعبي عام يميل إلى تمجيد الطاغية من دون معرفة حقيقته، وهذا ما فعله فيلمه حين أراد أن يُلغي تاريخاً طويلاً من التوحش، بحجة النظر إلى التجربة الشخصية بوصفها مادة درامية جديرة بالتجسيد السينمائي بأسلوب "ديكودرامي". تلقين "البطل" وتحفظيه للنص المُراد نقله للمُشاهد أفسد عفوية السرد كما أفسد تمثيل المشاهد الملازمة للتوثيق المنجز كله، ومع كل هذه الرداءة السينمائية يأتي السؤال الملحاح: لماذا تضم المسابقة الرسمية فيلماً بهذا السوء على المستويين الفكري والفني؟

كانت ملاحقة برامج العروض والتوافق معها من المشاكل التي يواجهها الصحفيون والنقاد وغيرهم من الجمهور الراغب بمشاهدة أكبر عدد من الأفلام. فالمسافة البعيدة الفاصلة بين عروض قاعات السينما في "ريد سي مول" ومقر المهرجان في فندق "ريترز" الذي يخصص قاعات له لعروض أخرى تتعارض أوقاتها غالبا مع أوقات الأفلام المعروضة في المكان البعيد وبالتالي يخسر النقاد والصحفيون أمكانية التوافق مع برمجة العروض التي المُتسمة بتقاطع أوقاتها، بسبب حصر عرض الأفلام في أوقات ما بعد الظهيرة، وفي هذه الحالة يمكن حل التداخل الزمني بتخصيص أوقات الصباح لعروض الصحفيين والنقاد دون غيرهم، كما يجري في الكثير من المهرجانات السينمائية العالمية. وعلى مستوى آخر يستغل المهرجان بشكل جيد بقية الأوقات الصباحية والظهيرة بنشاطات مهمة مثل "السوق" وندوات الضيوف من ممثلين كبار وأسماء سينمائية مهمة تمنح الدورة والمهرجان عموماً تميزاً، لطابعها الاحتفالي أولا ولأهمية الأسماء الحاضرة فيها تالياً، والتي لا تكتمل مبررات تواجدها إلا بحضور جماهيري ينشده المهرجان، ولتقويته عليه العمل أكثر على تقريب جمهور مدينة جدة من مهرجانهم العالمي.

………………………

داخل إطار

الجوائز

جائزة الشرق لأفضل وثائقي:

تُمنح لأفضل فيلم وثائقي في المنافسة – جائزة بقيمة $10,000

الفائز: كوثر بن هنية، عن فيلم "بنات ألفة".

جائزة النجم الصاعد من شوبارد:

الفائز: نور الخضراء.

جوائز مقدمة من فيلم العُلا:

أفضل فيلم من اختيار الجمهور:

جائزة بقيمة $50,000

الفائز: فيلم "فاقد الأمل"، من كوريا الجنوبية.

أفضل فيلم سعودي:

جائزة بقيمة $50,000

الفائز: فيلم "نورة"، من المملكة العربية السعودية.

مسابقة البحر الأحمر للفيلم القصير

اليُسر الفضي: فيلم "حقيبة سفر" من إخراج "سامان حسین بور" و"آكو زاندكاريمي"

جائزة بقيمة $12,500

اليُسر الذهبي: فيلم "بتتذكري" من إخراج "داليا نملش".

جائزة بقيمة $25,000

مسابقة البحر الأحمر للفيلم الطويل

أفضل إنجاز سينمائي:

الفائز: فيلم "نذير شؤم" من إخراج "بالوجي"

أفضل ممثل:

الفائز: صالح بكري، من فيلم "الأستاذ".

أفضل ممثلة:

الفائز: منى حوا، من فيلم "إن شاء الله ولد".

أفضل سيناريو:

جائزة بقيمة $10,000

الفائز: فيلم "ما فوق الضريح"، من إخراج "كريم بن صالح".

أفضل إخراج:

جائزة بقيمة $10,000

الفائز: شوكير خوليكوف، عن فيلم "الأحد".

جائزة لجنة التحكيم:

جائزة بقيمة $10,000

الفائز: فرح النابلسي، عن فيلم "الأستاذ".

جائزة اليُسر الفضي لأفضل فيلم طويل:

جائزة بقيمة $30,000

الفائز: فيلم "عزيزتي جاسي"، من إخراج "تارسم سينج داندوار"

جائزة اليُسر الذهبي لأفضل فيلم طويل:

جائزة بقيمة $100,000

الفائز: فيلم "في ألسنة اللهب "من إخراج "زارّار كان".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مشهد بصري لشاعر يتلهّى ويستأنس بالكلمات والصُّور الشعرية

الأثر الإبداعي للكتب السينمائية المترجمة ملف "السينمائي" الجديد

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

مقالات ذات صلة

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية
سينما

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

المدىياسر كريم مخرج شاب يعيش ويعمل حاليا في بغداد، حصل على بكالوريوس علوم الكيمياء من الجامعة المستنصرية. ثم استهوته السينما وحصل علي شهادة الماجستير في الاخراج السينمائي من Kino-eyes, The European movie master من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram