اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: ليست البصرة بقرة إنتخابية

قناطر: ليست البصرة بقرة إنتخابية

نشر في: 16 ديسمبر, 2023: 09:15 م

طالب عبد العزيز

يبدو أنَّ السيد نوري المالكي قرأ جملة الجاحظ عن أهمية وقيمة البصرة التاريخية، التي نقلها عن الخليفة المنصور حين قال:" لو ضلّت البصرة لوهبتُ الكوفة لمن يدلني عليها" وربما تصح مقولة البصريين: لو جاع العراق لكانت البصرة مصدر معيشته.

وفي بصمة صوتية للسيد المالكي وضمن حملته الانتخابية راح يحشِّدُ جماهير البصرة،ويدعوهم لانتخاب قائمته، مؤملاً إياهم بالرغد، والحياة السعيدة، والمستقبل المشرق إنْ صوتوا لصالح تحالفه، وانتخبوا أعضاء قائمته (الاطارية) مشنعاً على حكامها السابقين والحاليين ما فعلوه بها من خراب وسرقات ومشاريع فاشلة.

وتخبرنا مواقع التواصل بأنَّ المدينة تدخل الصراع الانتخابي بكامل أهميتها، فهي مقصد المتصارعين ليس من أجل عينيها، وعيون اهلها، إنما لأنها خِرجُ، الدراهم وكيس المال الأعظم، وأنَّها مصدر ما خسروه في حملاتهم، وما يريدون استعادته ليس إلا. معلوم أنَّ السيد المالكي لم يزر البصرة إلا مرات نادرة، أشهرها زيارته في صولة الفرسان، حين هدد الصدريون حكمه- يعلم الله كم يبلغ كرهه لها- لكنَّ البصريين لم يروا من حكومته إلا ما رأوه نمن سبقه، كلهم يريدون البصرة بقرة لحليبهم .كنتُ ذات يوم في مجلس، فسمعت محافظها المرحوم محمد مصبح الوائلي يقول:" في اجتماع المحافظين كان السيد المالكي يسخر منّي فهو يعيب عليَّ لفظتي لكلمة البصرة فيقول لي: (بصرا بصرا) حيث يُعرفُ عن البصريين أنَّهم يعظِّمون شأنَ مدينتهم فينطقون البصرة ( بصرا) بحبٍ جم فم مفتوح.

لسان حال البصريين يقول بأنهم ما أن تخلصوا من قبضة حكم التكارتة حتى وقعوا في قبضة حكم الفراتيين(كربلاء والنجف) لكن، فاختلاف الموجهات. ولست هنا مدافعاً عن أسعد العيداني، الذي جاء كمنقذ من حكم المحافظ النصراوي( جماعة الحكيم) ولم التقه يوما، وما كلّمني مرةً، وليس له من فضلٍ عليّ، لكنَّ المشهد البصري اليوم ينطق بأكثر من مثابة لصالحه، فالمدينة التي كانت عيباً حضارياً في البناء والسكن والشوارع وشبكات الصرف وو.. تغيرت صورتها على يده، ووجد البصريون في ظل حكمه شيئاً من مدنية وتحضر وسعة في العيش، نعم، قد لا يمثل الطموح كله، لكنه يمثل الامل، ولولا صراع الاضداد في بغداد والنجف وكربلاء لربما تمكن من لجم المليشيات(آفة البلاد من زاخو للفاو) ولتمكن من سلاح العشائر، وأستعاد السيطرة على المنافذ الحدودية والموانئ والجمارك وأوقف تهريب النفط، ونحن نعلم أنَّها مجتمعةً من صنع رجال أحزاب الفرات الاوسط.

منذ سنوات يجري الحديث عن إقامة محطة تحلية لمياه البحر في البصرة، الحلم البصريّ الذي ينقذ المدينة إن تحقق، بسبب قلة إطلاقات نهري دجلة والفرات، والشح في المياه بعامة، لكنَّ الارادة البصرية رهينة الاحزاب تلك، وكلنا نتذكر لحظة إيقاف السيد العيداني توقيع العقد بانشائه مع شركة شنغهاي الصينية، حيث جاءه الامرمن بغداد(الكاظمي) بإيقاف التوقيع. اليوم يجري الحديث عن شركة اسمها (شركة الرضا) صاحبها عباس اسد، لم يسمع بها أحد، لكنها شريك مع باي وتر البريطانية المتخلفة إزاء كبريات الشركات العالمية في الاختصاص هذا. المشكلة أنَّ شركة الرضا تحظى بتصويت مجلس الوزراء، لتنفيذ مشروع تحلية ماء البحر في البصرة، وهناك ضغوطات فرات اوسطية لتمشية العرض، من دون عروض الشركات العالمية المتخصصة، بمعنى أنَّ البصريين ومن مالهم لا يحق لهم تنفيذ مشروع ماء يضمن لهم ولأجيالهم حياة نقية كريمة، هؤلاء الذين يقترحون على أهلنا مشاريعهم ويريدون سلبهم حقهم فيها هم الذين يطمعون بتلسم حكومتها، ويريدون أن يتسيدوا أمرنا. البصريون بحاجة الى موقف بصري صريح وقوي وشجاع لانهم يملكون كيس مال العراق كله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Anonymous

    البصريون يعرفون جيدا هذه الحقيقة، أن مدينتهم (بقرة حلوب) لكنهم أقلية ضعيفة أمام الغزو وكل المناصب الحكومية في المدينة تدار من غير البصرين منذ عشرات السنين،

  2. عدي باش

    (قبضة حكم الفراتيين) أحكمت سلطتها حتى على جيرانها الجنب ، فعَم الخراب بها بحيث قضى على الحرث و النسل .. العيداني أحد (لكمات)ها !

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram