الكاظمية (بغداد) 964
تجوّلت كاميرا شبكة 964 في محلة النعش خانة، التي تعدّ واحدة من أقدم محلات مدينة الكاظمية، والتي تحافظ على طرازها المعماري القديم، حيث الأزقّة الضيّقة والمنازل المُشيّدة بالآجر والجص، فيما تحدّث باحث مختص عن أصل التسمية وتاريخها، والقضية التي فجرتها فتوى رجل الدين هبة الدين الشهرستاني أواخر حكم الدولة العثمانية.
التفاصيل:
تقع محلة النعش خانة في الجانب الغربي من مدينة الكاظمية، وهي واحدة من المحلات القديمة التي لا يزال أهلها يحافظون على علاقاتهم الاجتماعية والتواصل فيما بينهم.
حيدر جبوري – أحد سكنة المحلة، لشبكة 964:
كانت المنطقة هذه تستقبل الجثث القادمة من خارج العراق، من كل الطوائف، لأن الإمام الكاظم للجميع، كانت الجثث تُدفن هنا أيضاً بسبب عدم مقدرة البعض من الذهاب إلى النجف أو كربلاء.
حرص الكثير من الناس على أن الإتيان بجنائز ذويهم إلى الإمامين الكاظم والجواد، قبل الدفن في النجف.
أهالي المنطقة متحابّون طيّبون متآلفون، وأتذكر حادثة حصلت في عائلتي، عندما توفي عمي في العام 1979، وكان أحد شباب المنطقة يُحضّر للزواج في اليوم نفسه، فقامت عائلته بالاستئذان من جدي وأتمّوا مراسم الزواج من دون مظاهر الفرح والاحتفال.
صباح السعدي – باحث في التراث، لشبكة 964:
اسم المحلة يُفسّر معناه، فكلمة (خان) تعني المكان، وكلمة (نعش) تعني الجنازة، وبالتالي فالمعنى هو مكان الجنائز، وقديماً عندما كانت الجنائز تأتي من إيران وأفغانستان وتركيا كانت تزور الإمام الكاظم قبل متابعة مسيرها إلى النجف، وكان مستقرّها في هذه المنطقة.
فرضت الدولة العثمانية، في ذلك الوقت، ضرائب على ذوي الموتى القادمين من الخارج، ومع ذلك كانت الجثث تدخل بطريقة "القچق"، حتى أن العلامة هبة الدين الشهرستاني أفتى بحرمة أن تقطع الجثث هذه المسافات الطويلة، لأنها تتفسخ وتسبب انتقال الأمراض السارية، وفي حينها كان مرض الطاعون منتشراً في العالم.
وكان الجباة يجنون أموالاً كثيرة من الضرائب، ولذلك حاربوا الشهرستاني بعد الفتوى، وتم إيقاف مجلته (العلم) التي كان يصدرها، واضطر للخروج من العراق، قبل أن يعود ويُدفن في الحرم الكاظمي.