ذي قار/ حسين العامل

كشف مكتب مفوضية انتخابات ذي قار عن مشاركة اقل من 30 بالمئة من الناخبين بعملية الاقتراع الخاصة بانتخابات مجالس المحافظات، وبذلك تسجل ادنى نسبة مشاركة مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة، فيما تحدثت منظمة تموز المشاركة برقابة الانتخابات عن اقل من 25 بالمئة وعزوف اكثر من 75 بالمئة معظمهم من الناخبين الشباب.

وقال مدير اعلام مكتب مفوضية انتخابات ذي قار رائد عزيز لـ(المدى)، إن "نسبة التصويت العام في انتخابات مجلس محافظة ذي قار بلغت 29.977 % اذ بلغت اعداد الناخبين المصوتين 283.364 ناخبا".

مبينا ان "استخراج نسبة المصوتين تم بالاعتماد على عدد المواطنين المسجلين في سجل الناخبين والحاصلين على بطاقة الناخب والبالغ عددهم 945 الف و258 ناخبا وليس من اصل عدد الناخبين الافتراضي البالغ مليون و465 الف ناخب في ذي قار والذي يشمل كل من اتم سن 18 عاما فما فوق ويحق له التصويت".

مشيرا الى ان "عدد المراكز الانتخابية بلغ 473 مركزا انتخابيا منها 452 مركزا للتصويت العام والبقية للتصويت الخاص وبواقع 2229 محطة اقتراع للتصويت العام و75 محطة للتصويت الخاص".

وتحدث عزيز عن "سير العملية الانتخابية بصورة جيدة"، مبينا ان "ما برز من اعطال في بعض الاجهزة والمخالفات التي ظهرت تم تجاوزها والسيطرة عليها في الوقت المناسب".

ومن جانبه قال مدير مكتب منظمة تموز في محافظة ذي قار رزاق عبيد طاهر لـ(المدى) ان "الانتخابات المحلية في ذي قار شهدت عزوفا كبيرا وقد سجلنا نسبة مشاركة تقدر باقل من 25 بالمئة"، مبينا ان "الاقبال على صناديق الاقتراع في مركز مدينة الناصرية كان ضعيفا وهو بخلاف القرى والارياف ولاسيما في مناطق الاهوار اذ شهدت اقبالا ملحوظا".

لافتا الى ان "مناطق قضاء سوق الشيوخ وناحية الفضلية ومناطق ضواحي مدينة الناصرية واحياء خلف طريق المرور السريع كانت الاقل اقبالا على صناديق الاقتراع"، منوها الى ان "العزوف الاكبر كان بين شريحة الشباب حيث لوحظت المشاركة الاكبر لكبار السن".

وعزا مدير مكتب منظمة تموز اسباب العزوف الى "جملة من الاسباب من بينها القانون الانتخابي الذي اعتمد نظام سانت ليغو 1.7 غير المشجع لمشاركة واسعة بالانتخابات"، واردف "وكذلك المزاج الاجتماعي العام غير الواثق بالسياسة العامة لإدارة البلاد التي افضت الى تفشي البطالة بين اوساط الشباب وسوء الاوضاع الاقتصادية ونقص الخدمات، ناهيك عن مقاطعة التيار الصدري وقطاعات واسعة من التشرينيين للانتخابات".

وعد ظاهر "نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية هي الادنى مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة المتمثلة بخمس دورات انتخابية برلمانية ودورتين سابقتين لمجالس المحافظات".

وتحدث ظاهر عن تسجيل عطل 6 اجهزة في مراكز اقتراع متفرقة في مناطق المنار والاصلاح وتلافي ذلك واعادتها الى الخدمة بعد ساعتين من ظهور الخلل، مبينا ان "منظومة الخط الناقل للمعلومات عملت بكفاءة أكثر في التصويت العام وهو بخلاف ما حصل في التصويت الخاص الذي شهد تلكؤ تلك المنظومة".

ومن جانبها تشير تكهنات المراقبين للشأن السياسي الى تصدر الاحزاب المتنفذة بالسلطة لنتائج انتخابات مجلس محافظة ذي قار وحصول الاحزاب الناشئة على مقاعد محدودة في الانتخابات المذكورة.

وكان مدير مكتب انتخابات ذي قار فلاح الموسوي افاد في (مطلع تشرين الثاني 2023) بان "عدد المرشحين لانتخابات مجلس محافظة ذي قار يبلغ 331 مرشحا بواقع 87 مرشحة و244 مرشحا من 12 كيانا وتحالفا انتخابيا ومرشحين اثنين من المستقلين ترشحا بصورة فردية"، مبينا ان "المرشحين يتنافسون على شغل 18 مقعداً".

وشهدت اعداد الناخبين المسجلين في سجل الانتخابات في محافظة ذي قار زيادة كبيرة تقدر بنحو 500 الف ناخب خلال الاعوام الـ 13 الماضية اذ بلغت اعدادهم خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2010 أكثر من 969 ألف ناخب مقارنة بأعدادهم الحالية البالغة مليون و 465 الف ناخب.

وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت في حزيران المنصرم عن تأجيل انتخابات مجالس المحافظات إلى 18 كانون الأول بعد أن كانت مقررة في 6 تشرين الثاني من دون ان تبرر سبب التأجيل.

وكان مقررا إجراؤها في العام 2018، تزامنا مع الانتخابات البرلمانية حينها، لكن أرجئت أكثر من مرة، اثر تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة لمجالس المحافظات ما اضطر مجلس النواب الى التصويت في نهاية تشرين الاول 2019 على حلّ تلك المجالس وإنهاء عملها، على أن يتولى البرلمان الإشراف والمراقبة على المحافظين لحين إجراء الانتخابات.

وكان حل مجالس المحافظات من ابرز مطالب المتظاهرين المشاركين في تظاهرات تشرين الذين يرون انها تشكل ارضا خصبة للفساد وتقاسم مغانم السلطة وفق المحاصصة الحزبية وعلى حساب المصلحة العامة.

وفي نهاية آذار 2023، صوّت مجلس النواب على التعديل الثالث لقانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي، وفيما حدّد نهاية هذا العام موعداً لإجرائها، اعتمد نظام سانت ليغو 1.7، والذي تراه القوى والأحزاب السياسية الناشئة والمستقلين أنه فرصة لتعزيز نفوذ الأحزاب الكبيرة على حسابهم.

وتعد محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية (375 كيلومتر جنوب بغداد)، التي تضم نحو مليونين و300 الف نسمة، رابع محافظة عراقية من حيث عدد الناخبين بعد بغداد والبصرة ونينوى، إذ سيصوت الناخبون في المحافظة نهاية العام الجاري لاختيار أعضاء مجلس المحافظة في دورته الانتخابية المقبلة.