متابعة المدى
استضاف ملتقى الصابونجي الثقافي الأمسية الثقافية التي حملت عنوان "الفن التشكيلي العراقي في المهجر" والتي القاها الفنان التشكيلي سلام الشيخ. الامسية التي ادارها الدكتور محمد ثابت البلداوي دارت موضوعاتها حول تجارب الفنانين التشكيليين العراقيين في المهجر كأفراد ومجموعات تأثرت مسيرتها الحياتية والمهنية بأوضاع وطنهم الأم منذ عقود، فبين الانفرادية الذاتية وبين التشابه الشمولي في الظروف الوضعية تبرز أمامنا كثير من التساؤلات المنطقية عن مسببات الهجرة من الوطن الام الى بلدان أخرى.
وتناول المحاضر خصوصية الاغتراب عند الفنانين ومؤثراته على نتاجهم الابداعي وفيما إذا سيختار الفنان العودة إلى وطنه بعد ان اسس مشاريعه الفنية في بلدان المهجر بحيث أمسى العراق بعيدا جغرافيا وقريبا جدا روحيا فهو وتراثه مرجع في استنباط ينابيع الالهام والأحلام .
وفد تطرق الفنان في تلك الامسية ٢٠٢٣ وبحضور عدد كبير من المتابعين من أبناء الجالية العراقية والعربية ووسائل الإعلام والصحافة، إلى تاريخ الفن التشكيلي العراقي الحديث والمعاصر منذ تأسيسه وإلى اليوم وتميزه عن الفن التشكيلي في العالم المشرقي والعربي والغربي . فقد بلغ ذروته في عقد السبعينيات من القرن العشرين من حيث النشاط وتنويع الإبداع التشكيلي على الرغم من التوجهات السياسية التي بدأت تحد من حرية الرأي والتعبير مما تسبب في هجرة ونفي عدد كبير من الفنانين والكتاب المبدعين المهمين . ولكن بفترة قصيرة استعاد هؤلاء قواهم للتواصل والتنسيق فيما بينهم واستعادة تجمعاتهم الثقافية والفنية والأدبية من جديد وأسسوا (رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين) التي التأمت في بيروت عام ١٩٨٠ ، وأصدرت مجلة (البديل) وبجهود شخصية كانت المجلة منبرا لخيرة كتاب وفناني المنفى وساهمت في نشر النشاطات الثقافية والفنية، كما نشطت في كشف سياسة النظام الدكتاتوري التعبوية في حروبه المدمرة في عقد الثمانينيات وما بعدها .
واشار الفنان سلام خضر الشيخ إلى شهادات زملائه من التشكيليين العراقيين في الصحافة والاعلام عن تجاربهم المنجزة المتقدمة في أساليب وطرق الفن التشكيلي العالمي المعاصرة واصالتها ومسعاهم في البحث وايجاد هوية واضحة المعالم ضمن حركات العالم الفنية، والواضح ان تمازج اجناس الفنون المختلفة قد ولد تنوعا فريدا من نوعه رفد كما وعددا النتاجات الفنية، فالفنان التشكيلي والمسرحي والسينمائي والموسيقي والأديب هدفهم إخراج صورة عراقية في المهجر تعيد لبلد الحضارات مكانه في العالم ، صورة للجمال والحب والسلام وليس للعنف والحروب . واختتمت الندوة بمداخلات من الحضور ونقاشات عن حاضر ومستقبل الحركة التشكيلية العراقية.