بغداد/ المدىقبل ايام من الاعلان الرسمي عن انتهاء العمليات القتالية للقوات الأميركية في العراق، تعرضت مناطق متفرقة من البلاد الى هجمات منسقة استهدف أغلبها مراكز الشرطة والحواجز الامنية. ويأتي ذلك في وقت مازال الفراغ السياسي قائما اثر اخفاق الكتل السياسية في انهاء ازمة الحكومة. واستهدفت التفجيرات مراكز الشرطة في بغداد والموصل والبصرة وكربلاء والكوت، فيما شهدت مناطق اخرى استهداف حواجز امنية.
وعلى ما يقول الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد فان القاعدة تبعث برسائل تتزامن مع الانسحاب وتفيد بعدم رغبتها بخروج القوات الأميركية. وتابع:"الاحتمالات مفتوحة لكن الاجهزة الامنية مستعدة لقادم الايام".وتعذر التوصل الى حصيلة نهائية لعديد الضحايا بسبب التقديرات الرسمية المتباينة، وبلوغ الاصابات لدى عدد من الجرحى الى مستويات خطيرة، بيد ان الاجهزة الامنية ابلغت (المدى) حتى ساعة اعداد هذا التقرير ان الحصيلة وصلت، على الاقل، الى 72 شهيدا و اكثر من مائتين وخمسين جريحاً.واثر التفجيرات اخلت القيادة العامة للقوات المسلحة اغلب مراكز الشرطة والانتقال الى المقرات البديلة، وذلك نتيجة للتفجيرات الانتحارية التي استهدفت مراكز للشرطة بسيارات مفخخة.الاوامر صدرت نتيجة ورود معلومات استخبارية تؤكد استهداف اغلب مراكز الشرطة ورجال الشرطة ودوريات الشرطة من قبل الارهابيين، على ما يقول مصدر امني لـ(المدى).حجم التفجيرات دفع قادة عسكريين الى الدعوة سريعا لدعم القوات الامنية وتمكينها من سد فراغ ما بعد الانسحاب. فيما أبدى مراقبون انزعاجهم من تأخر تشكيل الحكومة، معتبرين ان الازمة أرهقت الشارع العراقي واثرت كثيرا على الوضع الامني.واختارت الجماعات الارهابية توقيت التفجيرات ليتزامن مع استعداد الرئيس الأميركي لالقاء خطاب وصف بالمهم حول الوضع في العراق، يتوقع ان يعلن فيه"حجم النجاح المتحقق في العراق".وتحدثت (المدى) امس الاربعاء مع نواب عراقيين حول تداعيات التفجيرات، وقالوا ان الكتل السياسية في وضع حرج نتيجة تدهور الاوضاع في الشارع، وان على الجميع التحرك سريعا لتشكيل الحكومة. وعلى ما تقول مصادر امنية مطلعة لـ(المدى) ان تنظيم القاعدة يقف وراء التفجيرات، فيما وردت انباء غير مؤكدة تفيد ان ضباطا ينتمون الى حزب البعث مقيمون في احدى دول الجوار متورطون في ارسال سيارات مفخخة الى البلاد. وفي تفاصيل التفجيرات المتزامنة، استشهد العشرات واصيب المئات من المدنيين وعناصر الشرطة أثر تفجيرات استهدفت مراكز الشرطة في الصليخ ببغداد وكربلاء والبصرة والموصل والرمادي والكوت، وجاء اغلبها عن طريق انتحاريين استخدموا مادة الـ "تي ان تي".
رمق ما قبل الانسحاب:هجمات منسقة على الشرطة لإعاقة خروج القوات الأميركية
نشر في: 25 أغسطس, 2010: 09:23 م