ترجمة: عدوية الهلالي

في الثالث من كانون الاول الجاري، تم اطلاق فيلم (ونكا) في دور العرض العالمية وهو من أكثر الأفلام المنتظرة نهاية العام وألذها أيضًا، لأنه يتحدث عن فن صناعة الشوكولاتة. وهذا الفيلم الروائي مقتبس من من ملحمة ملك أدب الاطفال رولد دال التي تحمل عنوان "تشارلي ومصنع الشوكولاتة".

ويروي الفيلم قصة مخترع غريب الأطوار، متخصص في الشوكولاتة وقد انتقلت هذه الشخصية التي ولدت قبل ستين عاما الى السينما مرتين، فبعد مرور ثمانية عشر عامًا على تجسيد النجم جوني ديب لها، يرتدي تيموثي شالاميت زي البطل الجميل الذي كانت رحلته مليئة بالمزالق وقد تم تصميم هذا الزي خصيصًا لأحدث صيحات هوليوود.

ويمثل تيموثي شالاميت نسخة مهذبة لصانع الشوكولاتة النابض بالحياة من رواية (تشارلي ومصنع الشوكولاتة) في واحد من أكثر الأفلام العائلية المنتظرة لهذا العام ضمن افلام عيد الميلاد.. ويصل البطل في الفيلم الى مدينة خيالية من دون أن يملك قرشا واحدا فيحاول بيع الشوكولاتة السحرية في متاجر "جاليري جورميه" الفخمة.

وتدور أحداث الفيلم قبل عدة عقود من الرواية البريطانية الشهيرة التي تم تحويلها بالفعل إلى السينما (في عام 1971، ثم في عام 2005 بواسطة تيم بيرتون مع جوني ديب) أو كفيلم موسيقي. وبعد أن يترك البطل ويلي ونكا انطباعًا قويًا لدى اصحاب العمل من خلال الكشف عن أحدث إبداعاته وهي الشوكولاتة الطائرة، سيجد نفسه أسيرًا لدى غاسلة الملابس السيدة سكربيت (أوليفيا كولمان)، التي استعبدت عصابة من الفقراء، بما في ذلك فتاة صغيرة محببة تدعى نودلز..

وهنا تبدأ المغامرة التي ستشهد تحدي ونكا لعصابة هائلة من صانعي الشوكولاتة الذين يسيطرون على المدينة. وسيتعين على ويلي ونكا الاعتماد على مساعدة "أومبا لومبا"، هذه الشخصيات ذات المزاج السيئ التي تم اختراعها لاضفاء الفكاهة والغرابة على الفيلم، ويلعب دوره النجم (هيو جرانت). ويمزج فيلم (ونكا) بين الكوميديا الموسيقية ومشاهد المغامرة، ويعتمد بمرح على رواية رولد دال ويظل مخلصًا لها تمامًا، فيتأرجح بين الرقة والخيال، مع لمسة من الفكاهة.

اما بطل الفيلم الممثل الفرنسي الأمريكي تيموثي شالاميت، 27 عامًا، فيعد أيقونة الموضة ومحبوب هوليوود، وهو الذي يرتدي الرداء الأرجواني للنجم الرائع ويلي ونكا حيث يلعب دور ويلي ونكا الأكثر سلاسة وأقل قتامة من الشخصية التي لعبها جوني ديب في فيلم تيم بيرتون.

وقد كان المخرج بول كينج وراء اختياره والرهان عليه، وكان كينج قد قام بالفعل بتحويل رواية كلاسيكية اخرى من أدب الأطفال، وهي (بادينغتون) إلى فيلم، ويقول منتج فيلم (ونكا) ديفيد هيمان عنه: "في هذه الأوقات المظلمة والمضطربة، سنقدم فيلما ساخرًا ودافئًا ويجعلك تشعر بالسعادة"، وكان هذا المنتج البارز، وراء انتصار فيلم (باربي) في الصيف الماضي، وكذلك سلسلة افلام هاري بوتر.

وإلى جانب نيكولاس كيج ومات ديمون، من بين آخرين، تم مؤخرا ترشيح تيموثي شالاميت للتو في فئة "أفضل ممثل في فيلم كوميدي" في حفل توزيع جوائز جولدن جلوب لعام 2024.

وعلى الرغم من وجود نسختين من فيلم "تشارلي ومصنع الشوكولاتة"، وهما "عملاق كبير جيد" لسبيلبرج (2005)، و"السيد فوكس الرائع" للمخرج ويس أندرسون، اضافة الى فيلم "ماتيلدا" وجيمس والخوخة العملاقة، يبدو أن السينما لم تستنفد روايات رولد دال أبدًا..

ويؤكد المنتج ديفيد هيمان قائلا ان رولد دال هو مؤلف "لا يحتقر الأطفال"، وبعد ثلاثة عقود من وفاته، وعلى الرغم من بعض الجدل حول إعادة الكتابة الهامشية لبعض الروايات في النسخة الأصلية لإزالة المفردات التي قد تعتبر مسيئة، فإن أعماله لا تزال تستحق تحويلها الى افلام تحصد الجوائز.

ويعتبرهذا الفيلم مثاليا لعيد الميلاد مع مشاهد سحرية وغناء ورقص وشخصيات ملونة، بما في ذلك (هيو جرانت)، المذهل في شخصية أومبا لومبا التي يقول عنها الممثل البريطاني: "الدور هو بمثابة استنكار للذات بالنسبة لي. أنا ممتن جدًا للمخرج لأنه حدد ما كان سخيفًا في داخلي وخلق دورًا من ذلك". وعندما عُرض الفيلم للمرة الأولى في باريس، كان له مفعول السحر بشكل واضح على المشاهدين.