علاء المفرجي
أقدم مهرجان الجونة السينمائي في دورته السادسة على منح جائرة "الإنجاز الإبداعي" للمخرج المصري مروان حامد، ويأتي ذلك اعترافاً بمسيرته السينمائية الحافلة ومساهمته الجادة في رسم مشهد صناعة السينما المصرية والعربية المعاصر، وذلك من خلال أعمال متنوعة شكّلت نقلة فنية وتجارية في السنوات الأخيرة، فأصبح حامد من أهم المخرجين في مصر والعالم العربي، وبات يُعتبَر مؤسسة فنية متكاملة، تتولّى الإنتاج والإخراج وعرض المهرجان فيلم قصير عن أبرز أعمال مروان حامد.
وتمتد مسيرة مروان حامد الفنية لأكثر من 20 عاماً، وتشمل إلى جانب الإخراج، الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، بالاضافة إلى إخراج العديد من الإعلانات التجارية والأفلام الوثائقية القصيرة.
تخرّج مروان حامد في المعهد العالي للسينما عام 1999، وعمل مساعد مخرج لشريف عرفة، قبل أن يبدأ مشواره الفني بالفيلم القصير "لي لي" المقتبس من قصّة قصيرة ليوسف إدريس. ولاقى الفيلم نجاحاً باهراً، فائزاً بالعديد من الجوائز الدولية، ومنها جائزة الجمهور في مهرجان كليرمون فيران، والجائزة الذهبية من أيام قرطاج السينمائية، والجائزة الفضية من مهرجان ميلانو للسينما الإفريقية.
في 2006، أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة: "عمارة يعقوبيان". سيناريو وحيد حامد اقتبسه عن الرواية الأكثر مبيعاً لعلاء الأسواني. وضم الفيلم، الذي اعتُبر أضخم الانتاجات المصرية في ذلك الوقت، عدداً كبيراً من النجوم، من بينهم عادل إمام ونور الشريف ويسرا. وقال حامد عن هذا الفيلم:" وتحدث عن فيلم "عمارة يعقوبيان" وقال بأنه في البداية الاتفاق بين الشركة المنتجة والمسئولين عن العمارة فشل في الموافقة على تصوير الفيلم داخل العمارة، ووجدوا عمارة أخرى تشبه العمارة الأصلية وهى تشبه قصة الفيلم أكثر من العمارة الأصلية."
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين، أعقبه المشاركة في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية منها مهرجان معهد السينما الأمريكية، ومهرجان لندن السينمائي، كما أقيم عرض خاص له في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. فاز الفيلم بالعديد من الجوائز: أفضل مخرج روائي جديد في مهرجان ترايبيكا السينمائي، والجائزة البرونزية في مهرجان مونتريال للسينما العالمية، وجائزة العين الذهبية في مهرجان زيورخ السينمائي، والجائزة الكبرى في مهرجان معهد العالم العربي (فرنسا).
بعد "عمارة يعقوبيان" الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، قدّم حامد مجموعة من أهم الأفلام المقتبسة من أعمال أدبية ناجحة، من بينها: "الفيل الأزرق" (2014) عن رواية أحمد مراد. فاز الفيلم بعدد كبير من الجوائز من بينها جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان بروكسل الدولي للسينما الخيالية، كما حقق نجاحاً جماهيرياً ضخماً، حيث تخطّت إيرادات الجزء الثاني من الفيلم (2019) أكثر من 100 مليون جنيه، ليصبح أعلى الأفلام تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما المصرية في ذلك الوقت.
تنوّعت أعمال مروان حامد لتشمل أنواعاً سينمائية مختلفة، فقدّم الدراما النفسية في "الأصليين" (2017) الذي فاز بعدد من الجوائز منها جائزة أفضل مخرج في الدورة الـ38 من مهرجان فانتاسبورتو السينمائي الدولي (البرتغال). وقّدم أيضاً الجريمة والغموض في "تراب الماس" (2018).
عمل حامد مع مجموعة كبيرة من النجوم المصريين، وعلى رأسهم محمود عبد العزيز، في فيلم "إبراهيم الأبيض" (2009)، والذي قدّم فيه الأكشن وعالم الجريمة في الأحياء الشعبية. عُرض الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية من بينها مهرجان مونتريال للسينما العالمية.
أحدث أفلام مروان حامد هو "كيرة والجن" (2022) عن رواية "1919" لأحمد مراد. هذا الفيلم الذي ينتمي إلى الدراما التاريخية، يُعدّ الأضخم في السينما المصرية على مستوى الإنتاج، كما أنه حطّم الرقم القياسي في شباك التذاكر، متجاوزاً "الفيل الأزرق 2"، حيث بلغت إيراداته 120 مليون جنيه. عُرض "كيرة والجن" في قسم "لايملايت" داخل مهرجان روتردام السينمائي الدولي، وفاز بجائزة أفضل فيلم ضمن جوائز "جوي".