الموصل / سيف الدين العبيدي
تعد القهوة الشراب المفضل لكل العرب وبقيت في الصدارة للكثير من الدول العربية لغاية الآن، ولكن في العراق بدأت تقل بعد عام ١٩٣٠ بعد أن استطاع الإنكليز أن يفرضوا عادة شرب الشاي على مجتمعنا منذ ذلك الوقت وأصبح هو الشراب المفضل. لكن بقيت القهوة محافظة على مكانتها خاصة بين روادها، في مدينة الموصل يوجد الكثير من المحبين لها والعاملين بها منذ سنين، اخذت كمهنة ووراثة مثل قصي عبدالكريم القهوجي الذي ورث مهنة إعداد القهوة عن أبيه وجده منذ عام ١٩٤٢، ويعمل بها منذ أن كان صغيراً في داخل مدينة الموصل وخارجها.
ويقول عبد الكريم القهوجي في حديثه لـ(المدى)، إن "اعداد القهوة يختلف بين مدينة واخرى، وان اهالي الموصل يمتازون في اعدادها بطريقة خاصة وبكمية كبيرة من القهوة تضاف اليها قشرتها والتي تسمى بالوقت الحالي "بالنسكافيه" مع الهيل ، وتكون حبات القهوة على درجة عالية من التحميص".
ويضيف، أن "القهوة اليمنية هي الاجود في العالم وعند اعدادها لا تحتاج إلى أية إضافات وكان يستوردها في الماضي عن طريق الطلبة اليمنيين للفترة من ثمانينيات القرن الماضي ولغاية عام ٢٠٠٣ ، ومنذ ذلك الوقت توقف استيرادها مع تقليص مساحة زراعتها هناك"، واكد القهوجي ان "القهوة اليمنية سابقاً هي المفضلة لدى الموصليين واليوم أصبحت الحبشية".
ويوضح، أن "القهوة الحبشية هي التي تأتي من اثيوبيا واصبحت البديلة لليمنية وهي الأقرب لها في الطعم إلى جانب البرازيلية المتوفرة بكثرة والكولومبية، وقد ظهرت في الاونة الاخيرة طريقة القهوة "الجكليتية" التي تقدم في الأفراح والمناسبات".
ويكمل عبدالكريم، أنه "بعد التحرير اصبحت بعض العوائل الموصلية في الاعراس يقدمون القهوة الحلوة ، وهي ظاهرة كانت قديمة وعادت اليوم مرة أخرى"، لافتاً إلى أنه "رغم انتشار "الجايخانات" وشرب الشاي بكثرة الا ان القهوة مازالت محافظة على مكانتها لدى ذوق اهالي الموصل، ليس هذا فقط بل اصبح الشباب من الجيل الحالي له إقبال كبير على شرب القهوة و تجد اليوم في الاسواق والطرقات والمواقع الترفيهية تنتشر اكشاك صغيرة بأعداد كبيرة لبيعها، بالإضافة إلى ان الكثير من ابناء المحافظات العراقية يأتون لأخذ القهوة منه ،واكد ان ما يميز القهوة في الموصل عن غيرها هو في طريقة وضع المكونات فيها وفق نسب محددة".
ويذكر أن ٩٠٪ من الموصلين يفضلون القهوة المُرَة حتى مع انتشار "الجكليتية"، وان للقهوة فوائد مثل تنشيط الدورة الدموية والذاكرة وتعالج بعض الحالات منها مرض السكري وحتى السرطان من خلال شرب فنجان قبل الفطور الصباحي.