بغداد – 964
لا يصدق ثلاثة مراقبين للشأن السياسي العراقي أن قوى الإطار التنسيقي أبرمت اتفاقاً مسبقاً لنتائج الانتخابات المحلية على توزيع منصب المحافظ في مدن الوسط والجنوب، كما أنهم لا يتوقعون ظهوراً سريعاً وسلساً لنتائج التصويت.
ويقول هؤلاء، لشبكة 964، إن مدن البصرة وبغداد وديالى والأنبار ستشهد مفاوضات ساخنة بسبب نتائج غير متوقعة، وأن بعض القوى الخاسرة لن تغادر طاولة المفاوضات المرتقبة بسهولة، وقد تلجأ إلى "الفوضى".
وبحسب الخبراء، فإن قوى ناشئة تنشط بالباطن لصالح قوى كبيرة دعمتها في هذه الانتخابات ستكون "فرس الرهان" خلال المفاوضات، فيما تحدثوا عن "تنافس شرس" بين ائتلاف "دولة القانون" وحركة "عصائب أهل الحق" للظفر بالمناصب المحلية الرئيسية في المحافظات.
مؤيد العلي – باحث في الشأن السياسي، لشبكة 964:
نتائج التصويت ستحسم الأوزان وتحدد مسار التحالفات الضرورية لاختيار المحافظ بين قوى الإطار التنسيقي.
محافظات في الوسط والجنوب قد تشهد نتائج متقاربة بين القوى المتنافسة، وهذا سيعقد من المفاوضات خصوصاً مع الأحزاب التي رفضت النزول مع قوائم مشتركة قبل الاقتراع.
القوى السنية ستتنازع على منصب المحافظ، ولن تكون المفاوضات بينها سهلة بسبب استمرار تداعيات إبعاد محمد الحلبوسي من رئاسة البرلمان.
في الآونة الأخيرة، شهدت بعض التحالفات انسحابات وخروج مرشحين من قوائمهم، وهذا سيؤثر حتماً على الخارطة، لا سيما في المدن التي تتنافس فيها القوى السنية.
مخلد خازم، محلل سياسي، لشبكة 964:
نتائج الانتخابات هي من تحسم منصب المحافظ في جميع المحافظات؛ من يحصل على مقاعد أكثر سيفرض سطوته على المفاوضات، التي ستبدأ برئيس مجلس المحافظة.
لا نستطيع الجزم بأن هناك تقسيمة "متفقاً عليها" داخل الإطار التنسيقي، لأنه دخل للانتخابات بقوائم متفرقة، وكل حزب يبحث عن المنصب الذي يطمح إليه.
من المستبعد جداً أن تكون قوى الإطار قد تفاهمت على توزيع المناصب، حتى قبل إعلان النتائج ومعرفة الأوزان، لأنه من المستحيل منح شيء لقوى تخسر في الانتخابات، ولن يتنازل طرف فائز عن حصته لآخرين.
من المتوقع أن تشهد الأنبار وديالى، وبغداد مفاوضات معقدة ولن يكون اختيار محافظين لها سهلاً، لأن التنافس لم يعد مقتصراً على عدد محدود من القوى السياسية، كما في انتخابات 2013.
الكتل الكبيرة (مثل دولة القانون) ستواجه منافسة من قوى جديدة (مثل عصائب أهل الحق) لديها طموحات كبيرة بمنصب المحافظ، وقد تكون البصرة الأكثر تعقيداً في المفاوضات المرتقبة.
التيارات الجديدة والكتل الناشئة تريد فرض سيطرتها، وسيكون التفاوض معها صعباً لأن بعضها يمثل بالباطن كتلاً كبيرة دعمتها ودفعتها للتنافس في الانتخابات.
نتائج الانتخابات قد تتأخر فترة طويلة، بسبب ظهور مفاجآت قد تغير المعادلة السياسية، وامتناع قوى عن القبول بنتائج الانتخابات.
إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي، لشبكة 964:
الإطار التنسيقي دخل الانتخابات المحلية بقوائم؛ "نبني"، "ابشر يا عراق"، "دولة القانون"، بعد صفقة سياسية سبقت الانتخابات.
الإطار التنسيقي رغم الانقسام الذي عصف به، إلا أن الكتل تقاسمت المحافظات قبل بدء الانتخابات وبالتالي أية نتائج سيحققها أي طرف هي غير مهمة بالنسبة لهم.
التسريبات تشير إلى أن بغداد وكربلاء حُسمت لائتلاف دولة القانون، في حين ستكون ميسان وذي قار من حصة العصائب، بينما الحكمة تسعى للسيطرة على بابل وواسط، فيما تتقاسم التحالفات الأخرى بقية المحافظات.
لا مفاجأة ستكون في هذه الانتخابات ونتائجها ستكون متوقعة بشكل كبير، حتى بالنسبة للقوى الناشئة التي لن تحقق أي اختراق.
3 جهات تتقاتل على الظفر بمنصب محافظ البصرة؛ "دولة القانون"، العصائب، وطرف من خارج البصرة.
كركوك ستكون من المحافظات المعقدة، ونينوى ستذهب نحو ائتلاف "الحسم"، بينما "السيادة" وحزب "الجماهير" يتصارعان على صلاح الدين، في حين ستكون الأنبار من نصيب "تقدم".