علي لفتة سعيد
الى علي حسين
حين توضّأتَ بالحروف
كانت الصلاة قيامة
وكان الترتيل علامة الخشوع
لذا كان الصوتُ إمامَ الجماعة
وهو يصعد منصّةَ الاعتراضِ على المسكوت
لكنه حين رأى آيةً لم يأتِ بها ملَكٌ
أو ملِكٌ
أو حتى شيخ قبيلة
أخذ الغناء حشرجةَ النايات
واستعارة حنجرةً للغناءِ
وصاحَ على خشبة لم تنصب لمسرح
هل رأى الحبّ سكارى؟
فأعاد الصدى ترنيمةَ العددِ والمعدود
ليتردّد في الأرجاءِ
اصبر أيها الموعود
لا تجعل من سكوتِكَ مقصلةً
ولا من حرفكِ معضلةً
ولا المسافات ما يضمّخ المنايا
فالجميع سنكون ذات يوم على قارعة الطريق
نوزّع الذكريات
ونترك السؤالَ للنار كي ينضج
..
اقرأ كثيرًا
ولا تترك شيئا للغربان
فالحدائقُ ترمّم عافيةَ المكتوب
والخرائبُ تلفّق الأدلّةَ كي لا يستجيب النعاس
والأهلّة لم تعد موازين العمر
فكلّ ما جاءت به الجدران
أناشيدًا خرساء
لا تنطق عن التاريخ
وإن سورّتها القرابين باليتامى
قالت لهم
كونوا مثنى وثلاثًا ورباعًا وخماسًا وقبيلةً من الموتى
فالرصاص تكتبه الأصابع
...
قل للحقيقةِ
ما تيسّر من الحلمِ
وما بيع بغيرِ ميزان
فالعقول مسرحٌ ترتّب الحوار بين الجمهور
والمخيّلات تقودُ الشخصيّات الى معضلةِ الصوت
فلا تكلّف الأضواءُ غير سطوعٍ مريب
فكن للصدق دليلًا
وللمحبة مسك الختام
ولمن مدّ يده بالكتاب
لا يمزّق غلافه
فكلّ ما حولنا تمرين