الهوير (البصرة) 964
على عدد الأعمدة، أو "الشِباب" يسعّر أسطوات شمالي البصرة، بيوت القصب التي يصنعونها، ويقول عبدالأمير عاشور، إن أعداد الأعمدة تكون فرديةً حصراً وفقاً للمتعارف بين صناع بيوت القصب، وذلك "تمجيداً لله الفرد".
وتفضل العشائر دواوين القصب بدل الطابوق والبناء الحديث وذلك لرمزية القصب التاريخية وارتباطه بإرث الأجداد السومريين، لكن مزايا أخرى لتلك البيوت الدافئة يرويها عاشور في حديثه لشبكة 964، التي التقطت جانباً من بعض البيوت التي تجري صناعتها الآن، وهي في طريقها إلى زبائنها داخل البصرة أو الزبير أو إلى مضايف الخليج على سواحل الإمارات والكويت.
عبد الأمير عاشور – صانع مضايف، لشبكة 964:منذ 30 عاما وأنا أعمل في مهنة صناعة المضايف التي تعلمتها من أساتذتي في هذه المهنة.رغم الحداثة في البناء بالطابوق إلا أن الكثير من الناس يفضلون المضايف المصنوعة من القصب على البناء اعتزازاً منهم بتراث السومريين.
الحداثة شملت بناء المضايف من القصب عبر إضافة هيكل حديدي داخلي يقوي ويسند المضيف فضلاً عن أجهزة التدفئة والتبريد والإنارة.
أكثر المحافظات التي تبني مضايف القصب حالياً هي البصرة وذي قار والعمارة اعتزازاً بتراث الأجداد.
القصب الذي نستخدمه نجلبه من أهوار الجبايش أو العمارة أو مبازل كربلاء.
أحجام المضيف تبدأ من 7 أعمدة أساسية للمضيف ويطلق عليها محليا "شِباب" وبعضها 9 أو 11 وقد بنينا مضيفاً بعدد 27 شبة، وهذا طوله يصل إلى 55 م وهو في الزبير.
العرف المتوارث عند أهل الجنوب هو أن يكون عدد أعمدة المضيف فردياً، وهو تقليد متوارث تيمناً بوحدانية الله، فالله فرد ولذلك نحاول أن يكون عدد الأعمدة فردياً.
مع الإدامة المستمرة للمضيف فإنه يعيش أكثر من قرن، في حال كان مشيداً على هيكل حديدي، أما المضايف التي لا تحتوي هيكلاً حديدياً فيكون عمرها أقصر.
نظراً لجودة القصب العراقي، تم تصدير قصب من الجبايش إلى الكويت والإمارات، وكذلك استعانوا بأسطوات عراقيين لمساعدتهم في تشييد مضايف القصب في بلدانهم.
أسعار المضايف تختلف بحسب عدد الأعمدة وهي كالتالي:
11 شبة (عمود) 25 مليون دينار.
13 شبة 30 مليون دينار.
15 شبة 34 مليون.
17 شبة 38 مليون.
كاظم الموسوي – متطوع للمشاركة في بناء مضيف:
المضيف الذي نبنيه حالياً هو مضيف السادة "بيت سيد محمد حسين الموسوي"، في ناحية الهوير، وتمسكاً منا بتراث أجدادنا السومريين فإننا نفضل بناء مضايف القصب على البناء بالطابوق.
يتميز المضيف عن البناء بالأسمنت والطابوق بأن تهويته صحية ويريح النفس ولا صدى للأصوات فيه ولا يمتلئ بدخان السكائر.
التكلفة المالية للمضيف، تنقسم إلى شراء القصب من الأهوار، إضافة إلى أجور "الأسطا" المختص بتشييد المضايف، أما نحن العاملون فغالباً نكون متطوعين من أهل المنطقة والعشيرة، وهو ما نسميه بـ"النخوة".
يعد المضيف مكان "البخت" لأن فيه تُحل المشاكل وتقام فيه الفعاليات الدينية.