 ميسان/مهدي الساعدي

اقدم الخبير والباحث البيئي الميساني أحمد صالح نعمة، على إطلاق مشروع زراعي بيئي جديد مبتكر، تحت عنوان الزراعة بدون ماء، ويعد الأول من نوعه لمكافحة الجفاف الذي تشهده المحافظة، خصوصاً بعد جفاف الأهوار وقلة الأطلاقات المائية.

ويقول الخبير والباحث البيئي أحمد صالح نعمة مبتكر الفكرة، خلال حديث لـ(المدى)، "اطلقنا حملة ابتكارنا الزراعة العميقة تحت شعار ازرع الصحراء بدون ماء، من منطلق الحاجة أم الاختراع ونتيجة للحاجة الملحة بزراعة البوادي والأماكن التي يصعب ايصال الماء لها أو ايصال الماء مع تكلفة أو صعوبة استدامتها، انطلقت فكرة البحث عن الزراعة التي لا تتطلب ماذكرناه".

ويردف، أن"الفكرة كانت انزال النبتة إلى مسافة بعمق 2 متر لنستهدف بذلك الرطوبة الموجودة بهذه الاعماق والتي وحسب الاختبار والبحث تبين ديمومتها حتى في ذروة الاشهر الحارة جداً"، مشيراً إلى أن "الفكرة هي استبدال زراعة الاشجار القصيرة وانتظار ان تمد جذورها بعد سنوات، مما يتطلب استدامة العناية وديمومة السقي باشجار تزرع وهي بطول 3 متر، وتزرع بعمق 2 متر ويتبقى منها متر واحد فوق الارض".

وأطلق نعمة فرقا تطوعية لغرس الأشجار على شكل حملات، تنطلق الى جزيرة الطيب شرق مدينة العمارة من مركزها، بعد تهيئتها وتحضيرها خلال عملية البحث عن انواع الاشجار المناسبة من مشاتل المحافظة.

ويتابع أحمد صالح نعمة، أن "هناك مجموعة من المحددات يجب مراعاتها، منها ان يكون طول الشجرة 3 متر وعمق الغرس 2 متر وان تكون الارض ذات نفاذية لا تستقر فيها مياه الامطار، وتحتفظ بالرطوبة فقط وافضل وقت للزراعة هو شهر تشرين الاول أو تشرين الثاني، كي تستقر بالتربة من شهر تشرين الاول لغاية شهر حزيران بمدة قدرها 180 يوماً اي ستة اشهر، لتتعرف على البكتريات الموجودة فيها وتنتج المضادات لها وتنمو جذورها وتجمع الرطوبة وتكون عصارتها الخضرية، وتكون مستعدة لاستقبال شهر حزيران الحار وهي بكامل قواها".

يشار إلى أن ناشطين بيئيين في ميسان وشباب انظموا إلى مؤازرة فريق نعمة لتقديم المساعدة من أجل تنفيذ ابتكاره، وغرس أكبر عدد ممكن من الاشجار في جزيرة الطيب.

من جانبه، يقول المغامر والناشط البيئي احمد جاسم، في حديث لـ (المدى)، إن "مشروع الزراعة العميقة وباتمامه مراحله الثلاث، وبعد متابعة الاشجار التي تم غرسها لوحظ نموها بشكل طبيعي، حيث تم اختيار الاشجار المناسبة للاجواء السائدة من تحمل درجات الحرارة العالية والعواصف، وذات مواصفات خاصة للنمو في جزيرة الطيب ويرجى منها فوائد كبيرة، حيث انها ستكون مستقبلا مصدات للرياح والاتربة، كما سيستفيد منه مرتادو الجزيرة للتنزه والترفيه، ويعتبر المكان مناسبا جدا ومتوقع نجاحها بنسبة 100% ".

ويضيف: "كانت التجربة على شكل مراحل أولى وثانية وثالثة، كما كانت هناك مراحل تمت خارج منطقة جزيرة الطيب وبالتحديد بالقرب من القرى والارياف، لتكون مصدات للرياح بسببب التصحر وجفاف الأنهر فيها وستكون هناك مراحل لاحقة"، لافتاً إلى أن "الحماس لدى الشباب المساندين لإبتكار الزراعة بدون ماء، جعلهم يواظبون على مرافقة الحملات المنطلقة". ويكمل، أن "هناك دعم مادي ومعنوي من قبل الشباب من أهالي المحافظة لهذا المشروع، وشارك الكثير منهم في مراحل الزراعة، والمرحلة الاخيرة استهدفت الاماكن الرطبة والعشبية وتمت احاطتها بالاشجار المناسبة لأجوائها".