 المدى/ حيدر هشام

ما يزال الغموض يهيمن على النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات، التي عادت الى الواجهة مرة أخرى بعدما اختفت عن الساحة لمدة لا تقل عن عشر سنوات، فعلى الرغم من اتمام نسبة كبيرة من النتائج الا أن موعد إكمال هذا المسلسل لا يزال "مجهولًا".

المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أعلنت وقبل أسبوع تحديدا من الان، النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات بالاعتماد على نسبة 94%، في حين تبقت 231 محطة قيد التحقيق، وبنسبة متبقية تبلغ 6%.

الكتل السياسية وبعد معرفة عدد مقاعدها بدأت تترقب وتنتظر الإعلان النهائي لنتائج الانتخابات المحلية لاسيما ان الصراع قد اشتد في بعض المحافظات وعلى رأسها العاصمة بغداد، حيث تصدرت ثلاث كتل (تقدم، نبني، دولة القانون) النتائج وبعدد أصوات متقارب، وسط تساؤلات سياسية عديدة، هل ستغير النسبة المتبقية جدول النتائج؟. عضو مجلس النواب، علي نعمة البنداوي، بين تأثير نسبة الـ6% المتبقية على نتائج مجالس المحافظات، فيما عد الفرق بين الكتل السياسية بعدد المقاعد "واضحا". ويقول البنداوي في حديث لـ(المدى)، إن "النسبة المتبقية الخاصة بنتائج انتخابات مجالس المحافظات، والتي لم يعلن عنها لغاية الان ستغير بشكل طفيف من معادلة النتائج"، مستدركا بالقول: "التغير سيكون بالتحديد في مقعد واحد او مقعدين".

ويلفت الى أن "الفرق بين نتائج الكتل السياسية واضح حتى تلك التي حصلت على عدد قليل من المقاعد". ويضيف، أن "الانتخابات المحلية التي أجريت مؤخرا تعتبر الانتخابات الوحيدة التي لم تشهد اية حملات تشويه لتسقيط المرشحين والكتل السياسية من جانب قوى الإطار التنسيقي"، مبينا أن "هناك تفاهمات كبيرة لدى الجانب الشيعي، قبل الانتخابات وبعدها".

ويوضح عضو مجلس النواب، أن "واجب مجالس المحافظات يتمثل بتقديم خدمة حقيقية للمواطن، وهذا استكمال لدور الحكومة التي اخذت على عاتقها تنفيذ برنامجها الخدمي، على اتم صورة".

مسار الانتخابات في العراق سواء كانت برلمانية او محلية، لم يخل يوما من "الشوائب"، ولم تكتمل صورة الانجاز على أتم وجه، فعلى الرغم من خلو كرنفال الانتخابات الحالي من الخروقات الا انه واجه "مشكلة" بالنتائج.

الى ذلك، عد الباحث بالشأن السياسي، علي البيدر، تأخر إعلان النسبة المتبقية من نتائج الانتخابات المحلية، يولد "شكاً"، وفيما طرح عدة تساؤلات للمفوضية، اشار الى حجم التأثير الذي ستفرضه هذه النسبة على النتائج الكلية.

ويذكر البيدر في حديث لـ(المدى)، أن "التغيير الذي ستحدثه النتائج التي لم يعلن عنها لغاية الان، سيكون طفيفا وربما لا يؤثر على تسلسلات الكتل الفائزة بانتخابات مجالس المحافظات، اي أن الاول سيبقى بمركزه والثاني وهكذا".

ويشير الى أن "تأثير هذه النسبة محدود وضمني في إطار المنافسة داخل الكتل بين المرشحين انفسهم"، مبينا أن "المفوضية العليا تأخرت بهذا الجانب لاسباب فنية تتعلق بطبيعة الانتخابات مثل انتخاب مرشح من ديالى في البصرة، والتي تؤدي لحدوث حالة من (اللخبطة) وغياب التنسيق".

ويؤكد الباحث بالشأن السياسي، أن "تأخر اعلان نتائج هذه النسبة بشكل متعمد او لا، فإنه يبعث بشك احيانا ويطرح تساؤلات عديدة حول ما أسباب تأخرها؟، ولماذا لا يوضع سستم معين ونظام خاص يجعلها تظهر بشكل أبكر؟".

وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 41% بحسب أرقام رسمية أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات، أي ما يعادل 6,6 ملايين ناخب من أصل 16,1 مليونا يحقّ لهم التصويت.

يذكر أن نسبة المشاركة منخفضة بشكل خاص في معاقل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي دعا أتباعه إلى مقاطعة الانتخابات، ووصف النظام بالفاسد، وتنحى الصدر رسميا عن السياسة في عام 2022 وسط أزمة طويلة بشأن تشكيل الحكومة.