اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: في مئوية سمبين

كلاكيت: في مئوية سمبين

نشر في: 27 ديسمبر, 2023: 09:50 م

 علاء المفرجي

في مئوية السنغالي عثمان سمبين (أبو السينما الافريقية) كا يوصف، ومع التقرير الذي كتبه الناقد والمترجم ناجح الجبيلي في هذه الصفحة، نقف عند الدور الذي لعبه سمبين في نهوض السينما الافريقية.

فالحديث عن السينما الافريقي يحيلنا الى الأباء المؤسسين لهذه السينما، ويقف في مقدمتهم عثمان سمبين رجل الثقافة الافريقية البارز الذي قدم تصورا شاملا لحركة الانتاج الثقافي والفني بافريقيا السوداء عبر اكثر من ستة عقود من الابداع الأدبي والفني.

عثمان سمبين المولود عام 1923 من اسرة صائد اسماك في قرية على ضفاف نهر كازماس في السنغال اختزنت ذاكرته الاساطير والطقوس ومنابع الفلكلور الافريقي والتي جعلت منه في طليعة الأدباء والفنانين الافارقة الذين اسثمروا التراث والفلكلور الافريقي في خدمة القضايا الثقافية والاجتماعية وفي تأكيد الهوية في مواجهة الوجود الكولنيالي.

واذا كانت الذاكرة الثقافية تحتفظ لسمبين باعتباره ( ابو السينما الافريقية السوداء) فانه لم يلج بوابة الفن السابع الا في فترة متأخرة من حياته ( درس السينما وهو في الاربعين من عمره). .

وكان دخوله هذا الفن من بوابة الادب الذي توجه كاحد اهم رموز الرواية والقصة الافريقية الى جانب وول سوينكا و نسيتوا اتشيبي وان لم يحظ بالشهرة العالمية لهما.

والسيرة الشخصية لهذا المبدع الاسطوري التي وثقت وعكست المشكل الاجتماعي النوعي الذي كان يعيق تنامي حركة التغيير الديمقراطي لا في السنغال حسب بل في جميع بلدان غرب افريقيا، تشي بسيرة انتاجه الادبي والفني المتميز وحرفيته العالية.

الانعطافة الأهم في حياة هذا المبدع الكبير عندما ابحر مختبئاً في سفينة بضائع الى فرنسا حيث بدأ حياة جديدة تجلت في ممارسته النشاط النقابي مدفوعاً من مشاهد البؤس للعمال الافارقة في المهاجر، ليصبح بعد فترة قائداً لاتحاد نقابات العمال الافارقة في مرسيليا في فترة تبوأت فيها الانتجلنسيا الافريقية في فرنسا مكاناً متميزاً تمثل في اقامة الانشطة الثقافية المختلفة، حيث وجد سمبين نفسه في خضمها في مواجهة دعاة تيار (الزنوجة) الذي مارس تأثيراًُ فكرياً مهماً وكان من ابرز دعاته الشاعر السنغالي ليبولد سنغور والمارتيني ايمي سيزير، انطلاقاً من وجهة نظره المتمثلة بان القضية ليست بالعودة الى الماضي، بل الانحراف منه كزوادة للمعركة من اجل التحرر.

السيرة الشخصية لسمبين وسيرته الابداعية كروائي وقاص، فرضت ولوجه بعد سن الاربعين بوابة السينما حيث اختار دراسة مبادئها الأساس في موسكو باستوديو غوركي على يد احد اساطين السينما السوفيتية المخرج مارك دونسكوي والمنظر سيرغي غيراسيموف بداية ستينيات القرن المنصرم.. ويوقع بعد عودته الى افريقيا على اول افلامه عن امبراطورية سوهاري.. لكن ابداعه الحقيقي يتجلى مع الفيلم الوثائقي (الحوذي) عام 1963 الذي تميز بتنوع مضامينه والتي تلتقي بالشكل الانساني والطموح الذي تعيقه المشاكل والهموم، والفقر، والاحلام المستحيلة.. وهو الموضوع الذي عزف عليه في فيلمه الثاني (نياي) وان كان بمعالجة مختلفة حيث التقاليد الصارمة في مجتمع ريفي متزمت.. ذهب فيه بعض النقاد الى مقارنته بموضوعات التراجيدية الاغريقية القديمة.

هذه التجربة السينمائية كانت كافية لمنح سمبين كسينمائي امتياز الريادة بل الابوة في هذا الفن في افريقيا، فهو مع فيلم (سوداء من.. ..) عام 1966 يكون صاحب اول فيلم روائي افريقي طويل، ومع فيلم (الحوالة البريدية) 1968 صانع اول فيلم افريقي ملون في تاريخ سينما افريقيا الاستوائية.

دخل سمبين ميدان الابداع السينمائي في وقت كان نتاجه الابداعي في الرواية والقصة القصيرة قد بوأه اسماً لامعاً في الادب الافريقي والعالمي، ويكفي روايته (آلهة الاخشاب) التي حظيت باهتمام ومباركة من أهم أدباء ومثقفي فرنسا لوي اراغون، وسيمون دي يوفو، وجان بول سارتر..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram