ذي قار / حسين العامل
اقام الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية والاباء والرهبان المرافقين له قداسا دينيا من اجل السلام في مدينة اور الاثرية احتفاء بقدوم العام الجديد، فيما عدت الحكومة المحلية في ذي قار الزيارة رسالة امان تعبر عن مدى الاستقرار الامني الذي يحفز على قدوم المزيد من الوفود السياحية والدينية للحج في بيت النبي ابراهيم الخليل .
وقال الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية الأب جيرارد فرنسيسكو تيمونير خلال زيارته لمدينة اور الاثرية انه "قدمنا الى العراق كآباء دومينيكان وراهبات دومنيكانيات لنلتقي بأخوتنا ونستكشف مدينة اور وقد كنت اسمع عن هذا المكان ولم اكن اتوقع ان ازوره"، عادا مدينة اور التي تضم مقام بيت النبي ابراهيم ارضا مقدسة كونها تجمع مقدسات الاخوة في الانسانية. وتحدث تيمونير عن ان "التقليد المسيحي الكاثوليكي يحتفل بالعائلة المقدسة التي تجمع ابناء الاب الواحد"، واضاف ان "الجميع يصلون من اجل السلام فمن خلال صلوات النبي ابراهيم وصلواتنا ندعو الله ان ينير النفق المظلم الذي نعيش فيه". وختم تيمونير حديثه بالقول ان "نُورنا هو سلامنا". فيما قال الرئيس الإقليمي لإقليم فرنسا للآباء الدومينيكان الأب نيكولا تكسييه "نحتفي ونبتهج اليوم بتاريخ الرهبنة الدومينيكانية في العراق"، لافتا الى ان "الاباء الدومينيكان قدموا الى العراق منذ 800 عام وانهم جاؤوا للاحتفال مع الاخوة المسيحيين في العراق". واضاف تكسييه ان "هذا المكان يدعونا الى الوحدة وقد صلينا مع الاب الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية من اجل ذلك كوننا عائلة واحدة يجمعها اب واحد". وبدوره قال مستشار محافظة ذي قار حيدر سعدي ابراهيم ان "ذي قار هي مدينة التعايش السلمي وان زيارة هذه الوفود والوفود السياحية الاخرى تعبر عن مدى الاستقرار الامني للمدينة كونها مدينة للتعايش السلمي بين المكونات والاديان الانسانية". ويجد ابراهيم ان "زيارة وفود رفيعة تمثل الفاتيكان تحمل رسالة بان المدينة على استعداد لاستقبال الجميع"، مبينا ان "انتعاش الحركة السياحية والزيارات الدينية من شأنه ان يرفد الموارد الاقتصادية للمحافظة ويجعل مدينة اور بما تضمه من زقورة اور وبيت النبي ابراهيم قبلة للحجيج والراغبين بالاطلاع على مهد الحضارة الانسانية". ومن جانبه قال مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار العميد الحقوقي فؤاد كريم الذي رافق الوفد المسيحي انه "بمناسبة السنة الميلادية وللاستقرار الامني في ذي قار زارنا وفد رفيع المستوى من الفاتيكان لزيارة المحافظة والتجوال فيها فضلا عن زيارة مدينة اور الاثرية واقامة قداس سلام ومحبة". عادا ان "زيارة الوفد المسيحي واقامة طقوسه بكل حرية تعبران عن رسالة الى الوفود السياحية والدينية وكل الراغبين بزيارة العراق حول مدى الاستقرار الامني الذي تتمتع به محافظة ذي قار". وتَجمع محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) ما بين السياحة الدينية والآثارية والطبيعية لما تمتلكه من مواقع اثرية ودينية تقدر بأكثر من 1200 موقع أثري أبرزها مدينة اور الاثرية ومقام النبي ابراهيم الخليل (ع)، فضلاً عن مناطق الاهوار التي تشكل خمس مساحة المحافظة والتي تواجه مخاطر الجفاف وتذبذب مناسيب المياه الناجمة عن ازمة المياه. ووصل البابا فرنسيس الى مطار الناصرية في (السادس من آذار عام 2021)، قادماً من النجف التي التقى فيها بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وفور وصوله توجه الى مدينة أور الأثرية وأقام هناك صلاة مشتركة وقداساً دينياً ورعى لقاءً للأديان حضره عدد من أتباع الديانات الاسلامية والمسيحية والإيزيدية والصابئة المندائيين وغيرهم.
وتوقع مسؤولون وناشطون في محافظة ذي قار في (العاشر من تشرين الاول 2021)، أن تشهد محافظة ذي قار انتعاشاً للسياحة الدينية والآثارية عقب زيارة بابا الفاتيكان لمدينة أور الأثرية والحج الى بيت النبي إبراهيم الخليل، وفيما اشاروا الى ان مدينة الناصرية يمكن ان تكون مركزاً للديانات التوحيدية وكعبة للحجيج المسيحيين بعد أن حج بابا الفاتيكان في بيت النبي إبراهيم ورعى لقاء الأديان في مدينة أور الأثرية، دعو الحكومتين المحلية والمركزية لإيلاء المزيد من الاهتمام بالقطاع السياحي استعداداً للمرحلة المقبلة. وكان رئيس مؤسسة الحجيج العالمية التابعة للفاتيكان المطران اندرياتا ليبريو أكد في الـ (13 كانون الأول 2013)، أن وفدا برئاسته وصل الى محافظة ذي قار ويضم 30 شخصية دينية ورسمية، وبين أن هدف الزيارة "أداء طقوس الحج في بيت النبي ابراهيم الخليل في مدينة اور الأثرية"، وفي حين عد الزيارة بأنها "رسالة للمسيحيين بإمكانية الحج"، أكد أن قدوم الحجيج المسيحيين "سينعش الوضع الاقتصادي للمحافظة". وأدى وفد من مسيحيي البصرة وبغداد، (مطلع حزيران 2014)، قداسا وصلوات في بيت النبي إبراهيم بمدينة أور الأثرية (18 كم جنوب غرب الناصرية) من اجل السلام والوحدة الوطنية، وفيما عبروا عن رجائهم بمستقبل افضل للعراق وعودة "حكمة بلاد الرافدين" ، لفتوا الى ان الزيارة تهدف الى تشجيع اتباع الكنيسة لزيارة الأماكن المقدسة في مدينة أور.