كربلاء – 964
قرار محافظ كربلاء نصيف الخطابي، بإزالة أشجار الميلاد ومنع الاحتفال، مازال يثير الجدل بين أوساط مثقفي المحافظة.
معلقون كثر على صفحة شبكة 964 رحبوا بقرار المحافظ، لكن آخرين تحدثوا للشبكة، انتقدوا منع الاحتفالات، بذريعة تطبيق “قانون قدسية كربلاء”، الذي تم إقراره أثناء رئاسة الخطابي لمجلس محافظة كربلاء، وهو “قانون” مازال يثير جدلاً بشأن مدى شرعيته.. شبكة 964 أجرت استطلاعاً للرأي بين عدد من مثقفي المدينة.
د.خالد العرداوي – أستاذ القانون والسياسة – جامعة كربلاء:
الشفل والتوثية وتكفير الشباب وتفسيقهم بحجة الحفاظ على العقيدة والدين في مجتمع نظامه الحاكم يعج بالفساد والظلم وانتهاك قوانين الأرض والسماء هو أسلوب العاجز وذريعة الهين البسيط، وسينتشي صاحبه بوقوفه مع ما يعتقده مؤقتاً ثم يتحسر على ضياعه وانفضاض الناس من حوله لاحقاً.
نوفل الصافي – شاعر وصحفي لشبكة 964:
لا أعلم حقاً تعريف ما يندرج تحت ما يسمى (قانون قدسية كربلاء) فهل هي تعليمات أم قرارات أم أوامر؟
مَن يخالف تلك التوجيهات يتعرض للمساءلة وفق المادة 240 من قانون العقوبات العراقي، وهذه المادة اكتفت بمعاقبة مَن يخالف الأوامر، ولم توضح على وجه الدقة نوع وجوهر هذه الأوامر والقرارات الصادرة من الموظف أو الجهة الرسمية أو المكلف بخدمة عامة؛ فضلاً عن اللبس والجدل في مَن هي الجهة المخولة بتشريع القوانين والتي حددها الدستور وفق المادة 61 بمجلس النواب وحسب.
سياقات تشريع القوانين هي القراءة الأولى والثانية والتصويت ونشرها في جريدة الوقائع الرسمية، أما قانون قدسية كربلاء فهو ليس سوى لافتات في الشوارع؛ تمارس تنكيلاً بما كفله الدستور من الحقوق والحريات.
لا نستغرب غداً أن تصدر أوامر جديدة بعدم حلاقة اللحى، استناداً إلى حرمتها واحتراماً لقدسية المدينة، والباب مفتوح لكثير من الممنوعات والمحظورات إن لم تحسم مطرقة القضاء العراقي هذه الموضوعة.
د.سليم جوهر – طبيب ورئيس منظمة تفكُّر للثقافة:
قداسة الحيز المكاني.. يعبر رودولوف أوتو عن القدسي بأنه “لحظة خاصة”، فالمقدس مرتبط بالزمن أي بالحركة، من أجل أن يكون متعالياً، وهذا الارتباط هو الذي يتم من خلاله في الفكر الديني التمييز بين المقدس/المتعالي والمدنس/المتحيز، المرتبط بما هو حيز، لذا متى ما ارتبط المقدس بالحيز (المكان) الخاص، فقد الكثير من خصائصه القدسية.
من أجل إعطاء القدسية للحيز المكاني لا بد من أن يتم ربط هذا المكان بالنقاء لغرض تحييز هذا النقاء فيتم إسباغ صفات مادية تتسم بـ(هالة، نظافة، عطر.. إلخ)، ومن ينتمي لهذا الحيز فهو يتمتع بهذا النقاء فتتشكل ثنائية (النحن/ مؤمن، متدين، محترم لهذه القدسية…الخ) ويتم استبعاد (المدنس) وهو كل (آخر/ لا يلامسه النقاء) في طهر المكان المقدس.
لذا كلما اتسعت رقعة مكان القداسة تنامى المنتمون له وتكاثر المستَبعَدون عنه، فتتسلل السلطة من باب القداسة لتوسع المكان وتضيق الخناق على المختلف.
حيدر لطيف – باحث شاب لشبكة 964:
في أكثر من مناسبة، ألغى مسيحيو العراق احتفالاتهم الخاصة بأعياد الكريسمس وأعياد رأس السنة الميلادية تضامناً مع أحزان مدن الوسط والجنوب، كما في زيارة الأربعين، أما اليوم فيستكثر المحافظ ومَن خلفه مشاركة الناس أعياد المسيحيين بوصفهم مكوناً أصيلاً من المكونات العراقية، فلماذا الإمام الحسين “ع” للجميع وكلمة الله المسيح ليس كذلك؟.. لا يمكن للسلطة أن تحمي الدين، فالدين يحميه الناس من خلال الإيمان به في ضمائرهم، أما السلطة فهي تستثمر في الدين فقط.