 ترجمة / حامد أحمد

في مسعى منها لتعريف الناس حول العالم بما وقع من دمار في مدينة الموصل جراء الحرب ضد داعش وما حصل أيضا من دمار في المناطق الاثرية لمدينة حلب في سوريا وما يحصل الان في غزة، نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر معرضا رقميا يأخذ الزائر في رحلة عبر مشاهد ثلاثية الابعاد لمواقع مدمرة خلال رابط يحمل عنوان "رحلة رقمية عبر مدن محطمة Broken Cities digital experience".

وجاء في تقرير لموقع ذي ناشنال الاخباري ان متطوعين من منظمة الصليب الأحمر الدولية جمعوا ما التقطوه من آلاف الصور لدمار أكبر مستشفى في الموصل وتدمير أجزاء من سوق البازار التاريخي لمدينة حلب وذلك من اجل عرضها للعامة عبر تقنية فوتو غرامتري الرقمية لكي تتضح امامهم الخسائر الإنسانية للحرب.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد خلقت تجربة غامرة لإظهار ما خلفته حرب المدن من خلال 35,000 صورة فردية وذلك عبر اول معرض وثائقي لصور ومشاهد ثلاثية الأبعاد يأخذ الزائر في رحلة الى مداخل الأبنية المدمرة جراء الحرب.

المعرض الذي أطلقته اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحت رابط، مدن محطمة Broken Citiese، يأخذ المشاهدين في رحلة عبر نماذج ثلاثية الأبعاد لمستشفى ابن سينا التعليمي في الموصل والبازار القديم لمدينة حلب وكذلك مجمع البرج في غزة، باستخدام مشاهد تروي قصص تحمّل وتضامن وعودة للحياة من جديد من بين الأنقاض.

ومن خلال سرد قصصهم عن المعاناة المستمرة التي يواجهونها لاعادة بناء حياتهم من جديد، فإن الصليب الأحمر يأمل في انه سيزيد ذلك من نسبة الوعي حول آثار استخدام الأسلحة شديدة الانفجار على المناطق المدنية المأهولة بالسكان.

وقالت لجنة الصليب الأحمر في حديث لموقع ذي ناشنال "تغيير طبيعة عقلية بعض الناس ومواقفهم هو شيء مطلوب بشكل حثيث من أجل تخفيف الآثار المدمرة لحرب المدن على المدنيين والتي يمكن توقعها وتجنبها. وعلى الرغم من الأدلة المتراكمة على الأذى التدميري التي يمكن للحرب ان تسببها للمدنيين على المناطق السكنية ، فان الجهود الدولية التي بذلت لمناقشة ومعالجة الآثار الإنسانية لحرب المدن، والدعوات الكثيرة لاتخاذ اجراء، فإنها لم تترجم نحو معالجات على أرض الواقع".

ومضت اللجنة بقولها "حماية المدنيين والتقليل من معاناتهم يجب ان تكون من صميم السياسات العسكرية وممارساتها وتدريباتها. على الأطراف المتنازعة والمشاركة في معارك ان تتجنب استخدام أسلحة تدميرية ذات تأثير واسع على المناطق المأهولة بالسكان. من المفترض تطبيق المبادئ الأساسية لقوانين الحماية الإنسانية على نحو كبير قبل وخلال وبعد الاقتتال".

وأشار التقرير إلى انه في مدينة الموصل، تعرض أكبر مستشفى فيها وهو مستشفى ابن سينا التعليمي، الى دمار شامل أثناء الحرب لتحرير المدينة من مسلحي داعش في العام 2017 .

عندما اقتربت القوات العراقية من مستشفى السلام في شرقي المدينة، واجهت كمينا ضخما نصبه مسلحو داعش. وبينما تراجع الجنود ردت الطائرات المقاتلة بمعالجة الموقف وقصفت معظم الأبنية في المنطقة وحولتها الى ركام.

وخلال الفيلم التوثيقي يتحدث مدير مستشفى ابن سينا، الدكتور فائز إبراهيم الحمداني، للمشاهدين عن كل وقائع الدمار التي شاهدها في المستشفى.

ويقول الحمداني "عندما دخلنا الى المستشفى كان كل شيء محروقا والذي لم يتعرض للحرق تعرض للتدمير". وكان الطبيب يحاول إدارة المنشأة من دون كهرباء ومن دون مياه على مدى ستة أشهر واضطر لحفر بئرين داخلها.

ويظهر الفيلم كيف ان الحمداني بدأ يعمل مع زملائه من اجل إعادة احياء المستشفى في المدينة من خلال حمل معدات مهمة عبر الأنقاض.

ومضى بقوله "الناس الفقراء ليس لديهم ما يدفعوه لمستشفيات أهلية أو الذهاب خارج المدينة لتلقي العلاج . لهذا السبب نحن بدأنا باحياء مستشفى ابن سينا مرة أخرى من بين الأنقاض. هدفنا الرئيسي هو خدمة أهالي المدينة".

توثيق عمل مدن محطمة الذي أنجزته لجنة الصليب الأحمر الدولية استخدمت فيه تقنية، فوتو غرامتري، وهي تقنية عرض مشاهد من آلاف الصور تم التقاطها من كاميرات مثبتة على طائرات مسيرة، درون، من قبل متطوعين من منظمة الصليب الأحمر وذلك عبر زوايا مختلفة وتفاصيل دقيقة لكل مبنى تم تصويره.

فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والمتوسط، قال "هذا المشروع المميز يسدي بالعرفان للناجين المدنيين ويوفر نافذة للاطلاع على الخسارة الإنسانية للحرب وما يعاني السكان من ويلاتها. مشروع مدن محطمة الوثائقي يحثنا على مواجهة ما تخفيه حرب المدن من خسائر إنسانية ويدعو الى حاجة ملحة لإيجاد تغيير وعدم استخدام أسلحة تدميرية في المدن".

• عن موقع ذي ناشنال الإخباري