TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > كاترين مانسفيلد: لمسة من النثر داخل الشعر

كاترين مانسفيلد: لمسة من النثر داخل الشعر

نشر في: 27 أغسطس, 2010: 08:42 م

ترجمة: نجاح الجبيلييوجه الثناء التام إلى كاثرين مانسفيلد كونها كاتبة قصة قصيرة، غير أنها كشاعرة فهي منسية فعلياً – أو حتى مُهمَلة- من قبل كتاب الأنطولوجيات في القرن العشرين المخصصة لاكتشاف وإعادة تقييم الشاعرات المُهمَلات، وذلك هو السبب أني لم أتوقع أكثـر من فضول أدبي حين التقطت طبعة صغيرة أنيقة منشورة عام 1930 من قصائد كاترين مانسفيلد من مكتبتي المحلية في "أمنستي".
وعلى الرغم من أن محرر هذه الطبعة أختار أن يكون مجهولاً (بلا اسم) إلا أنها تبدو موضوعة معاً بعد فترة قصيرة من وفاتها عام 1923 ( وهو تاريخ نشر الطبعة الأولى) من قبل زوجها الثاني "جون مدلتون ميري". تشير المقدمة إلى "كوخ على ساحل البحر المتوسط إذ عاش عام 1916". وكانت هذه هي "فيلا بولين" إذ " أسبوع بأكمله قمنا بتمرين معاً بعد العشاء على منضدة صغيرة جداً في المطبخ وكتبنا شعراً على ثيمة مفردة اخترناها". كتبت مانسفيلد الشعر منذ كان عمرها 19 والكثير منها تغذى من فصول الربيع المشرقة لطفولتها في "كاروري". وبينما الأداء أحياناً بسيط حتى في قصائدها الأكثر نضجاً " إلا أن "خطها المباشر" في التجربة الحادة التي ترفض التسوية حفظتها من التكلف وهي تدفئ القارئ بحسيتها وصدقها. وهي لا تشبه أي شعر في زمنها على الرغم من التلميحات الغريبة من تأثير د.هـ. لورنس، وبعضها مثل قصيدة " في وادي رانغيتاكي" مبهجة على نحو مكشوف، بينما الأخرى حزينة وتبعث على القشعريرة كما في المرثاة التي كتبتها لأخيها "لزلي بوشان" الذي قتل بينما كان جندياً يتدرب على استعمال القنابل اليدوية إلى ....(1894-1915).  تعد قصيدة " الشمعة" من قصائدها المبكرة المهتمة بحقها الخاص وأيضاً لأنها من الواضح آتية من الفضاء الخيالي ذاته لقصتها "مقدمة". بدأتها عام 1915 وطبعتها مطبعة "وولف هوغارث" كونها أول منشور لها بعد ثلاث سنين. تروى قصة "مقدمة" بأسلوب الشخص الثالث ومن وجهة نظر مزدوجة وهي لا تروى تماماً من وجهة نظر الطفل المتمرد "كيزيا" على الرغم من أن هذه الشخصية تكون المحك العاطفي. قصيدة "الشمعة" التي يعود تاريخها إلى 1909 أو 1910 ربما هي تقريباً تمرين جرى من أجل المونولوج الداخلي لـ"كيزي" ونستطيع أن نفترض تماماً بأنها صوت مانسفليد الخاص.  تستخدم مانسفيلد أحياناً مخططات قافية متكررة لكن بالنسبة لقصيدة "الشمعة" تختار الشعر الحر بتعقل. السرد ...مشرق وذو تقدم جيد العديد من جمله المتكونة من سطر واحد تخلق تأثيراً من التوقفات الدرامية. أولاً الجو يعاد تأكيده. لكن ظل القافية النهاية توحي بالصفقة الأخيرة لباب غرفة النوم وتؤشر لانتقال الجو بين البيتين الرابع والخامس. وما أن تغادر الجدة حتى يبدو الخطر منسلاً إلى الغرفة تاركاً الطفل الطفلة تتساءل إن كانت فقدت أحلامها على شكل قبلات ثلاث. الفكرة ربما لم تكن خيالية فحسب: يمكن أن تكون التحذير القوي لأسطورة الأنثى.ألامرأة التي تختار راحة الحب العائلي ربما يكون عليها أن تتخلى عن رحلاتها الخيالية.  إن التعامل مع التحول اللاحق الذي تكتسب خلاله الأشياء المألوفة الخطر بطرق هزلية وكاريكاتيرية يدل على براعتها. هل الخطر في الخارج أم لا؟ الطفلة ، ككاتبة في المستقبل، تقرر " أنه من الأفضل أن تعرف" و تقترح بشجاعة شقا في الستارة.ربما تبدو النهاية حاملة للعزاء، لمسة عاطفية خفيفة لكن هناك شيئاً خارج المفتاح قليلاً. النجوم مثل الشموع " في ذكرى" الأطفال الفزعين ، وهي عبارة غريبة يمكن أن توحي بأن الأطفال قد ماتوا. يبدأ الحلم " بإنشاد أغنية صغيرة" التي هي ليست تماماً ما كان يفترض بالأحلام أن تفعله. هل هي خادعة ربما مثل الإبريق المبتسم على المغسلة؟ إن قصص مانسفلد تتحاشى النهايات المريحة أو السعيدة وهذه القصيدة كما اعتقد تنجح تماماً في سحب الحيلة نفسها. على الرغم من عنوانها ... إلا أنها يبدو تركز على العناد الأخير لمخاوف الطفولة. اللعبة الخيالية تصوغ وتغير منها لكن الشكل غير مضمون أبداً. وأخيراً فإن مانسفيلد شاعرة كبيرة ... في نثرها لكن شعرها له صفة خاصة به في الأقل لأن كاتبة النثر هناك أيضاَ وهي تضيف التفاصيل الواقعية والإيقاعات التي لها روح الحياة.rnالشمعة rnأمام فراشي، وعلى منضدة مدورةوضعت جدتي شمعةمنحتني ثلاث قبل قائلة لي إنهن كن ثلاثة أحلاموغطتني في المكان الذي يجب أن أغطى فيهثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب.أتمدد ساكنة؛ منتظرة أن تتكلم أحلامي الثلاثةلكنها كانت صامتة.وفجأة تذكرت إني رددت قبلاتها الثلاثربما ، خطأً، منحتُ أحلامي الثلاثة الصغيرة.نهضت في الفراش.كبرت الغرفة ، أوه، أكبر من كنيسة.خزانة الملابس، تماماً بنفسها، أصبحت كبيرة كبيت.والأبريق على المغسلة ابتسم لي:لم تكن ابتسامة ودنظرت إلى كرسي السلة إذ طويت ملابسي:وأحدث الكرسي صريراً كأنه كان يصغي إلى شيء ما.ربما كان يأتي حياً وعلى وشك أنً يرتدي ملابسي.لكن الشيء المرعب كان النافذة:لم استطع التفكير بما كان يحدث في الخارج.لا يمكن رؤية شجرة ، كنت متأكدة،لا نبتة صغيرة جم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram