TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: حرب برج أبي حيدر..حادثة فردية أم سيناريو للمستقبل

خارج الحدود: حرب برج أبي حيدر..حادثة فردية أم سيناريو للمستقبل

نشر في: 27 أغسطس, 2010: 09:19 م

 حازم مبيضينتؤشر الاشتباكات المسلحة العنيفة في العاصمة اللبنانية, بين الحلفاء المفترضين من حزب الله وجمعية الاحباش, إلى حجم التوتر السائد في وطن الأرز, بانتظار صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الشهيد رفيق الحريري. ويلفت الانتباه أنه لم يتم توقيف أي من مئات المسلحين المشاركين فيها رغم أنهم معروفون للسلطات
المعنية التي كان حرياً بها اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوقيف المسلحين الذين شاركوا في هذه الأحداث, بغض النظر عن الجهة التي ينتمون إليها. إذ لا يجوز أن يعيش اللبنانيون تحت ضغوط الحالات الأمنية المنفلتة, ويقود ذلك إلى ضرورة تجريد بيروت من السلاح, وأن لايظل فيها وفي كل المناطق غير السلاح الشرعي، ولا يجوز أيضاً العودة إلى أسلوب الأمن بالتراضي أو اللجان الأمنية. شعار بيروت مدينة منزوعة السلاح هو الأساس, فلا يجوز أن يبقى السلاح في العاصمة, ولا مبرر لأن تحتفظ بعض القوى الحزبية بسلاحها, وإعتبار بيروت منزوعة السلاح يجب أن ينسحب على لبنان كله، وظهور مسلحي حزب الله بهذا الشكل المكثف يدل على أن هناك قوى قادرة على النزول إلى الشارع, في حين يجب أن يكون السلاح بيد السلطة الشرعيّة, التي يجب أن تفرض سلطتها ليس عبر أطراف النزاع, بل بقمع كل من يريد الإخلال بالأمن، والمخيف في اشتباكات برج أبي حيدر هو حجم التدخل, الذي حدث وحجم النيران, وعدد المسلحين الذين انتشروا في الشوارع, وهنا يثور السؤال الذي لن يجد جواباً إلا في حينه وهو من يحضر سيناريو لمن؟، وهل تمر الحادثة بسلام من خلال التوسط بين المتنازعين, وتنشط اللجان الأمنية وتفرض فكرة الأمن بالتراضي ويظل السلاح غير الشرعي سيداً في بيروت؟ ليس كافياً إعلان رئيس الجمهورية أن الدولة لن تسمح بتكرار الأحداث الأمنية في أي منطقة من لبنان, ولا تشديده على قيام الجيش والقوى الأمنية بوقف العنف وفرض الأمن بصرامة, فالأمر يحتاج إلى خطوات عملية في هذا الإطار, وتؤكد دعوته المعنيين إلى عدم الاحتكام للسلاح, أن ما أعلنه لا يخرج عن باب التمنيات, كما أن رفض رئيس الحكومة بشدة استمرار انتشار السلاح في شوارع وأحياء بيروت, وتأكيده أن الحكومة ستتخذ ( قرارات جريئة ) في هذه المسألة، لن يتجاوز ولو بشكل متأخر جداً تشكيل لجنة لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح بين المواطنين, أما تشديد كتلة المستقبل التي يقودها أنه لن يسمح بأن يكون شعار بيروت منزوعة السلاح, شعاراً إعلامياً أو سياسياً أو لامتصاص نقمة عابرة، فإنه ليس أكثر من شعار سياسي إعلامي لا يملك ساقين تحملانه.لا تكمن خطورة أحداث برج أبي حيدر بوقائعها، وإنما في الأجواء التي ترافقت معها, كما أن خطورتها ليست بواقع التسلح حتى الأسنان عند حزب الله والذين معه, و إنما في الأسلوب المعتمد في المعالجات الترقيعية لمثل هكذا أحداث كادت أن تشعل لبنان, كما أن استمرار التمويه بأن طابعها فردي، لن يبعد عن ذهن اللبنانيين هاجس الأمن، بعدما تبين أن مثل هذا (الحادث الفردي) قادر على أن يهز أســس استقرار البلاد, والخطورة تكمن في استمرار انتشار سلاح الميليشيات, المحمي بالقوة قبل القانون, والأكثر خطورة من كل هذا، أن تكون هذه ( الحادثة الفردية)  بروفة أو سيناريو, لما سيواجه لبنان  فور صدور قرار المحكمة الدولية الاتهامي بخصوص جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري, وكان المطلوب اليوم أن تكون حرب برج أبي حيدر بروفة للدولة لمواجهة الخطر القادم, قبل تدمير الهيكل على رؤوس الجميع. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram