TOP

جريدة المدى > محليات > ذاكرة القطن في السماوة عند حجي حميد وسط شارع باتا.. يحنّ إلى منتوج الحويجة

ذاكرة القطن في السماوة عند حجي حميد وسط شارع باتا.. يحنّ إلى منتوج الحويجة

نشر في: 3 يناير, 2024: 11:43 م

السماوة (المثنى) 964

في أحد أزقة شارع باتا وسط السماوة، يجلس الحاج حميد على كرسي متحرك، أمام آخر محل ندافة، محتفظاً بذاكرة المهنة، من أيام قطن الحويجة والموصل، حين كان العمل بـ "الكوز" يتطلب جهداً عضلياً كبيراً، قبل أن تصل المكائن التي جعلت "الندافة" أمر يسيراً.

وتجاوز الحاج حميد، سبعة عقود من العمر، وخمسة عقود من العلاقة مع القطن، وهو يكتفي اليوم بالجلوس أمام أولاده الذين أورثهم أصول المهنة، ولا يخفي حنينه إلى أيام القطن العراقي الفاخر، مثل "اللوكا" و"الشراعي" و"الخاكي" الذي كان يُورّد من مزارع الحويجة ونينوى، لكنه أوان قد فات، فالديباج الإيراني والصيني التهما معظم حصة القطن، ومع هذا، مازال زبائن الذهب الأبيض يمنحون الحياة لمحل الحجي حميد، وأمثاله في بقية المحافظات من الذين وثقت شبكة 964 أعمالهم، كما في العمارة والرمادي ومدينة الصدر والبصرة:

حميد خضير – أقدم نداف في السماوة لشبكة 964:

ورثت المهنة منذ ستينيات القرن الماضي عن أبي، ونحن آخر من يعمل بهذه المهنة في السماوة.

كنا نعتمد في السابق على آلة يدوية تسمى "الكوز"، وبفعل التطور تم استبدالها بمكائن صناعية تندف كميات كبيرة من القطن بسرعة ودون جهد.

الكوز آلة مقوسة تضم وتراً، وكانت تستخدم في السابق لضرب القطن، لنثره وعزل الأوساخ والشوائب عنه.

كنا نشتري القطن العراقي المزروع حصراً في العراق، ولا نستعمل المستورد لأن العراقي كان الأفضل.

في السابق استخدمنا قطن "اللوكا" وهو من الدرجة الأولى، وكان يزرع في الحويجة والمناطق الشمالية، ونشتريه من معامل بغداد.

في الدرجة الثانية يأتي القطن المصلاوي والخاكي والشراعي، وجميعها اختفت بعد عام 2003، الآن نستخدم "الديباج" المستورد من إيران والصين.

الإقبال على شراء اللحاف و"الدوشك" المصنوع يدوياً أصبح أقل، بسبب توجه الناس إلى شراء الأغطية الجاهزة والفراش المصنوع من الاسفنج، وأعتقد أن مهنتنا أوشكت على الانقراض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب
محليات

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

متابعة / المدىكشفت مفوضية حقوق الإنسان، امس الأحد (19 كانون الثاني 2025)، عن إجمالي حالات الانتحار المسجلة في محافظة ديالى خلال عام 2024، فيما اشارت إلى ظاهرة جديدة ومقلقة ساهمت في ارتفاع معدلات الانتحار.وقال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram