TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: الأمن والسياسة

كردستانيات: الأمن والسياسة

نشر في: 27 أغسطس, 2010: 09:37 م

وديع غزوانليس جديداً القول ان عدم استقرار الوضع السياسي انعكس و ينعكس سلباً على الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي، فهو من البديهيات المسلم بها، ومع ذلك تجاهلها معظم سياسيينا ووضعوها خلف ظهورهم، ومنحوا المناهضين للعملية السياسية، ومن مختلف الاتجاهات، فرصاً ذهبية بسلوكياتهم وممارساتهم، فرصاً ما كان يمكن ان يحلموا بها لولا هذا الإصرار على نهج ساهم بعرقلة تقدم العملية السياسية،
 التي كان مقدراً لها ان تحقق الكثير لو انتبهت بعض النخب السياسية مبكراً، الى خطورة بعض ممارساتهم، واستمعوا الى الأصوات التي نبهت في أكثر من موضع وموقف عما سببته تلك السلوكيات والممارسات، ودعت الى ان تتسامى تلك القوى على خلافاتها، التي نعرف جميعاً ،ان سببها والمحرك الأساس لها هو التنافس على المواقع ليس الا.من المؤسف حقاً وبعد ان دخلت العملية السياسية عامها الثامن ان تعمل بعض الأطراف السياسية، بإرادتها او من دونها، بوعي او نتيجة جهل وتخبط، على تعطيل وتأخير تشكيل الحكومة بهذه الصورة وهذا الشكل، الذي أكل من جرف علاقاتها بالشعب وهذا اخطر ما في الموضوع.وقبل أيام ووسط أتون الغضب والألم اللذين سببتهما تفجيرات الأربعاء الماضي، أقحمت نفسي عمداً في نقاش مع مجموعة شباب، كان التذمر واليأس والإحباط، قد استولى عليهم، واخذ يقول الواحد بعد الآخر (لماذا خلقني الله في العراق، ومتى نتساوى مع أهل الخليج، ومن المسؤول عما وصل اليه حالنا من بؤس؟)، وغيرها من العبارات التي تخللتها عبارات ذم لكل أقطاب العملية السياسية وأهلها من دون استثناء.. حالة ربما صارت مألوفة لدى الكثير منا وقد يعدها البعض بسيطة وفي غمرة انفعالات إنسانية مشروعة، لكنها وبحسب رأينا المتواضع لها دلالات خطيرة، ينبغي الاهتمام بها.المهم إنني لم أجد مناصاً من دخول مناقشة حرصت فيها على الابتعاد عن ترديد إطلاق الوعود التي سئمناها جميعاً، واتفقت معهم على سوء الحال وتقصير أطراف العملية السياسية، واستحضرت كل ما اختزلته الذاكرة من المصطلحات عن دور كل مواطن في بناء الوطن وخاصة الشباب، وأوردت لهم نماذج من تضحيات شعبنا خلال الحقب السابقة التي مرت بالعراق، وأهمية الصبر، لان العملية السياسية الجديدة ما زالت في بداياتها، لكنني شعرت بأن كل ما قلته لم يغير من قناعات هؤلاء الشباب بسوء الحال، او يقربهم من حالة الأمل.الكثير منا يتعرض لحالات ضعف إنساني سرعان ما يتخطاها، كما ان تجربتنا قد تمنحنا شيئاً من الحصانة إزاء ما قد يواجهنا من ضغوط، لكن هذا الموقف وخطورة تفاقمه يتطلبان وقفة متأنية لدراسته ووضع المعالجات له، لأثره السلبي في استقرار الأوضاع الأمنية، وسهولة استغلال حالة اليأس من قبل عصابات الجريمة المنظمة الإرهابية وإيقاع بعض أبنائنا من الشباب في شراك مخططاتها الخبيثة.لا مفر من الاعتراف هنا، بأن واحداً من أسباب ما حصل في الأربعاء الماضي من عمليات إرهابية وقبلها، تتحمل بعض وزره الكتل السياسية من خلال ما سببته من تصدع في جدران العملية السياسية، سهل على أعدائها استغلاله، لذا فليس العبرة بالتنديد ولكن بترجمة الحرص على العراق الجديد والإيمان به بفعل يجسد ذلك، فهل يرتقي سياسيونا الى مستوى تلك المسؤولية؟! نتمنى ذلك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram