 الناصرية/حسين العاملأعرب عدد من المواطنين والبرلمانيين في محافظة ذي قار عن استيائهم من استخدام العنف المفرط  في تفريق التظاهرات المطلبية في ذي قار فيما استهجن البعض الآخر تلويح قيادة شرطة ذي قار باستخدام الحديد والنار ضد المتظاهرين المطالبين بتحسين واقع الكهرباء.
وقال عضو البرلمان الحالي ومحافظ ذي قار السابق عزيز كاظم علوان وهو يعبر عن ردة فعله لما تعرض له المتظاهرون والمارة وأصحاب المحال التجارية  من اضرار مادية ومعنوية عند تفريق الشرطة لتظاهرة مساء السبت الفائت:لقد كان العنف غير مبرر ضد المتظاهرين وهو خلاف المنطق ونحن نستهجن ذلك. وأضاف في اتصال هاتفي مع المدى "وهذا غير صحيح وله مردود سلبي كونه يتعارض مع مبدأ الحريات التي كفلها الدستور العراقي".وزاد علوان  كما ان حملة الاعتقالات غير دستورية رغم تصنيف الحكومة لها على أنها اعمال شغب وهذا التصنيف لا ينطبق على التظاهرات المطلبية الداعية لتحسين الخدمات. واستعرض الإعلامي محمد منادي خلال مؤتمر صحفي عقده مجلس محافظة ذي قار تفاصيل ما حدث للاعلامين من أعمال عنف خلال التظاهرة، لافتا الى تعرض كل من مندوبي  قناة الكوثر وصوت الناصرية واذاعة الحبوبي للاعتداء من قبل القوات الأمنية.وكانت القوات الامنية المكلفة بتفريق تظاهرة مساء السبت التي انطلقت من ساحة الحبوبي وسط الناصرية قد اعتقلت نحو اربعين شخصا من المتظاهرين والمارة الذين تصادف وجودهم في موقع التظاهرة فيما أشارت وسائل الاعلام الى اصابة 16 شخصا بجروح بينهم عدد من عناصر الشرطة. ومن جهته اكد احد المارة تعرضه هو وقريبه للحجز بضع ساعات في إحدى المدرعات العسكرية التي تستخدمها القوات الامنية وذلك عندما ابدوا تذمرهم مما حصل لهم ولغيرهم من أذى على يد الشرطة رغم أنهم لم يكونوا من المشاركين في التظاهرة السلمية. وفي السياق ذاته أكد احد اصحاب المحال التجارية في شارع الحبوبي تعرض العديد من محال المواد الغذائية والأجهزة الكهربائية في الشارع المذكور لاضرار وخسائر كبيرة نتيجة الاستخدام المفرط لخراطيم المياه.وإزاء ذلك أعرب عدد من قادة الرأي والشخصيات الإعلامية عن استيائهم مما حصل من اعمال عنف خلال التظاهرة حيث قال الإعلامي ياس الخفاجي:"من الظواهر السلبية التي برزت في الآونة الأخيرة،ظاهرة اللجوء الى استخدام القوة المفرطة ضد التظاهرات السلمية وتهديد المتظاهرين  بالضرب بيد من حديد.. وأضاف: وهذه ظاهرة مرفوضة ولا سيما ان المتظاهرين يطالبون بتحسين واقع الخدمات التي ما زال يعاني منها المجتمع. وأردف الخفاجي كان الاحرى بالمسؤولين تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين ليتجنبوا التظاهرات.ومن جانبه استعرض (أبو نهلة) 70 عاما ما تعرض له باعة المأكولات الرمضانية في شارع النيل من أضرار وخسائر مادية على يد شرطة مكافحة الشغب عند تفريقهم التظاهرة وقال وهو يروي ما شاهده من أحداث:لقد قاموا بتدمير المأكولات الرمضانية  بالكامل ومن يعترض من أصحاب الأكشاك يتعرض للضرب بالهراوات. كما أن العنف المفرط لم يستثن حتى سكان المنطقة الذين كانوا يتابعون التظاهرة من فوق أسطح الشقق السكنية حيث قامت الشرطة بتوجيه خراطيم المياه نحوهم كما حاولت اعتقال بعضهم بحجة أنهم يقومون بتصوير أحداث التظاهرة بكاميرات الموبايل. واضاف كما ان تجاوزات الشرطة امتدت لتطول حتى الجالسين في المقاهي وهذا ما حصل في مقهى الأدباء وغيرها من المقاهي الواقعة في شارع النيل حيث تعرض الكثير من الجالسين والمارة للاهانة والضرب من قبل الشرطة كما لوحوا باعتقالهم لإشاعة الرعب.  وكان مدير شرطة ذي قار اللواء صباح الفتلاوي قد لوح قبل انطلاق تظاهرة السبت الفائت وعبر تصريح لشبكة أخبار الناصرية الموالية للحكومة المحلية باستخدام الحديد والنار ضد المتظاهرين حيث قال: "ابلغنا توابعنا وباشرافنا شخصيا الضرب بيد من حديد على كل من يتظاهر دون الحصول على موافقة، حيث انه حتى هذه اللحظة لم تحصل الموافقة فعلا للخروج بتظاهرة، لا من وزارة الداخلية ولا من السيد محافظ ذي قار، إذن المظاهرة غير مرخصة وغير مسموح بالتظاهر، ومن تسول له نفسه الخروج بتظاهرة غير مرخصة سيلقى عقابا صارما شديدا وسنستخدم كل الأساليب".وقد  عدت الأوساط الاجتماعية هذه التصريحات توجها خطيرا ونية مسبقة لاستخدام العنف ضد المتظاهرين: حيث قال الاعلامي جاسم الكناني :استخدام ردة الفعل غير العقلانية تجاه المتظاهرين واستعمال العصي والهراوات وخراطيم المياه والضرب  بالأيدي والأرجل فيما بعد والتهديد قبل ذلك باستخدام الحديد والنار يرجعنا إلى الوراء حيث أساليب الدولة البوليسية. وأضاف: وهذا ما سيحد من حرية الرأي والتعبير فاستخدام العنف والقسوة غير المبررة ضد المتظاهرين سيؤدي بالتالي إلى إرهاب المواطنين وقمع حرياتهم لذلك نطالب بمحاسبة كل من اعتدى على المطالبين بحقوقهم.فيما عبر الكاتب غفار عفراوي عن رأيه قائلا:إن التظاهرات حق دستوري وهذا الحق من الواجب ان تكفله الحكومة بدوائرها كافة ومن ضمن تلك الدوائر القوات الأمنية المسؤولة عن حماية الأمن الداخل