TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > نحاتان موصليان يرفدان أم الربيعين بـ9 نصب حضارية

نحاتان موصليان يرفدان أم الربيعين بـ9 نصب حضارية

نشر في: 8 يناير, 2024: 09:23 م

 الموصل/ سيف الدين العبيدي

تفتقد مدينة الموصل إلى وجود نحاتين فيها لأسباب عديدة، منها عدم توفر دراسات للنحت بكلية الفنون سابقاً، اذ كان من الممكن ان تساهم في رفد جيل جديد من النحاتين، فضلا عن الاوضاع الامنية والاجتماعية في السنوات السابقة التي لم تشجع على تشييد الاعمال النحتية، وكذلك ضعف التمويل وتبني الافكار من قبل الجهات المسؤولة.

ورغم ذلك برز لدى مدينة الموصل بعض من النحاتين الشباب وخاصة بعد تحرير المدينة ابرزهم عمر قيس، الذي يعمل مدرساً في القسم التشكيلي بمعهد الفنون الجميلة للبنين، والذي تحدث لـ(المدى) عن رحلته بالنحت، والتي بدأت معه في سن مبكر بحكم والده قيس ابراهيم واحد من ابرز النحاتين في العراق الذي تعلم منه هذا الفن، درس الرسم في كلية الفنون بجامعة الموصل بسبب عدم وجود قسم للنحت انذاك، وصعوبة سفره إلى العاصمة بغداد، فأخذ جانب النحت رغم ذلك واصبح والده هو مدرسته في التعلم من خلال الملاحظات والإرشادات والتقويم، ونفذ اول عمل نحتي له في مدينة عقرة بعام ٢٠١١ جسد فيه رجل كردي يرتدي الزي التراثي، وعمل ثاني جسد رجل راعي وما حوله من الطبيعة.

خلال نكبة الموصل، لم يغادر عمر ووالده المدينة، واستثمرا الوقت خلال ثلاث سنوات من احتلال ام الربيعين في المشغل الخاص بهم، فكان عمر مختص بالأعمال الواقعية والاكاديمية ووالده بالاعمال التجريدية والحداثوية والمفاهيمية، صنع خلال تلك الأيام قوالب لـ ٣٢ عملا مصغرة واحتفظ بهم إلى ما بعد تحرير المدينة، ولم ينفذهم بشكلهم النهائي خوفاً من مداهمة عناصر داعش لمنزله، حيث عمل عمر مجسمات ركزت على الحضارة الاشورية، وقام بتنفيذها وعرضها في ثالث معرض له اقيم بعام ٢٠٢٠ بمتحف الموصل الحضاري، كان بعضها من المرمر والخشب "والفايبر كلاس"، بعد ان نجح في اقامة اول معرض بعام ٢٠٠٦ والثاني بعام ٢٠٠٨ ويطمح إلى عمل معرض رابع له خلال العام المقبل.

يشير عمر الى انه بمساعدة بلدية الموصل نفذ في المرحلة الاولى زوجين من الثيران المجنحة تزين احداها واجهة مبنى ديوان محافظة نينوى الجديد ومثلهما عند مدخل مدينة الموصل الرابط مع العاصمة بغداد، بالإضافة إلى نصب للملك سنحاريب وضع قرب بوابة ادد الاثرية عند منصة الاحتفالات في قلب الجانب الايسر من الموصل، وعمل اخر للملك سرجون الثاني الذي اسس نينوى التاريخية.

وقد تمكن عمر من إعادة اول نصب في الموصل بعد التحرير جسد نصب "السيدة الجميلة"، والذي وضع دوار سيدتي الجميلة المعروف، وكذلك نفذ نصبا لملا عثمان الموصلي وضع قرب محطة قطار الموصل.

في الوقت ذاته تحدث والده النحات قيس ابراهيم لـ(المدى)، عن تاريخه الفني على مدار ٤٥ عاماً، نفذ خلاله اعمال عديدة في النحت توزعت في العاصمة بغداد وبابل والبصرة، وحالياً هو بروفسور في تخصصه الاكاديمي بكلية الفنون، وهو من النحاتين البارزين بالعراق، حصل على شهادات الدراسات الجامعية الاولية والماجستير والدكتوراه جميعها من جامعة بغداد.

حيث اوضح البروفسور قيس بحديثه لـ(المدى)، انه يعمل حالياً مع ابنه عمر في تنفيذ العديد من الاعمال النحتية، وقد عمل على "النحت التجميعي" في عام ٢٠١٧ وبحدود ١٢ عمل نحتي كبير كانوا بارتفاع ٤ امتار كانت مجمعة من مخلفات الحرب (السكراب)، وكانت هذه الأعمال تعبر عن روح المدينة وحبها للحياة والفن والجمال، واكد قيس، انه استطاع ايضاً إقامة اول معرض تشكيلي في ام الربيعين بعد تحريرها كان في وسط جامعة الموصل ضم ٤٥ عمل نحتي كان من الحديد، وكان بادرة عودة إقامة المعارض الفنية من قبل الفنانين التشكيليين، كذلك شيد نصب "النصر" الذي وضع قرب مقر قيادة عمليات نينوى والذي يرمز إلى النصر الذي تحقق عام ٢٠١٧.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

 المدى/خاص يعاني الكثير من الفنانين والخطاطين في محافظة الأنبار الإهمال وقلة الدعم المادي والمعنوي، الأمر الذي يهدد مستقبل هذه الفنون. وتعتبر الأنبار واحدة من أهم المناطق التي تشهد تنوعاً ثقافيًا وفنيًا في العراق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram