الدراما اللبنانية تحلّق بعيداً عن رمضان وبعيداً عن الدراما من أساسها... هذا ما أكّده مسلسل "وللحب وجه آخر" الذي لسبب غير مقنع يُعرض في رمضان على شاشة الـ LBC، فالمسلسل يطرح كأغلبية المسلسلات اللبنانية مسألة الثأر والحقد على عمل ما قام به شخص منذ أكثر من 20 سنة ليبقى ذلك العمل محور المسلسل بكامله،
وما يزيد "الطين بلّة" الطريقة المسرحية التي يؤدّيها الممثلون من حركات مبالغ فيها كتعميق الصوت والعيون الجاحظة وغير ذلك من الإفتعال الذي يُظهر الحقد بشكل مضحك وغير قابل للتصديق. مسلسل يعالج المسائل بطريقة سطحية غير مبالٍ بالسباق الدرامي لا الرمضاني ولا غيره، ليستعرض جمال الممثلات والثياب الأنيقة والسيارات الفارهة والبيوت الفاخرة، ممّا يعطي انطباعاً سيّئاً عن لبنان الذي لا تمثّله هذه الشريحة من الناس."تخت شرقي" مسلسل يتمحور حول أربعة شبان أصدقاء، جميعهم يتخبّطون بمشكلات نفسية سيّئة تؤثّر أحياناً على صداقتهم.. هو يطرح قصصاً جريئة، إلا أنه تخطّى الخط الأحمر للواقعية ليصل إلى مرحلة لا تترك لنا بصيص أمل من التفاؤل، فالجميع فيه من دون استثناء له قصة معقّدة وفيها الكثير من المعاناة حتى ليخال المشاهد أنه مسلسل "البؤساء" بما يحمله من مشاعر تدعو إلى اليأس والإحباط. "تخت شرقي" لم يأت على قدر التوقّع لما يحمله من إيقاع بطيء وأحداث رتيبة، كما أنه يستعمل تقنية تصويرية مفتعلة بالتصوير عن قرب فجأة من دون أن يستدعي المشهد أو الحوار ذلك، ممّا يصيب المشاهد بالصداع أو "الحوَل".."كابتن عفت" مسلسل يفاجئك بسلاسة أحداثه وعفوية أبطاله، برغم أن القصة بعيدة عن الواقع وخصوصاً المصري الذي لن يعيّن امرأة في منصب كابتن لكرة القدم كما هو حال المسلسل. في هذا العمل ليلى علوي وعابد فهد أكّدا أنهما ثنائي فني سوري – مصري منسجم وناجح وأنهما يستطيعان فرض وجودهما الفني في أي دور مهما كان غريباً وصعباً.المسلسل بسيط في حواره وثيابه الرياضية العملية وديكوراته، وهذا سبب إضافي لنجاحه بهدوء من دون ضجة إعلامية فارغة على غرار بعض المسلسلات. "كابتن عفت" فيه الكثير من التفاؤل والأمل بالقدرة على تحقيق شيء ما من إمكانيات محدودة، كما أن فيه جانباً عاطفياً رومانسياً يظهر بطريقة لائقة وغير مبتذلة بدأنا نفتقد له في حياتنا اليومية.بين مشاركة سورية مصرية لباسم ياخور في رمضان الماضي في "حرب الجواسيس" ومشاركته المصرية السورية أيضاً هذا العام في "زهرة وأزواجها الخمسة" مفارقة واضحة تصدمنا من هذا الفنان النجم. فباسم ياخور الذي برع في "حرب الجواسيس" بدور عميل مهم في المخابرات الإسرائيلية وجسّده بشفافية وصدقية مقنعة إلى حدّ كبير، إقتصر دوره في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" على دور عاشق متيّم أسوة بغيره من أزواج "زهرة" الكثر، لا يفعل شيئاً غير الغرام والغرام و"تدبيل" العيون وانتظار دوره للحصول على "الكيكة الشهيّة" زهرة. ما يدفعنا إلى السؤال: لماذا شارك باسم في هذا المسلسل الذي لم يُضف إلى مسيرته الفنية شيئأً إن لم نقل أنه تراجع في أذهان الناس خطوات إلى الوراء؟ ولماذا يشارك فنان سوري له العديد من المسلسلات السورية الناجحة في مسلسل مصري، إن لم يكن هذا المسلسل على قدر من الأهمية والرقي يدفع به إلى مستوى أعلى من النجاح؟ام بي سي نت
الدراما اللبنانية في رمضان
نشر في: 28 أغسطس, 2010: 01:21 م