اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > أصداء رمضانية في بغداد الأمس

أصداء رمضانية في بغداد الأمس

نشر في: 28 أغسطس, 2010: 01:24 م

باسم عبد الحميد حمودي كان السمر في رمضان البغدادي غير قاصر على سراة القوم ومضايفهم  وجلساتهم الخاصة   وكان معروفا ان  المساجد والحسينيات تشكل بؤرة لقاء ينتهي بعد اداء صلوات التراويح والتعزية ، ويبقى الكثير من الوقت حتى وقت السحور فاين يذهب المرء ؟
كانت المقاهي تشكل نوعا من أنواع الملاذات الرمضانية الشعبية ، والمقاهي على نوعين   : الشهير منها في الكرخ والرصافة والاعظمية والكاظمية والكرادة الشرقية  يستجلب اليه ( القصه خون ) بعمامته أو عقاله وغترته  ومعه العصا والكتاب ، الكتاب حيث يقرأ فيه أحداث السيرة المختارة ، وقد تكون سيرة عنترة بن شداد أو السيرة الهلالية او سيرة الإمام علي ( ع) وسيرة للملك الهضّام وفتوح اليمن  أو سيرة المياسة والمقداد ، وهي سيرة اختصت بها المجالس العراقية القديمة والديوانيات والمقاهي الرمضانية ، فيما ابتعدت هذه المجالس والمقاهي عن رواية سير أخرى مثل سيرة الاميرة ذات الهمّة. كانت المقاهي الرمضانية البغدادية تجلب ( القصخون ) لرواية فصول من ( ألف ليلة وليلة ) ، وكان هذا الراوي الشعبي  لا يروي الواقعة كلاما بل إنشاداً إذا أقتضى الأمر ، وهو يستخدم سيفه أو عصاه للتمثيل  ،ويلّون طبقات صوته على وفق مقتضى الحال لشد الحضور اليه وتأكيد حسن ادائه الذي هو رأسماله في هذا الفن.بعض المجالس الشخصية التي تفتح أبوابهاليلا تجري فيها أحاديث  في التراث واللغة والأدب والنوادر وتجارب الرحلات وتوزع فيها القهوة وفواكه الموسم ، أو الشاي والبقصم والكعك ، ويستمر الجلاّس الى وقت السحور أحياناً .  من هذه المجالس مجلس آل الشعرباف  في الكرادة الشرقية ومجلس أل الشوّاف ومجلس  الخنيني ومجلس ابي الخيل ومجلس آل الزيبك ومجلس السيد محمد الصدر في الكرخ ، وكذلك مجالس محمود شكري ألآلوسي مفتي بغداد و آل الدفتري   وآل جميل زادة وآل النقيب وآل الريس والوسواسي والشيخ امجد الزهاوي وسواهم كثير في الرصافة و مجلس  الشيخ الخالصي والنواب في الكاظمية ومجلس المدرس في الاعظمية ، وغيرها من المجالس التي اكتظت بها بغداد واسرها المعروفة التي ترى في فتح مجلسها واستمراره نوعا من رعاية الاخر وتأكيد الذات، إضافة الى ما تقدمه هذه المجالس من سمو ثقافي وتغطية لبنية اجتماعية  ضرورية في ذلك الزمن الذي يحتشد الناس من اجل الفائدة الثقافية والدينية  دون سواها  . هذه المجالس ذهب بعضها بذهاب صاحب المجلس وظهرت بمرور الزمن مجالس أخرى منها مجلس الفريق ناجي طالب ومجلس مكي السيد جاسم ومجلس الخاقاني ومجلس محمد جواد الغبان ومجلس ناجي جواد ومجلس عبد المجيد القصاب  ومجلس سالم حسين ومجلس الملا حويش ومجلس د. حسين أمين وغيرها كثير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram